دعا الباحث المتخصص في التدبير والحكامة الرياضية مراد بنتوك إلى ضرورة توظيف النجاح التاريخي الذي حققه أسود الأطلس في منافسات كأس العالم قطر 2022 " كحافز للنهوض بقطاع الرياضة" مؤكدا على أهمية الاهتمام بالتكوين الجيد "على اعتباره الوسيلة التي ستجعل الرياضي قادرا على خلق التميز، وأن ينافس ويحقق نتائج إيجابية في مختلف المنافسات الوطنية والدولية". تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع في الحوار التالي ضمن فقرة ثلاثة أسئلة: كيف تنظرون إلى النجاح الذي حققه أسود الأطلس في منافسات كأس العالم 2022 ؟ مشاركة المنتخب المغربي في كأس العالم قطر 2022 كانت مشاركة مشرفة، استثنائية وتاريخية، فنحن أول بلد إفريقي وعربي يصل إلى النصف النهائي، وهو ما خلق لدينا ولدى باقي الدول الإفريقية والعربية الرغبة في الفوز بكأس العالم. المنتخب المغربي كان أحسن سفير للمغرب، عرف بقيمنا ومبادئنا، كما أظهر للعالم مدى الوحدة واللحمة الوطنية للمغاربة خلف جلالة الملك محمد السادس. ما السر وراء نجاح المنتخب المغربي؟ الإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي هو نتيجة عمل مجموعة من مكونات المنظومة الرياضية، على رأسها العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للرياضة والرياضيين من مختلف الفئات، وأذكر هنا بالرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في الاجتماع الرياضي الوطني في الصخيرات سنة 2008، والتي شكلت خارطة طريق النهوض بالقطاع الرياضي، إلى جانب إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي مكنت من اكتشاف مجموعة من العناصر ضمن المنتخب الوطني كيوسف النصيري، وعز الدين أوناحي. وفي نفس السياق، أشير إلى الدور الكبير الذي تقوم به الجامعة الملكية لكرة القدم، والتي عمدت إلى اختيار ناخب وطني مغربي خلق مفاجأة كبيرة، حيث نجح في تشكيل فريق منسجم وخلق أجواء جيدة جعلت هذا الأخير قادرا على إيجاد موضع قدم له ضمن دائرة كبار المنتخبات الرياضية. يجب أن نوظف هذا الإنجاز كحافز للنهوض بقطاع الرياضة، وتعزيز حضور المغرب بمختلف المنافسات الدولية. كيف يمكن استثمار نجاح أسود الأطلس للنهوض بقطاع الرياضة؟ نجاح أسود الأطلس خلق رغبة كبيرة لدى الأسر المغربية في تسجيل أبنائها بالمدارس والنوادي الرياضية، لكن السؤال المطروح، هو إلى مدى هذه المدارس قادرة على صناعة أبطال الغد في جميع الرياضات؟ في هذا الإطار، أشدد على ضرورة الاهتمام بالتكوين في المجال الرياضي، تعزيزه وتقويته، على اعتبار أن التكوين هو الذي سيجعل اللاعب قادرا على خلق التميز، وأن ينافس ويحقق نتائج إيجابية. ثم الاهتمام بالمنشآت الرياضية، منشآت معترف بها دوليا وتتلاءم مع خصوصية كل رياضة، وأن تحترم الشروط التقنية لإنشائها، وهو الأمر الذي يتم إغفاله أحيانا في بعض المناطق، حيث تنفذ هذه المشاريع دون استشارة الجهات المختصة التي لها دراية بشروط بناء المنشآت الرياضية. هذا ويجب الحرص على النهوض بأداء وعمل المؤسسات والشركات الرياضية من خلال استقطاب الكفاءات واعتماد النجاعة في التدبير، كما أشير إلى دور النوادي أو الجمعيات الرياضية في التنقيب على المواهب وتعزيز انخراط أبناء المدن التي يتواجدون فيها. ثم هناك عناصر أخرى تساهم في النهوض بقطاع الرياضة، كالتمويل، إيلاء أهمية كبيرة للرأس المال البشري، والجانب القانوني، من خلال تعديل مجموعة من مواد القانون 30.09 من أجل حكامة جيدة وفعالية في الأداء.