فيما أقر الرجل البالغ من العمر 69 عامًا الذي يشتبه بقتله ثلاثة أشخاص الجمعة بالقرب من مركز ثقافي كردي في باريس لشرطي عند توقيفهن إنه فعل ذلك لأنه «عنصري»، أكد المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا أنه من «غير المقبول» عدم وصف الهجوم ، بأنه «هجوم إرهابي»، فيما قالت السلطات الفرنسية: إن التحقيق كشف إلى غاية الآن أن مطلق النار تحرك بمفرده وأراد «مهاجمة أجانب» على حد قول وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وفي أعقاب ذلك دعا ممثلو المجلس الديمقراطي الكردي السلطات الفرنسية إلى «الكف عن مراعاة السلطات التركية عندما يتعلق الأمر بأمن الأكراد»، إذ حث أجيت بولات السلطات الفرنسية إلى «وقف هذه اللعبة الخبيثة»، على حد قوله، مشيرًا إلى أنه عبر للاستخبارات الفرنسية عن «مخاوف» تتعلق بأمن الناشطين الأكراد، «قبل عشرين يوما فقط». من جانبه، أكد دافيد أنديك محامي المجلس أن «الجالية الفرنسية الكردية غاضبة وخائفة اليوم»، وعلى الصعيد السياسي قال مؤسس حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي جان لوك ميلنشون الذي كان حاضرًا في المؤتمر الصحافي: «إنه لا يؤمن بالصدفة عندما يتعلق الأمر باغتيال أكراد في باريس» وبعد نحو عشر سنوات على قتل ثلاث ناشطات كرديات في الدائرة العاشرة في باريس، في عملية يؤكد المجلس الديمقراطي الكردي أن للاستخبارات التركية يدا فيها. وفيما يتعلق بضحايا الجمعة، أوضح المجلس أن أحدهم فنان كردي لاجئ سياسي و»ملاحق في تركيا بسبب فنه»، والرجل الثاني هو «مواطن كردي عادي» يتردد على الجمعية «يوميا»، وأضاف أجيت بولات: «إن المرأة التي قتلت كانت قد تقدمت بطلب للجوء سياسي رفضته السلطات الفرنسية». وذكر مصدر في الشرطة لوكالة الأنباء الفرنسية أن أعمال عنف اندلعت الجمعة مع الشرطة واعتقل شخص واحد، ومع استمرار التحقيق أكد الرجل الذي يشتبه بقتله ثلاثة أشخاص وجرحه ثلاثة آخرين الجمعة بالقرب من المركز الثقافي الكردي في باريس لشرطي عند توقيفه أنه فعل ذلك لأنه «عنصري»، وفق ما ذكر مصدر قريب من التحقيقات السبت لتحديد دوافع عمله. وقال المصدر: إن المشتبه به الذي تمت السيطرة عليه قبل تدخل الشرطة تم إلقاء القبض عليه وبحوزته «حقيبة صغيرة» تحتوي على «مخزنين أو ثلاثة ممتلئة بالخراطيش، وعلبة خرطوش من عيار 45 تحوي 25 خرطوشة على الأقل»، مؤكدًا بذلك معلومات نشرتها الأسبوعية الفرنسية «لو جورنال دو ديمانش». وأوضح وزير الداخلية أنه «أراد مهاجمة الأجانب» و»من الواضح أنه تصرف بمفرده»، مشيرًا إلى أنه كان يتردد على ميدان رماية، أما المدعية العامة لور بيكوو فقالت: إن فرضية هجوم إرهابي مستبعدة في هذه المرحلة من التحقيقات. ومن جانبه، صرح والد المشتبه به البالغ من العمر 90 عامًا لوكالة الأنباء الفرنسية إن ابنه صباح يوم الحادث «لم يقل شيئا عندما غادر المنزل (...) إنه مجنون»، مشيرًا إلى أنه يميل إلى «الصمت» و«منغلق». ووصف المستشار الألماني أولاف شولتس إطلاق النار بأنه «عمل مروع» وعبّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن «تعازيه الحارة». وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أدان «الهجوم الدنيء» الذي «استهدف أكراد فرنسا». وبطلب منه، سيستقبل قائد شرطة باريس مسؤولي الجالية الكردية.
مشاركة :