تحطمت آمال اللبنانيين في اختيار رئيس جديد قبل بداية 2023، بعدما وصل الانسداد السياسي إلى أعلى درجاته، وتصاعد الاتهامات المتبادلة بين القوى السياسية، حول ملف انتخاب رئيس جديد للبنان خلفا لميشيل عون الذي انتهت فترة ولايته في 31 أكتوبر الماضي.ويعقد مجلس النواب اللبناني جلسات شبه أسبوعية وصلت إلى 10 جلسات، فشلت جميعها في التوافق على رئيس جديد للبلد المأزوم اقتصاديا وسياسيا، بعد أن تغلبت الورقة البيضاء على المرشحين للمنصب الرفيع.ويرى مراقبون أن الطريق نحو الرئيس بات ملغوما بفخاخ حزب الشيطان المسمى بـ(حزب الله) والذي يرفض التوافق على رئيس جديد، فيما حمل مسؤولوه منافسيهم السياسيين مسؤولية عدم التوافق على مرشح للمنصب الرفيع.ويزعم نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله علي دعموش أن حزب الله دعا منذ البداية للتوافق الداخلي في الملف الرئاسي، لأن التوافق هو الحل الأسرع لإنجاز هذا الاستحقاق والخروج من حالة الانسداد السياسي، مشيرا إلى أن السبب في الانسداد السياسي والتدهور الجديد في الأوضاع المعيشية ليس من يدعو إلى الحوار والتفاهم بين اللبنانيين بل من يرفض الحوار، ويدعو إلى تدويل الاستحقاق الرئاسي ويراهن على التدخل الخارجي ويصر على طروحات وترشيحات وخطابات تصعيدية واستفزازية تزيد من التوتر والانقسام في البلد.وأكد أن الطريق الوحيد للحل في ظل التوازنات السياسية القائمة هو الحوار والتفاهم الداخلي، أما التدويل والتدخل الخارجي فلن يحل المشكلة، بل سيؤدي إلى تعقيد الأمور وزيادة الانقسامات وتعميق الأزمات.وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» البرلماني اللبناني إبراهيم الموسوي إن الأزمة اللبنانية أصبحت متشعبة وبالغة التعقيد، لأنها أزمة مركبة، يتداخل فيها السياسي بالاقتصادي بالمالي، وتتحكم فيها حسابات الداخل وعوامل الخارج، فضلا عن تأثرها بالأزمات العالمية مثل الحرب الأوكرانية الروسية، وأوضح خلال ندوة سياسية في دارة رئيس بلدية الناصرية فواز الترشيشي «على الرغم من سوداوية المشهد وتأزمه البالغ فإن علينا أن نبقى في دائرة التفاؤل بغد أفضل»
مشاركة :