أب يطوّر لعبة فيديو تحاكي معاناة الأطفال وذويهم مع السرطان

  • 1/21/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

صمّم أب فقد ابنه بسبب مرض السرطان لعبة فيديو أطلق عليها اسم «ذلك التنين..السرطان»، لتسليط الضوء على المشكلات والمصاعب اليوميّة التي تواجه آباء الأطفال المرضى في التعايش مع وضع أبنائهم. وذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن مشروع تصميم اللعبة بدأ في 2012، عندما قرر رايان وآيمي غرين توثيق تجربتهما مع ابنهما جويل المصاب بسرطان في الدماغ. وترتكز اللعبة على شخصية أب يعنى بابنه منذ تشخيصه بالسرطان، مروراً بمراحل علاجه كافة، وحتى وفاته في نهاية المطاف.  وأوضحت آيمي: «أردنا أن تترك اللعبة تأثيرها الأكبر على الأشخاص العاديين. لا تشبه اللعبة بقية ألعاب الفيديو، فهي تؤرخ رقمياً رحلة السرطان، ووافق تاريخ إصدارها عيد الميلاد السابع لابننا جويل»، مضيفة أن المشروع «طريقتنا لتكريم ذكراه، ووسيلتنا للتعايش مع محنتنا والتعبير عنها». وتابعت أنه «بعد وفاة جويل، حرصنا على مواصلة العمل على اللعبة، لأننا كنا ننظر للأيام المقبلة ونتساءل: ما قيمة الحياة من دون هذا المشروع الطموح الذي نعمل فيه؟». ونبعت فكرة المشروع من حادثة واجهها الأب في ليلة مأسوية بالمستشفى، عندما كان جويل «يعاني من جفاف شديد نتيجة عدم قدرته على الاحتفاظ بالسوائل في بطنه بعد العلاج الكيماوي». وقال رايان إنه حاول «فعل كل شيء لتهدئة جويل، لكن بكاءه زاد، فلم أجد حلاً سوى الدعاء، وفجأة توقف ابني عن البكاء». وأضاف: «أردت مشاركة هذا الشعور، فأحياناً نشعر بالعجز الكبير ثم فجأة يحدث ما يخفف عنّا الأسى». وبعد تلك الحادثة، بدأ رايان، وهو مبرمج يعمل في مجال تصميم ألعاب الفيديو، تطوير لعبة تحاكي معاناة عائلته مع المرض. وقال الزوجان إن إتمام المشروع استغرق ثلاث سنوات. وأدرك آل غرين أن لعبته ستترك أثراً إيجابياً عندما أعاد مشهد المستشفى على الحاضرين في مؤتمر لألعاب الفيديو في سان فرانسيسكو العام 2013 وانخرط الجميع في البكاء. وكتبت إحدى مبرمجي الألعاب التي فقدت والدتها بسبب السرطان على مدونتها: «نحن جميعاً سنواجه موقفاً مشابهاً، أو سبق أن واجهناه في حياتنا، و(ذلك التنين.. السرطان) لعبة تحكي عن تمسكنا بفرحة الحياة لأطول وقت ممكن». ولكن اللعبة لم تنل إعجاب الجميع، إذ اتهم البعض العائلة بأنهم «مرضى نفسيون وبكاؤون»، لكن رايان دافع عن مشروعه قائلاً :«لا نهدف لجرح الناس، بل نأمل بأن يخوضوا التجربة ويشعرون بقيمة حياتهم». وفيما حصلت اللعبة على نصيبها من القدح والمدح، يقول آل غرين إن «مكافأتنا هي رد فعل اللاعبين بعد طرح اللعبة، والإشادات التي وصلتنا من أشخاص فقدوا طفلاُ أو فرداً من العائلة بسبب المرض»، مضيفاً أن الفكرة «تهدف فقط إلى مشاركة المشاعر واللحظات مع كل أب مر بالظروف نفسها، فالحياة ليست وجهاً واحداً فقط». 

مشاركة :