مكاسب النفط مرشحة للاستمرار وسط مخاوف شح المعروض وضعف الاستثمار في مشاريع المنبع

  • 12/25/2022
  • 22:08
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

توقع محللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعدما أغلق الأسبوع الماضي على مكاسب أسبوعية بدعم من أزمة الطقس الجليدي في الولايات المتحدة، التي تسببت في تعطيل الطاقة التكريرية، علاوة على تخفيف قيود الإغلاق في الصين. ولفتوا إلى تأثر المعروض العالمي من النفط بعد بدء مصافي التكرير في ساحل الخليج الأمريكي إغلاق وحداتها بسبب الطقس الجليدي، مشيرين إلى أنه في العام الماضي تسبب الصقيع المماثل في حالة إغلاق مفاجئ لمصافي التكرير، وكانت عمليات التعافي عميقة وبطيئة. وأشاروا لـ"الاقتصادية"، إلى تأثر نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا من طاقة التكرير الأمريكية بالفعل بالإغلاق، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 65 ألف عائلة، لافتين إلى تفاؤل السوق من تأكيد "أوبك +" استعدادها للاجتماع في أي وقت واتخاذ إجراءات إضافية فورية لمعالجة تطورات السوق ودعم توازن السوق النفطية إذا لزم الأمر، فضلا عن العمل على جذب الاستثمارات اللازمة لضمان أمن الطاقة. وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش إيه" لخدمات الطاقة "إن معطيات السوق في المرحلة الراهنة تصب في مصلحة تسجيل ارتفاعات قوية في العام الجديد في ظل مخاوف شح المعروض، وضعف الاستثمارات في مشاريع المنبع، وسط مخاطر انسحاب البنوك الأمريكية من تمويل عمليات النفط والغاز ومصادر التمويل التقليدية الأخرى، حيث يتطلع منتجو النفط والغاز الأمريكيون من القطاع الخاص إلى سوق مزدهرة للتمويل البديل". وأوضح أن الطلب تأثر مجددا بالوضع الوبائي في الصين، حيث عاد نمو حالات الإصابة بفيروس كوفيد، ما تسبب في حدوث ركود في السفر والنشاط الاقتصادي، بعدما تم إنهاء الاعتماد على سياسة "صفر كوفيد" بشكل مفاجئ، حيث تعرض مزيد من المدن لموجة جديدة من الإصابات في الأسبوع الماضي. ويرى دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن الأسعار تتأثر بتقلبات بيانات الطلب الواردة من الصين، على الرغم من أن الحالة الوبائية هناك لا تزال أقل بنحو 80 في المائة من المستوى في الفترة نفسها من 2019، ما يعطي انطباعا بتضخيم الأزمة في وقت يتقلص فيه العرض سواء بسبب أزمة الطقس في الولايات المتحدة أو تخفيضات الإنتاج. ولفت إلى أن الاقتصاد العالمي مهيأ لمزيد من المعاناة وعدم اليقين بسبب رفع الفائدة وموجات الركود والتضخم الحادة ومع عدم وجود إحصاءات جديرة بالثقة عن الحالات والوفيات بسبب الجائحة في الصين، ما يجعل من الصعب التنبؤ بانتهاء أو تفاقم أزمة الوباء. وأوضح بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة أن السحب الطارئ بمقدار 180 مليون برميل من النفط الخام من احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي أدى إلى انخفاض أسعار الوقود هذا العام، حيث تم بيع برميل خام بمتوسط سعر 96 دولارا، مشيرا إلى أن انتهاء برنامج السحب سيدعم تقلص المعروض النفطي ويبشر بنمو الأسعار خاصة مع توجه الإدارة الأمريكية إلى تعويض الاحتياطي من خلال صفقات شراء واسعة للنفط الخام. وأشار إلى بدء إعادة التعبئة الجزئية لمخزون احتياطي البترول الاستراتيجي الأسبوع الماضي عن طريق عطاءات لشراء ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام وسط توقعات بأن عمليات الشراء الجديدة ستمنح المنتجين الأمريكيين مزيدا من اليقين الآن للاستثمار في الإنتاج المحلي. بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية "إن مجموعة واسعة من أوجه عدم اليقين تسيطر على السوق النفطية وتتسبب دون شك في تقلبات متلاحقة، وإن كانت العوامل الداعمة للأسعار هي الأكثر تأثيرا في الفترة الحالية وقد يمتد تأثيرها إلى الأسبوع الجاري"، مؤكدة تفاؤل السوق بتأكيد تحالف "أوبك +" أنه سيبقى استباقيا ووقائيا لدعم توازن واستقرار السوق. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، قفز خام برنت بأكثر من 3.5 في المائة عند تسوية تعاملات الجمعة، مسجلا المكاسب الأسبوعية الثانية على التوالي، وعند التسوية، ارتفع خام برنت بنحو 3.6 في المائة عند 83.92 دولار للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.7 في المائة إلى 79.56 دولار للبرميل. وصرح ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي بأن موسكو قد تقلص إنتاجها من النفط بما يراوح بين 5 و7 في المائة في أوائل 2023، ردا على فرض حدود قصوى لأسعار خامها ومنتجاتها النفطية. ووفقا لما ذكرته "رويترز"، فإنه من المحتمل أن تتراجع صادرات روسيا من نفط البلطيق 20 في المائة في الشهر الجاري، تزامنا مع فرض الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع عقوبات وسقفا لأسعار الخام الروسي. وكان بنك جولدمان ساكس قد توقع ارتفاع أسعار النفط بنحو 15 دولارا من ‏مستوياته الأخيرة بدعم من الطلب الصيني.‏ ويأتي ذلك بعد إعلان الصين تخفيف قيود الإغلاق والإجراءات الاحترازية في ‏محاولة لاستعادة النشاط الاقتصادي، ما يدعم بدوره الطلب.‏ من ناحية أخرى، انخفض مؤشر الدولار 0.1 في المائة إلى 104.3 نقطة، وسجل أعلى مستوى 104.5 نقطة وأقل مستوى ‏عند 104.1 نقطة.‏ وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم ‏فبراير 2.6 في المائة إلى 79.5 ‏دولار للبرميل.‏ وصعدت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم فبراير 3.4 في المائة إلى 83.7 ‏دولار للبرميل.‏

مشاركة :