يتطلع معظم العراقيين بكامل الحماس والاهتمام إلى بدء انطلاق فعاليات بطولة كأس الخليج العربي بنسختها الـ25 في محافظة البصرة الجنوبية. وينظر كثيرون إلى الحدث بوصفه أكثر من مجرد بطولة رياضية على الرغم من أهميته الاستثنائية في هذا الاتجاه، إنما بوصفه مجالاً حيوياً يعيد بلادهم إلى واجهة الأحداث الإقليمية والعالمية الرياضية بعد نحو 43 عاماً على احتضان بغداد للنسخة الخامسة من بطولة الخليج عام 1979، مثلما يقدم بلادهم ولأول مرة منذ سنوات طويلة بعيداً عن ويلات الحروب وأعمال العنف وأصوات القنابل والانفجارات. الحماس المتواصل لانطلاق مباريات البطولة في السادس من يناير (كانون الثاني) المقبل، يملأ الفضاء العام العراقي، وتراجع أمام هذا الحدث الاستثنائي الكثير من الاهتمامات العراقية في جانبها الشعبي والرسمي. الاهتمام الرسمي، وبعد زيارات مكوكية لكبار الوزراء والمسؤولين في الدولة، توّجَه، اليوم (الأحد)، رئيس الوزراء محمد السوداني الذي زار المحافظة لـ«الاطلاع على سير العمل وآليات تقديم الجهد الخدمي والإسناد لبطولة (خليجي 25)»، طبقاً لبيان حكومي. وترأس السوداني، اجتماعاً ضم مسؤولي الدوائر الخدمية والقطاعية في المحافظة، بحضور محافظ البصرة أسعد العيداني. وشدد على أن «ملف التنمية والخدمات مرهون بمكافحة الفساد المالي والإداري، الذي يشكل العائق الأساس لأي مشروع وأي نهضة وأي تطور». وبيّن أن «مكافحته ضمن أولويات المنهاج الوزاري، ولن يتم التهاون إزاءه، كونه يشكل التحدي رقم واحد، وإجراءات مكافحته مستمرة». ونقل البيان عن السوداني قوله، إن «البصرة مقبلة على حدث مهم، يتمثل بإقامة بطولة (خليجي 25)»، وشدد على «ضرورة بذل المزيد من الجهود والحرص على تقديم العراق في هذه التظاهرة الرياضية بأفضل صورة وبما يليق باسمه ومكانته». وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية في البصرة، قال السوداني، إن «تفاعل الجمهور البصري مع هذا الحدث المهم هو واحد من أهم عوامل النجاح». وعلى مستوى الاهتمام الشعبي ببطولة «خليجي 25»، يبدي الكثير من العراقيين اهتماماً استثنائياً بطرق الضيافة التي ستقدم لجمهور المشجعين الخليجي والعراقي؛ إذ أعلن شيخ عشائر بني مالك في البصرة، أمس، عن افتتاح مخيم «مضيف» كبير لتقديم الغذاء والخدمات المجانية إلى الجمهور، وفي الموصل (شمالاً) تحدثت الأنباء عن تبرع أحد مشايخ شمر بـ65 رأساً من الغنم لضيوف البطولة، وينشط منذ أيام ناشطون ومدونون في البصرة إلى حث الجمهور الخليجي على الاستضافة في منازل البصريين الخاصة. في مقابل ذلك، انتقد كتّاب ومهتمون بالبطولة، ذلك، ورأوا فيه «طريقة غير مناسبة للتعبير عن الكرم العراقي»، تساهم في حرمان البلاد من عائدات مالية يوفرها هكذا نوع من البطولات للدول المضيفة. من ناحية أخرى، أعلنت منظمات مجتمع مدني مختلفة عن تطوع مئات الشباب للعمل الطوعي لإنجاح البطولة. وأعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، عن البدء ببيع تذاكر بطولة «خليجي 25»، بسعر يبدأ من 15 ألف دينار إلى 45 ألفاً، لـ4 فئات. وقال عضو الاتحاد، أحمد الموسوي، في مؤتمر صحافي، أول من أمس، إن أسعار التذاكر تبدأ من 15 ألف دينار إلى 45 ألفاً، والتذكرة الواحدة ستشمل الدخول لمباراتين اثنتين. وأضاف، أن «المباراة الأخيرة ستكون بنصف السعر لكل فئة من الفئات الأربع المحددة، والحجز يعتمد على ضرورة وجود إيميل إلكتروني وبطاقة دفع للمبلغ، وكل إيميل يستطيع شراء 20 تذكرة كحد أقصى». وتابع الموسوي، أن «البيع المباشر للتذاكر سيكون في ملعب البصرة وملعب الميناء وشنشل مول وتايم سكوير والكورنيش، بنفس الأسعار»، مشيراً إلى عدم «إمكانية السيطرة على السوق السوداء لبيع التذاكر، ووُضعت كل المحددات للحد منها، والأسعار المحددة هي الأقل بالنسبة لآخر 3 بطولات لكأس الخليج». وأمنياً، تشهد البصرة منذ أسابيع جهداً أمنياً مكثفاً لتوفير مستوى عالٍ من الأمان خلال إقامة مباريات البطولة، ويقول مسؤولون أمنيون، إن قوات إضافية وصلت إلى بغداد لمنع حدوث أي خروقات أمنية، ووزارة الداخلية تصدر تعليمات لدخول ملاعب بطولة «خليجي 25» بالبصرة. وبحسب التوجيهات الصادرة من وزارة الداخلية، فإنه «لن يُسمح بدخول أي لافتة تُمجد أو تسيء إلى شخص أو أي جهة، وسيُسمح فقط بدخول علَم العراق وأعلام الدول المُشاركة». وتشدد التعليمات على ضرورة أن «يجلس كل شخص في مربع الفئة المخصص له، ولا يجوز الانتقال لمربعات أخرى، وعلى كل شخص الدخول من البوابة المذكورة في بطاقته، وعليه ألا يتجه للبوابات الأخرى؛ لأنه سيُجبر على العودة لبوابته». وتمنع تعليمات الداخلية «إدخال أي سلاح أو آلة حادة أو أي شيء يمكن أن يُستخدم بإصابة الحاضرين». وتنظيمياً، يؤكد المسؤولون في الاتحاد العراقي ووزارة الشباب، أن البطولة ستشهد تنظيماً جميلاً، وسيكون «حفل الافتتاح باهراً»، لكن اعتذار الفنان العراقي كاظم الساهر عن عدم حضور حفل الافتتاح، بحسب المسؤولين العراقيين، عرّضه إلى انتقادات شعبية لاذعة.
مشاركة :