خدمات ما بعد البيع من الأمور المهمة التي يحرص عليها المستهلك في السلع كافة؛ حتى لا يقع ضحية لذلك المنتج بعد شرائه، ويتورط في إصلاحه، وبخاصة إذا كانت تلك السلعة باهظة الثمن. وكذلك التاجر من مصلحته أن يُؤمِّن خدمات ممتازة للزبائن بعد البيع؛ حتى يستطيع أن يصرف أكبر قدر ممكن من تلك المنتجات. ومما يزيد الأمر صعوبة على التجار أن (السوشال ميديا) حاليًا أصبحت تكشف الوكيل المميز من الوكيل السيئ الذي يتلاعب بالزبائن؛ وبالتالي فإن الزبون سيذهب إلى السلعة التي يقدم وكيلها خدمات مميزة، تحقق له ما يريد. دعونا نتحدث عن سلعة من أبرز السلع، هي السيارات، التي لا يمكن الاستغناء عنها، بل لم تعد من الكماليات كما في السابق؛ إذ لا يستطيع الإنسان إنجاز مهامه وأعماله بدون السيارة التي تعتبر من الضروريات.. وعندما تتعطل هذه السلعة فإن المستهلك يصبح في وضع صعب وحرج بين تأمين احتياجاته المنزلية، والقيام بأعماله الوظيفية، فضلاً عن غلاء إيجار السيارات في حال رغبته في تأمين سيارة بديلة.. وغيرها من عقبات يواجهها المستهلك؛ ولذلك فإن وكيل السيارة النشط والسريع في إصلاح المركبة يستطيع حل الكثير من المشاكل التي نتعرض لها.. ولكن هل يقوم جميع وكلاء السيارات بذلك؟ أغلب وكلاء السيارات لا يملك سوى مركز صيانة واحد في العاصمة الرياض؛ وهو ما يؤخر عملية إصلاح السيارة، وما يتبعها أيضًا من تأخير تأمين قطع الغيار؛ بما يُعرِّض المستهلك للكثير من الصعوبات، بالرغم من أن الوكيل ملزم بتأمين القطعة، وإصلاح السيارة في مدة قصيرة جدًّا، ولكن ما يحدث العكس؛ فأغلـب وكـلاء السـيارات ذات الشعبية العالية أو المتوسطة لديهم ما لا يقل عن مائة ألف سيارة تجوب شوارع العاصمة؛ فكيف يمكن لمركز صيانة واحد تغطية ذلك العدد الهائل؟ بالتأكيد إن المتضرر هو المستهلك. أتمنى من وزارة التجارة إلزام وكلاء السيارات بعمل ثلاثة مراكز صيانة في كل مدينة من المدن الرئيسية (الرياض وجدة والدمام)؛ حتى نستطيع تقليص التكدس ومدد الانتظار التي يعاني منها المستهلكون.
مشاركة :