قال جنوب السودان انه اعتقل عشر شخصيات سياسية كبيرة ويلاحق النائب السابق للرئيس فيما يتعلق "بانقلاب تم إحباطه" في حين دوت اصداء الأعيرة النارية في العاصمة جوبا لليوم الثاني على التوالي. ويسلط اعتقال شخصيات بارزة منها وزير المالية السابق كوستي منيبي الضوء على حجم الانقسامات في جنوب السودان بعد اقل من عامين ونصف العام على انفصاله عن السودان. وعلى اثر ذلك حثت الولايات المتحدة المواطنين الامريكيين على مغادرة البلاد فورا وعلقت العمليات العادية في سفارتها. وظهر الرئيس سلفا كير على التلفزيون يوم الاثنين مرتديا زيا عسكريا وقال إن مقاتلين موالين لنائبه السابق ريك مشار الذي أقيل في يوليو تموز هاجموا قاعدة للجيش في الساعات الأولى من صباح الاثنين في محاولة للاستيلاء على السلطة. ولا يزال جنوب السودان احد افقر الدول واقلها تطورا في افريقيا رغم كل احتياطياته النفطية ويعاني من قتال عرقي اذكته الاسلحة التي خلفتها عقود من الحرب مع السودان. ومن شأن ذلك النزاع بين النخبة السياسية أن يثير قلق الشركات النفطية التي عولت على فترة الاستقرار النسبي بعد استقلال جنوب السودان للشروع في التنقيب. ولتوتال الفرنسية ومجموعة شركات اغلبها اسيوي ومنها سي.إن.بي.سي الصينية مصالح هناك.كما سيتابع الوضع عن كثب جيران جنوب السودان ومنهم دول من اكثر الاقتصادات الواعدة في القارة مثل اثيوبيا وكينيا. وادت الصراعات السابقة الى فرار الاف اللاجئين عبر حدود جنوب السودان. وينتمي كير ومشار الى جماعتين عرقيتين متناحرتين وقعت بينهما اشتباكات في الماضي وبينهما خصومة سياسية منذ أمد طويل. ويقود مشار فصيلا معارضا في الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة ويعتزم الترشح للرئاسة. وقال ماوين ماكول اريك المتحدث باسم وزارة الخارجية في جنوب السودان ان قتالا اندلع خارج مقر مشار في جوبا يوم الثلاثاء. ولم يدل مشار ببيان حتى الان. واتهمته الحكومة بأنه "قائد الانقلاب ووضعت اربعة اخرين على قوائم المطلوبين ومنهم باقان اموم الامين العام السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان والمفاوض الرئيسي للجنوب في النزاع النفطي الطويل مع الشمال. وقال وزير الإعلام مايكل مكوي في بيان على موقع حكومي على الانترنت "سنلقي القبض على الهاربين." واضاف انه يعتقد انهم فروا الى منطقة شمالي العاصمة.واضاف البيان ان المسؤولين العشرة اعتقلوا "فيما يتعلق بانقلاب تم إحباطه".وقالت الامم المتحدة ان زهاء 16 الف شخص لجأوا الى مقراتها في جوبا بحلول ظهر يوم الثلاثاء وان الاعداد تتزايد. وخلت الشوارع في بداية حظر تجول امر به الرئيس من المغرب حتى الفجر. وانقطعت اتصالات الهواتف المحمولة لليوم الثاني.وقال عامل في جوبا طلب عدم نشر اسمه "الطعام والماء مشكلة بالنسبة للسكان... لم يقوموا بالتخزين وبدأوا يشعرون بالقلق." وتحدث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون مع كير يوم الثلاثاء وطالب حكومته بطرح "عرض للحوار وبحل الخلافات بصورة سلمية". وعزل الرئيس المنتمي لقبيلة الدينكا المهيمنة على جنوب السودان مشار وهو من قبيلة النوير بعد تزايد الاحباط الشعبي من فشل الحكومة في تحقيق تحسن ملموس فيما يتعلق بالخدمات العامة والمطالب الاساسية الاخرى.ورفضت الحكومة التلميحات بأن الصراع له أبعاد عرقية قائلة ان كير التقى بقادة النوير لنفي "معلومات مضللة" بأنهم سيستهدفون.
مشاركة :