أغلقت فترة انتقالات الشتاء أبوابها محلياً، وكان سباق الأندية في مضمارها تجاه اللاعبين ضعيفاً على الصعيدين المحلي والأجنبي، لم يبرم أي نادٍ سعودي صفقة استحقت أن تكون حديث هذه الانتقالات باستثناء توقيع لاعب الوسط البرازيلي ماركينهو إلى النادي الاهلي، فجميع الأندية أبرمت صفقاتها من دون ضجيج يذكر وبلا ضوضاء الأرقام المالية المرتفعة، نتيجة الأوضاع المادية لخزائن هذه الأندية، فلم يظهر للقناعات الفنية صوت يذكر في التعاقدات التي تمت خصوصاً في جانب المحترفين الأجانب. شتاء الأندية الكبرى على وجه الخصوص لم يكن مميزاً، فقيدت النواحي المالية كثيراً من تحركات إداراتها، فالنصر اضطر لاستعادة البرازيلي السابق ماركينيوس جابرييل وهو الذي استغنى عنه في الصيف رغبة في إحضار الأفضل، لم يقدم أي شيء يذكر في تجربته الموسم المنقضي، وهو الأمر الذي تؤمن به إدارة النادي ولأجله قررت الاستغناء عنه بنظام الإعارة قبل بداية الموسم الجاري، لكن إعادته في هذا التوقيت جاء بسبب الديون التي تمنع الإدارة من تسجيل أي لاعبٍ جديد، فاختارت أن تتخلص من يونس مختار بإعادة البرازيلي من سانتوس من دون الحاجة إلى موافقة لجنة الاحتراف على قيده بالكشوفات باعتباره مقيداً لاعبا استثماريا. لا شك أن تقنين الصرف إحدى خطوات الإصلاح المادي الذي لابد وأن تنتهجه إدارات الأندية، لكن الأمر ليس كذلك فهذه الأندية تبرر هدوء تحركاتها في هذه الانتقالات بقناعة مدربوها، ففي النصر يأتي الحديث على أن عودة ماركينيوس جاءت بقناعة الإيطالي فابيو كنافارو وعلى ضوء المستويات المميزة التي أظهرها في ملاعب البرازيل، فيما تبرر بقية الأندية استمرار بعض لاعبوها أو استبدالهم بأسماء مغمورة برغبة أجهزتها الفنية، تتسلح بهذه المبررات للخروج من مأزق الحديث عن الديون والمستحقات المتأخرة أمام جماهيرها. الأندية تتجه إلى الإفلاس المالي في ظل ارتفاع المصروفات إلى أكثر من ضعفي الإيرادات، وهذا الأمر تقتنع به الأندية في العقلية الإدارية لمن يسيرها ولكن ربما تكابر في عدم إعلان ذلك بشكل واضح، فلا يوجد إشكالية فيما لو ظهر رئيس أي نادٍ من الأندية الجماهيرية وبرر عدم نشاطهم في شتاء الانتقالات بقصور في الناحية المالية من دون الحاجة لإلصاق ذلك بقناعات فنية غير صحيحة ومخالفة للواقع الحقيقي لهذه الأندية. في شتاء الانتقالات المنقضي كان من أجمل الصور فيه انتقالات بعض النجوم واللاعبين الشبان من مقاعد بدلاء بعض الأندية إلى أندية أخرى، فغادر الهلال المدافع الشاب عبدالله الحافظ إلى هجر وأمامه فرصة كبيرة ليظهر قدراته بشكل أفضل، ورحل يونس عليوي وعبدالله الشامخ إلى الرائد، وفي النصر غادر عبدالرحمن الشمري إلى الاتفاق وحط ربيع سفياني رحاله في التعاون والذي ربما يكون أحد أهم صفقات الموسم للفريق، نجران نجح باستقطاب الثنائي معتز هوساوي ومحسن العيسى واللذان يقفان أمام نصف موسم هام ليستعيدا وهج نجوميتهما وينقذا نجران من الهبوط.