فلسطين.. احتفال الميلاد ينثر رسائل السلام

  • 12/25/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بثت أعياد الميلاد المجيدة في فلسطين، طقوساً تضرب بها الأمثال في التسامح والتعايش الديني، ففي غمرة احتفالات الطوائف المسيحية، ثمة رسائل حافلة بالمعاني والدلالات، بأن الوجود المسيحي في فلسطين، يعد جوهراً للعلاقة النموذجية مع المسلمين، الذين يسارعون في كل عام، للاحتفاء بهذه المناسبة، جنباً إلى جنب مع إخوانهم المسيحيين. في ساحة المهد بمدينة بيت لحم، احتشد المئات من الفلسطينيين رغم الأمطار التي هطلت بغزارة، وسارت الفرق الكشفية وغالبيتها تتبع لمراكز ومؤسسات إسلامية، وقرعت طبولها بهجة وفرحاً بهذه المناسبة، ما يذكر المحتفلين من المسيحيين والمسلمين بالعهدة العمرية، الناظمة للعلاقة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، وهي من وجهة نظر أبناء الديانتين، نموذج مثالي لسمو العلاقة بين الثقافات والأديان. صوت الآذان المنبعث من مئذنة مسجد عمر بن الخطاب، المجاور لكنيسة المهد، زاد سيمفونية المشهد جمالاً، على وقع عناق تاريخي للهلال مع الصليب، يعيد لمدينة المسيح عليه السلام نقاءها وطهرها وسلامها، وصدق ملامحها. وفي المدن الفلسطينية التي يقطنها مسيحيون مثل بيت لحم ورام الله والقدس، تتضح تقاليد الأعياد المجيدة وتزيد من إثارة المتتبع للمشهد، من خلال إقبال المسلمين على تزيين منازلهم، وتوزيع الحلوى على جيرانهم المسيحيين، في رسالة تلخص كل معاني التسامح والتآخي والوئام، بين مسيحيي هذه الأرض ومسلميها. يوضح إبراهيم قمصية من بيت لحم: في أعياد الميلاد المجيد، يعيش المسيحيون أيام فرح ومسرة، ويشاركهم الطقوس ذاتها إخوانهم المسلمون، فلا تشعر بأن هنالك فرقاً بين هذا وذاك. ويواصل: في غمرة الأعياد، لا يتخلى المسيحيون في مدينة الميلاد عن عاداتهم الجميلة والأصيلة، والتي يتم التعبير عنها بإهداء المسلمين زيتاً يضيئون به قناديل مسجد عمر المقابل لكنيسة المهد، في تقليد ورثوه عبر التاريخ عن الآباء والأجداد، ويجدون في أعياد الميلاد فرصة مثالية، لتعزيز أواصر المحبة والتسامح بينهم، كما تقدم المسيحيات النذور أمام المسجد ذاته، بإقامة الولائم وسكب الطعام للمصلين المسلمين، وتتجلى غمرة الأعياد بمشاركة المطارنة ورجال الدين المسيحي، إخوانهم المسلمين بتقاليد الفرش السنوي لمسجد عمر. وفي ظلال شجرة الميلاد المزركشة بالكرات الحمراء والخيوط الذهبية، تتجلى الحقيقة الراسخة بأن فلسطين هي أرض الرسالات والديانات، ويتردد نشيد «الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان» في تكرار لصرخة الميلاد، ورسالة السلام. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :