المنامة - ياسر ابراهيم - دعا وكيل محافظة مارب عبدالله الباكري، اليوم السبت، إلى نبذ الخلافات وتوحيد الجهود لمواجهة ميليشيا الحوثي في تحريف الهوية. وأضاف "الباكري" في ندوة نظمتها مؤسسة القلم للثقافة، عن "صدامية الفكر الكهنوتي للهوية اليمنية وسبل المواجهة"، أن اليمنيين أصل العرب وهويتهم عربية إسلامية وأفكارهم معتدلة وقدموا التضحيات الكبيرة إلى اليوم، دفاعا عن هويتهم التي تحاول الميليشيا تجريفها وتشويهها. وأقيمت الندوة ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض مأرب الثاني للكتاب المقام في مأرب خلال الفترة 22- 31 ديسمبر 2022. وشدد الباكري على ضرورة تحصين الأجيال اليمنية من مخاطر الميليشيا الحوثية في تحريف الهوية، وأن على الجميع التكاتف والتوحد خلف الدولة وقيادتها المتمثلة بمجلس الرئاسة وترك كل الخلافات الحزبية والمجتمعية. وشملت الندوة التي أدارها مدير مكتب التربية بأمانة العاصمة الدكتور "عبدالحليم الهجري"، ثلاث أوراق، تحدث في أولها الأستاذ محمد الردوه، عن "مظاهر تجريف الهوية". واستعرض الردوه عددا من مظاهر التجريف، ثقافيا وتعليميا وسياسيا وأبرز تلك الوسائل تجهيل المجتمع، وإغلاق المدارس، وأدلجة الجماهير وتعبئتها، والتسرب من المدارس، وهبات في الدرجات النهائية. وأضاف أن الميليشيا تستهدف التعليم الجامعي وتركز على أساتذة الجامعات، ، وإغلاق دور النشر، وطمس هوية المجتمع، وعسكرة الحياة، وتجريف الحياة السياسية. وحذر الردوه أن الوضع ينذر بكارثة مستقبلية، خاصة مع تركيز المليشيات على تدمير التعليم حيث يدركون خطورة التعليم في القضاء على العنصرية والطبقية. وأشار الردوه إلى انتشار الخرافة وطمس معالم الدولة، والاحتفالات بأعياد دينية لمهرجانات سياسية، منها ما يسمى "عيد الغدير" وغيرها من المناسبات، وأن كل ذلك يصب في صالح ميليشيا الحوثي في تغيير الهوية وتدميرها. من جهته تحدث الدكتور عبدالحميد عامر، في ورقته عن مكونات الهوية التي تتمثل في ثلاث عناصر، الموقع الجغرافي، والثقافة الشعبية، والاقتصاد المشترك. واستعرض عامر أزمة الهوية اليمنية عبر التاريخ، مشيرا إلى أن اليمنيين اليوم يعيشون حالة غير مسبوقة من التشظي في الهوية بسبب ما خلفته ميليشيا الحوثي جراء الحرب التي تخوضها ضد اليمنيين. وأضاف الدكتور عامر أن الميليشيا نهجت عددا من الأساليب في تدمير الهوية اليمنية كما فعله الأئمة منذ عهد الرسي وما بعده. وأشار "عامر" إلى أن من أبرز تلك الوسائل التنكيل والقتل والتشريد والتضييق على الناس في أقواتهم، وإلغاء دور المساجد، وتدمير التعليم الأساسي والجامعي، والسيطرة على الإعلام لما له من أهمية في قلب الحقائق وتزوير الواقع، وموقفها من الهوية السياسية، ومن الجيش والأمن وانتهاك الحريات العامة. من جهته تحدث الإعلامي والناشط عبدالخالق عطشان، عن دور الجهات الرسمية والمنظمات الحقوقية والمؤسسات التعليمية وأولياء الأمور في مواجهة تدمير الهوية. واستعرض عطشان عدداً من الوسائل في مواجهة تدمير الهوية منها، إقامة الندوات ومعارض الكتب، وإصدار قوانين يقرها مجلس النواب بتجريم كل من يسعى للنيل من الهوية. وأضاف عطشان أن من بين تلك الوسائل إنتاج برامج ثابته دائمة دورية تعمق وترسخ الهوية الوطنية، وتحصن المواطن من أي أفكار طائفية، إضافة إلى إنتاج أعمال ثقافية لمواجهة العمل الإمامي، وفضح زيف مخرجات الإمامة التي تنال من الهوية. وأكد عطشان على ضرورة توحيد الصف في كل الأعمال التي تهدف للدفاع عن الهوية وأن المسؤولية رسمية وغير رسمية، جماعية وفردية من أعلى الهرم القيادي إلى عامة الشعب، فالعملية تكاملية وطنية جمهورية، مرورا بدور المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام. ويتواصل معرض مأرب الثاني للكتاب لليوم الثالث، وسط إقبال جماهيري كبير، مصحوباً بعدد من الندوات الثقافية والفكرية والفعاليات الفنية.
مشاركة :