أكدت مدينة الملك سعود الطبية ممثلة بمستشفى الأطفال بأنه عادة ما يكون السبب وراء المشكلات الصحية هي العدوى الفيروسية، مثل: فيروس الأنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي والفيروسات التاجية المتعددة وفيروس الروتا المسبب للنزلات المعوية الحادة وغيرها من الفيروسات التي تنتشر بشكل أكثر اتساعًا في فصل الشتاء، وخاصة أثناء الموسم الدراسي وتزاحم الأطفال في الفصول الدراسية، حيث تنتقل الفيروسات من طفل إلى آخر عبر العطاس والرشح (سيلان الأنف). وأوضح استشاري الأمراض المعدية لدى الأطفال الدكتور عمر الزمر بأن من أهم النصائح التي من الممكن أن توفر للأطفال الوقاية من أمراض الشتاء هي اتباع الإجراءات الاحترازية وقواعد التباعد الجسدي، فمن المفضل الفصل بين الطفل المريض والأطفال المعافين خاصة عند النوم، ويستحسن تجنب أن ينام طفل مريض مع المعافين في نفس الغرفة منعًا لنقل العدوى وتطاير فيروسات الشتاء في الهواء عند السعال أو العطس، إذ يتم إطلاق كمية كبيرة من الفيروسات والجراثيم القادرة على البقاء حية لعدة ساعات، مما يؤدى إلى انتقال العدوى إلى الأطفال الآخرين، لذا فمن المفضل إبقاء إحدى النوافذ مفتوحة، وذلك لتقليل تركيز الفيروسات والجراثيم في الهواء، و يفضل أن يلبس الطفل طبقة إضافية من الملابس على أن يبقى في الغرفة منفذ للتهوية. ونصح الدكتور الزمر بتجنب تبادل الأغراض الشخصية كالألعاب والأكواب والأطباق والملاعق والمناشف والأقلام، وكذلك غسل اليدين باستخدام الصابون والماء لمدة 20 ثانية، حيث يقتل الكثير من الفيروسات، والاهتمام بالغذاء إذ يسهم ذلك في رفع مناعة الطفل ومساعدته على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، ومن المهم الحرص على تناول الفواكه والخضروات الطازجة حيث تحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تعزز المناعة ومن ذلك فيتامين د، وفيتامين سي المهم في تقوية المناعة. وأضاف: في المقابل ينبغي البعد عن الأطعمة المعلبة التي تحتوي على المواد الحافظة والألوان الصناعية، وكذلك فإن الطعام الدسم المليء بالدهون والزيوت الصناعية المهدرجة له تأثيره الضار جدًا ومن الضرورى شرب الماء باستمرار حيث تتراوح نسبة الماء في جسم الطفل من 60% إلى 75% في السنة الأولى من العمر وتنخفض ببطء إلى مستويات البالغين بحلول سن البلوغ، ويدخل في جميع العمليات الحيوية في الجسم، وبالتالي مساعدة الجسم على الصمود في وجه الفيروسات الشتوية. ونوه على أنه من الضروري تشجيع الأطفال على القيام بالأنشطة البدنية، فالنشاط البدني يسهم في إطلاق مواد تعرف بـ “الإندروفينات” في الجسم، وهي تساعد في تعزيز جهاز المناعة وتحسن من قدرة الجسم على محاربة الأمراض. وأشار إلى أنه ينبغى الحرص على أن ينال الأطفال قسطًا كافيًا من الراحة والنوم؛ لأنهما يساعدان على النمو لدى الأطفال، كما أنه يمكّن الجسم من تعزيز جهاز المناعة، وكذلك إعطاء الطفل تطعيماته التكميلية مثل تطعيم الأنفلونزا الموسمية في بداية فصل الشتاء والحرص عليه سنويًا والتطعيم ضد فيروس الروتا، الذي يحمي الطفل من النزلات المعوية الحادة وهو من ضمن التطعيمات الأساسية لجدول التحصين الوطني، والتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد للفئة العمرية المناسبة؛ وذلك لأن هذه التطعيمات لها دور كبير في تعزيز مناعة الطفل ومساعدته على مقاومة الفيروسات التي تزداد وتيرتها خلال فصل الشتاء.
مشاركة :