في رحلة أدبية لنادي تاريخ المدينة ابن تنباك قائد السفينة

  • 12/22/2022
  • 21:20
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تسمو النفوس وتتحلى بالخلق الرفيع، تغمر القلوب السكينة وتتزين بالنوايا الجميلة، وتتجلى صور الشهامة والوفاء والمروءة، وتتحرك الأحاسيس والمشاعر؛ كي تعبر عن مكنونها وقيمها؛ كي يكون الحديث مرآة تعكس ما يتمتع به المتحدث من رقي، هذا ما شعرت به في ليلة من ليالي نادي تاريخ المدينة المنورة عندما أتحفنا ضيف النادي الأستاذ الدكتور مرزوق بن تنباك - أحد كتاب الرأي في هذه الصحيفة الغراء – بتحفة أدبية وتاريخية عندما ألقى محاضرة بعنوان الجوار عند العرب.ابن تنباك بدأ محاضرته بالحديث عن الجوار وتعريفه ودواعيه وأسبابه وقيمته عند العرب في الجاهلية ومن ثم في الإسلام موثقا حديثه ومستشهدا بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والمقولات المأثورة، وأيضا بأبيات من الشعر التي تبين مدى اهتمام العرب بهذه القيمة الاجتماعية.ومن الأسباب التي ربطها المتحدث بأسباب الجوار عند العرب أسباب نفسية تكمن في أمرين وهما الأول: طلب الأمن والاستقرار والثاني طلب الحماية من قوة التسلط، مستشهدا بقصة طلب الأعشى من علقمة بن علاثة عندما طلب منه أن يجيره من الإنس والجن فقبل طلبه، ثم طلب منه أن يجيره من الموت، فحار واحتار علقمة، موضحا بأن في هذه القصة أن العرب كانوا يجيرون مالا يعقل مبالغة منهم في الكرامة والمنعة والتحدي.هناك ثمانية مواضع حظي بها الجوار في محكم التنزيل وفي الأحاديث الشريفة. وعن علاقة الجوار أشار إلى أن أي جوار يتم بين طرفين فطرفه الأول هو المجير وهو الذي يُطلب منه الحماية، أما الطرف الثاني فهو المستجير أو المجاور وهو الذي يَطلب الحماية، والتعامل بينهما هو تعامل معنوي وذاتي وكان لأهمية الجوار عند العرب أسباب في اشتعال حروب ضروس مثل حرب البسوس، ويوم الرغام، ويوم رحرحان، وغيرها.ثم عرج على أدب وفن الشعر في أهمية الجوار عند العرب وأن الصور والمعاني الشعرية متكررة منذ أيام الجاهلية وفي مقدمة هؤلاء الشعراء امرئ القيس والسموأل. وأن أجمل ما قيل في وصف أريحية المجير أبيات للطفيل الغنوي عندما قال في بني جعفر:جزى الله عنا جعفرا حين أزلقتبنا نعلنا في الواطئين فزلّتهم خلطونا بالنفوس وألجأواإلى حجرات أدفأت وأكنّتأبوا أن يملّونا ولو أن أمناتلاقي الذي لاقوه منا لملتوقالوا هلموا الدار حين تبينواوتنجلي العمياء عما تجلتسنجزي بإحسان الأيادي التي مضتلها عندنا ما كبّرت وأهلت.رحلة جميلة قطعنا بها الصحاري والتلال والأودية عبر الحرف مع قائد سفينتنا الصحراوية ابن تنباك الذي أثرى وأعطى جمالا باهرا في أسلوبه وابتسامته وطريقة حديثه.المجتمع بحاجة لمثل هذه المحاضرات التي تعرفهم على ما قدمه أجدادهم من قيم إنسانية وإسلامية.شكرا نادي تاريخ المدينة على هذه البرامج التاريخية القيمة وشكرا أيضا لنادي المدينة الأدبي على تجهيز المكان والوسائل الداعمة. والشكر موصول للأستاذ الدكتور مرزوق بن تنباك على الحضور والمحاضرة.@dakhelalmohmadi

مشاركة :