عام من الخطوات الليبية المتعثرة للخروج من النفق المظلم

  • 12/24/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عام 2022 كان شاهدا على كثير من الأحداث في ليبيا، فرغم فشل كل المحاولات لإجراء انتخابات الرئاسة الليبية بموعدها، أملا في خروج البلاد من أزمتها المستمرة منذ سنوات، يبدو أن المشهد يبعث على التشاؤم، بعد أن شعر الليبيون بخيبة أمل كبيرة من جراء قرار تأجيل الانتخابات الرئاسية، التي كان مقررا لها في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021، ثم اقترحت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى 24 يناير/ كانون الثاني 2022، وأوشك العام 2022 على الرحيل ولم تجر الانتخابات وقد أصبحت حلما لم يتحقق!! وشهد صيف العام 2022 انطلاق مظاهرات غاضبة عالية المطالب لعل أبرزها الدعوة للإطاحة بجميع الأجسام السياسية القائمة المتصدرة للمشهد، مع مطالب تتعلق بالمعيشة، لكن هذه المظاهرات انحرفت في بعض مظاهرها خاصة في طبرق حيث اقتحمت مبنى البرلمان وكادت الأمور تأخذ منحى آخر حين وجه رئيس البرلمان الاتهامات مباشرة لرئيس المجلس الرئاسي بالوقوف خلف الاقتحام. وارتفع المؤشر حين أقدم «فتحي باشاغا» على العودة لمدينته مصراتة سلميا. لأول مرة منذ تكليفه من البرلمان بتشكيل حكومة خلفا لحكومة الدبيبة، هذا الحدث كاد يؤدي إلى الاقتتال داخل مصراتة بعد أن حاولت قوة موالية لرئيس الحكومة المنتهية ولايته لدبيبة مواجهته أو إخراجه. وكارتداد لهذه الحادثة التي انتهت دون مواجهات حصلت مواجهات محدودة بعدها بيومين سجلت فيها حالة وفاة واحدة كادت تشعل الأحداث مجددا قبل أن يغلّب صوت العقل. لكن قبل ذلك بيوم اشتعلت الأحداث حقا في العاصمة طرابلس بين قوتين أمنيتين متغولتين وسال الدم الليبي.     وقبل أيام من نهاية العام 2022 اقتحمت قضية لوكيربي الأجواء السياسية الليبية مجددا. وقد أعلن النائب العام الليبي «الصديق الصور»، الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول الحالي، بدء التحقيق في حادثة تسليم المواطن أبو عجيلة محمد مسعود إلى الولايات المتحدة ضمن قضية لوكيربي، منوهاً أن «عملية التسليم جرت من دون علم السلطة القضائية في ليبيا». من جانبه، قال عبدالمنعم المريمي ابن أخ العقيد السابق بالأمن الخارجي في حقبة حكم العقيد معمر القذافي، أبوعجيلة مسعود، أنهم «قدموا شكوى إلى مكتب النائب العام في ليبيا لفتح تحقيق في اختطاف مواطن ليبي وتسليمه لجهة أجنبية». وبالعودة إلى تفاصيل اختطافه، قال المريمي إن «مجموعة مسلحة ملثمة بالأسود اقتحمت حي أبو سليم بالعاصمة الليبية طرابلس، حيث يقيم العقيد السابق أبو عجيلة مع زوجته وبناته واختطفته من بين أسرته، بعد أيام من اختطافه تمكنوا من التواصل معه، بحيث تأكد أنه موجود لدى القوات المشتركة بمدينة مصراتة، وهي ميليشيا موالية لرئيس الحكومة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وتصنف من أخطر المليشيات في الغرب الليبي». وأكد المريمي إن «خبر تسليم عمه إلى الولايات المتحدة وصلهم عن طريق أصدقاء لهم شاهدوه الإثنين على صفحات فيسبوك أثناء وقوفه وراء القضبان كمتهم في قضية لوكربي، مرتدياً الزي الخاص بالمساجين، وقد غزت وجهه لحية بيضاء وفق مجموعة صور نقلتها وسائل إعلام أمريكية». وقال مصدر من ميليشيا القوات المشتركة، «لقد تسلمنا أبو عجيلة بأوامر من إبراهيم الدبيبة مستشار رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، وبعد أسبوع من تسلمهم أبو عجيلة حطت طائرة أمريكية في مطار مصراتة ونزل منها أشخاص ملثمون يرتدون بدلات سوداء وأخذوه ولم يعلمنا أحد ما سبب التسليم، ولكن التعليمات صدرت من عبدالحميد وإبراهيم ونجلاء المنقوش».     الوضع في ليبيا كشف عنه بيان مجلس الأمن الدولي (21 ديسمبر/ كانون الأول 2022)،  الذي دعا إلى دعم الحوار الليبي الشامل، الذي يهدف إلى تشكيل حكومة ليبية موحدة، قادرة على الحكم في جميع أنحاء البلاد، وتمثل الشعب الليبي بأكمله، وأن على جميع الجهات الفاعلة في ليبيا الحفاظ على الهدوء السائد على الأرض، والالتقاء تحت رعاية الأمم المتحدة للاتفاق بسرعة على تسوية سياسية من أجل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن في جميع أنحاء البلاد. واعتبر المجلس أن استمرار المأزق السياسي في ليبيا يهدد تحقيق الاستقرار والوحدة في البلاد، مجددا دعمه القوي للممثل الخاص للأمين العام لدى ليبيا وجهوده لإعادة زخم جديد في العملية السياسية المتعثرة في ليبيا وتحسين الاستقرار في البلاد. ودعا أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف إلى التمسك باتفاق 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 لوقف إطلاق النار، وكرروا دعوتهم إلى جميع الأطراف للإسراع في التنفيذ الكامل لأحكامه، بما في ذلك خطة العمل التي وافقت عليها اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وفي تجسيده للواقع الراهن في ليببا مع نهاية العام 2022.. حث البيان الدول الأعضاء على احترام ودعم تنفيذه اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا دون مزيد من التأخير.     وبات واضحا أن العام 2022 قد بدأ وأوشك أن ينتهي، بنفس تعبيرات التصريحات الرسمية تقريبا، وعلى نفس مسار التكرار، قال نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي، إن المصالحة الوطنية من أهم المشاريع التي يعمل عليها المجلس، وإنهم يسعون لأن تكون على أسس سليمة لضمان استقرار البلاد والوصول بها إلى الانتخابات. وبينما دعا رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح (20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري) المجلس الأعلى للدولة إلى استئناف أعمال الحوار بين لجنتي المسار الدستوري من المجلسين لاستكمال التوافق على المواد القليلة المتبقية من مسودة الدستور… وقال إن الوطن يمر بمرحلة حرجة تتطلب من الجميع تغليب مصلحته لإنهاء هذه المرحلة.

مشاركة :