وسط حضور سياسي وأكاديمي وإعلامي لافت شهدت جامعة بيروت العربية أول من أمس مناقشة السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أطروحة الدكتوراه التي أعدها باللغة الإنجليزية تحت عنوان "التعاون الاقتصادي الإقليمي في العالم العربي: الخيار الأمثل بعد الربيع العربي"، وذلك أمام لجنة تحكيم تألفت من عميدة كلية إدارة الأعمال الدكتورة نهال فريد مصطفى (مشرفة الرسالة)، وعضوية 3 أكاديميين، ومشرف مشارك من جامعة أوكسفورد البريطانية، حيث حصل العسيري على الدكتوراه بامتياز. حرص العسيري في بداية المناقشة على التوضيح أنه يوجد على منبر الجامعة كمرشح لنيل شهادة الدكتوراه وليس سفيرا، وأن مضمون أطروحته يعبّر عن آرائه الشخصية ولا يمثل في أي حال من الأحوال وجهة نظر حكومة المملكة، حيث رأى السفير عسيري أن العالم العربي بحاجة إلى خطة اقتصادية نهضوية لمعالجة الاضطرابات الإقليمية غير المسبوقة. سعى العسيري في أطروحته إلى توضيح أسباب عدم حصول الاندماج الإقليمي في الدول العربية، على الرغم من وجود صفات استثنائية داعمة له مثل الجغرافيا المشتركة واللغة المشتركة وقاعدة الموارد الغنية، كما استعرض مختلف المبادرات الإقليمية العربية. وتعتمد الرسالة التي أعدها العسيري على مصر والسعودية كمثال على عدم التأثر في أعقاب انهيار بعض الأنظمة إثر ثورات الربيع العربي. وفي حوار مقتضب مع الصحفيين عقب انتهاء المناقشة أشار العسيري إلى أنه يعتزم نشر خلاصة أطروحته في كتاب باللغة الإنجليزية خلال المرحلة المقبلة، ليوضح للرأي العام الغربي أن طموحات الشباب العربي لا تقل عن طموحات الغرب في مجال التقدم الاجتماعي.