برج بيزا المائل.. هل يصل إلى وضع الاستقامة الكاملة؟

  • 12/25/2022
  • 12:55
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حين بدأ بناء برج بيزا، المسمى باسم المدينة القائم بها، خُطط لأن يكون رمز قوتها المثالي، غير أن القدر خالف توقعات مهندسيه ليخرج عملهم مائلًا بعيب وقتها أصبح ميزة فيما بعد. بدأ بناء البرج عام 1173 قبل أن يتوقف عدة مرات بسبب الحروب التي دخلتها مدينة بيزا، قبل أن ينتهي أخيرًا في 1399. ومع أنه بُني ليكون مستقيمًا إلا أنه مال دون قصد لخطأ في تصميمه، إذ لم يضع المهندسون في حسبانهم، حينذاك طبيعة التربة التي كانت رخوة إلى حد ما، ولم تتحمل وزن البرج القائم لتميل به من أحد جوانبه. ولم يزل برج بيزا المائل يزيد ميلًا مع تعاقب السنوات حتى كاد أن ينهار قبل 3 عقود من الآن، لتبدأ رحلة إعادة تقويمه من وقتها. في عام 1934 اكتشف الخبراء أن البرج كان يميل بمعدل متزايد مع مرور الوقت، فمنذ إنشائه ظل يقترب من الأرض بجانب له ويبتعد عنها بآخر. وكان ميل البرج يقدر بـ 1.4 درجة في عام 1350، وصلت إلى 3.8 في 1817 ومع نهاية القرن العشرين أصبحت زاوية الميل 5.5 درجة، أي أنه يتسارع في الاقتراب من الأرض وخطر الانهيار، الأمر الذي أوجب العمل لإنقاذ الموقع التراثي العالمي من الضياع. مع ظهور تخوفات من انهيار الأيقونة الإيطالية نهاية القرن الماضي، جراء ميلانه مع ما يتعرض له من هزات أرضية أحيانًا وضغط السياح على تربته التي هي بالفعل سبب ميلانه ذلك، بدأ مشروع هندسي لتصحيح مسار البرج. بداية المشروع كان عام 1990 واستمر لـ11 عامًا من العمل القائم على تعديل وضع الأرضية المنغرس فيها البرج، إضافة إلى شده بدعائم فولاذية، حتى اعتدل أخيرًا عام 2001 وخف ميله بمقدار نصف درجة أو 38 سم بحسب ما تورده صحيفة "الجارديان" البريطانية. وخلال فحص للتأمين على مقدرة البرج على الصمود بوضعه الموجود عليه آنذاك، قدر الخبراء منذ عام 2005 أنه سيظل منتصبًا على الأقل لمدة 300 عام مقبلة، دون أن يحدث له انهيار، مع توقع بأن المستقبل سيحمل مسارات تصحيح أخرى لميله. عند افتتاح البرج أمام السياح عام 2011 لأول مرة من دون دعائمه، كان بالفعل قد قوَّم نفسه ليزيد ارتفاعه بمقدار 2.5 سم بعد أن خف ميله، وتنقل صحيفة "ديلي ميل" أن برج بيزا قد اعتدل حتى الآن في 2022 بمقدار 4 سم، منذ عام 2001 دون تدخلات هندسية لتصحيح مساره ليصبح ميله بزاوية 3.99 درجة. ويتوقع أن يستمر البرج في تصحيح وضعه المائل حتى يقترب من الاستقامة الكاملة، قبل أن يعود للميل مرة أخرى بحسب دراسة أجراها علماء من جامعة شتوتغارت، لكن ميله الثاني سيكون بمعدل أبطأ بكثير من السابق، وسيظل مع ذلك في المنطقة الآمنة، لا يُخشى عليه من الانهيار.

مشاركة :