شدد خبراء القمة العالمية للمياه، التي تستضيفها العاصمة أبوظبي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض وتستمر حتى 21 يناير/ كانون الثاني الجاري، على أهمية ترشيد الطلب الاستهلاكي على المياه معتبرين أنه يشكل مسألة فارقة لتحقيق أهداف استدامة المياه في دولة الإمارات. تناول سيف سعيد القبيسي، المدير العام بالإنابة لمكتب التنظيم والرقابة في أبوظبي، في حديثه أمام القمة أمس الأول الخطوط العريضة للمبادرات الاستراتيجية التي يضعها مكتب التنظيم والرقابة في سبيل دفع عجلة الكفاءة عبر ترسيخ أسس الإصلاح التنظيمي في قطاعي المياه والطاقة. دعم النمو وقال القبيسي، الذي شارك متحدثاً في جلسة الحوار الرئيسية بالقمة، إن الغرض من هذه المبادرات يتمثل في دعم النمو الاقتصادي والسكاني في إمارة أبوظبي، لافتاً إلى أن ثمة إجراءات يتعين اتخاذها لضمان تلبية احتياجات الإمارات من المياه والكهرباء في المستقبل بطريقة اقتصادية وفعالة. تطوير برامج فعالة وأضاف: يمكن أن يتحقق هذا عبر تطوير برامج فعالة تستهدف تحقيق الكفاءة في استهلاك الطاقة، وتوعية المستهلكين وتشجيع الاستهلاك المستدام للمياه والكهرباء، وبناء القاعدة المعرفية المطلوبة لدعم الاستراتيجيات التي تضمن الوصول إلى أعلى مستويات الكفاءة في قطاع المياه والكهرباء. الاستهلاك اليومي وكان الاستهلاك اليومي للمياه في إمارة أبوظبي بلغ 614 لتراً للفرد في العام 2010، وفقاً للأرقام الواردة في استراتيجية إدارة الموارد المائية 2014-2018 لإمارة أبوظبي، والتي حددت أهدافاً مستقبلية تسعى إلى خفض هذا الرقم إلى أقل من 340 لتراً بحلول العام 2030، ما يعني خفض الاستهلاك بنسبة تتجاوز 44 بالمئة. وفي مطلع الشهر الجاري، رفعت شركة أبوظبي للتوزيع تعرفة المياه من 9.9 درهم إلى 10.55 درهم لكل 1,000 لتر إذا تم تجاوز الحد اليومي البالغ 700 لتر للشقق، و5,000 لتر للفلل، وذلك في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز الاستهلاك المستدام للمياه. تعزيز قيمة العرض والطلب وأكد خبراء، من جانب آخر، أن تعزيز كفاءة سلسلة القيمة الخاصة بالعرض والطلب، مع التخفيف من المخاطر البيئية على طول تلك السلسلة، يُعد من المسائل الحاسمة في تحقيق مستقبل مائي مستدام لدولة الإمارات. دور محوري وأشادت المهندسة الحوسني بالقمة العالمية للمياه، مؤكدة أنها تلعب دوراً محورياً في صوغ مستقبل مستدام للمياه في دولة الإمارات والمنطقة والعالم، من خلال جمع الجهات المعنية تحت مظلة واحدة لمناقشة التحديات والفرص الأكثر إلحاحاً في قطاع المياه. ملتقى دولي وتشكل القمة العالمية للمياه، التي تستضيفها شركة مصدر وتنعقد في إطار شراكة استراتيجية مع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، ملتقى قادة وخبراء دوليين في هذا المجال، وهيئات أكاديمية مرموقة، ومبتكرين في مجال الأعمال، لتسريع عملية تطوير الاستراتيجيات والتقنيات المستدامة الجديدة. تعاون مستمر قالت المهندسة شيخة أحمد الحوسني، نائب المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية في هيئة البيئة بأبوظبي، والمقررة مشاركتها متحدثة في القمة العالمية للمياه، إن النمو المتسارع الذي تشهده دولة الإمارات على الصعيدين السكاني والصناعي، يؤدي إلى تزايد الطلب على المياه، ونلتزم في هيئة البيئة بأبوظبي بتسخير هذا المورد الحيوي دون المساس بالبيئة، وذلك من خلال التعاون المستمر مع الجهات المعنية واتباع استراتيجيات واضحة في مجال البحث والتطوير، فضلاً عن الاهتمام بالابتكار في المجال التقني.
مشاركة :