صحيفة المرصد: امتدح الكاتب "سعيد الوهابي" عبر مقال له نشره على موقع "عين اليوم " الفنان خالد عبدرالرحمن تحت عنوان" خالد عبدالرحمن مخترع الشيلات لماذا هو أعظم فنان سعودي على الإطلاق؟" واصفا أنكل من يكره الفنان خالد عبدالرحمن وفن خالد اليوم، هو إنسان لديه نظرة دونية لكل ما هو جميل وفني وبسيط وبدوي على هذه الأرض، هؤلاء أناس متعجرفون ينقصهم الذوق والأصالة وحب كل ما يمت لهويتنا البدوية المتجذرة. يقول الوهابي :قبل خمسين سنة ولد أعظم فنان عرفته الجزيرة العربية، خالد عبدالرحمن الدوسري، طوال سنوات كان ابن البادية حين يغادر قريته الصغيرة من جنوب الأردن إلى أطراف اليمن، يستمع لصوت خالد عبدالرحمن الدافئ، وحين يرى أضواء الرياض أو إحدى المدن الكبيرة بقي صوت خالد عبدالرحمن يصدح في سيارته، وحين يعود.. يعود معه خالد عبدالرحمن. ويتابع قائلا:خالد عبدالرحمن ـ بلا أدنى شك ـ هو أحد الرجال الشجعان الذين ساهموا في تعزيز الوحدة الوطنية، لولا خالد عبدالرحمن لعاش جيل أبناء البادية على الهامش، منذ أول ألبوم (صارحيني) عام 1988 حتى نهايات خالد عبدالرحمن بعد عشرين سنة تقريباً، شكّل عندليب الصحراء القنطرة العظيمة التي عبر فوقها البدو نحو الحياة من جديد. ففي نهايات الثمانينات، أصبحت طبقات المجتمع السعودي أكثر وضوح وأقل تقاطع، الأثرياء، موظفو الحكومة، ثم من عاشوا على الهامش. الفئة الأخيرة كان يغني لها خالد عبدالرحمن، مثل بدايات الصعلوك عبدالحليم حافظ في عصر البشوات، الذين كانوا يطربون سماع نخبوي مثل عبدالوهاب لا شعبي مثل عبدالحليم، في أواخر التسعينات الميلادية كنت ترى كرسيدا بيضاء في مدينة عصرية مثل جدة، يصدح منها صوت خالد بلا خجل أو خوف من نظرة مختلفة، اندماج وطني أخاذ. ويضيف:خالد عبدالرحمن مثل ماجد عبدالله في كرة القدم، وقفت أغاني خالد عبدالرحمن وانجازات المنتخب السعودي وجهاً عنيداً في وجه الصحوة، حركة الصحوة الإسلامية التي ينتقدها المثقفين طوال عقود لم يفعلوا شيء لمقاومتها، محمد عبده ورابح صقر وآخرين هربوا من المواجهة واعتزلوا خوفاً، المثقفون بداً من الغذامي إلى محمد الثبيتي إلى عبدالله الصيخان وغيرهم كثير اخفتوا تحت الرماد لسنوات قبل أن يعودوا مرة أخرى بعد سبتمبر 11. وحده خالد دغدغ عجرفة البدو وتحفظهم، واغراهم بغواية الموسيقى والطرب والجمال، جعل من القصائد النبطية الخجولة في مجلات المختلف وفواصل وأصداف وغيرها متداولة، صنع من الشعراء الشعبيين والموسيقى الشعبية مفتاح للثراء، وايضاً رفع من قدر كل ما هو شعبي صحرائي، كان ينظر له بسلبية وكراهية. ويشير الكاتب في مقاله إلى أن الفنان خالد دغدغ مشاعر البدوي، واخرجه من طرب الشعر إلى طرب الأغنية، من حب القرن العشرين إلى العصرية وحب القرن الواحد والعشرين، خالد عملاق مثل الكبار في التاريخ، فمثلما أسهم الرئيس البرازيلي لولا ديسلفا في نقل 35 مليون فقير برازيلي إلى الطبقة المتوسطة، نقل خالد عبدالرحمن الملايين من أبناء من موالات وشيلات شعبية مبهمة إلى الطرب بسماع أغاني رصينة تلامس العاطفة وتسترجع البساطة. ويختم الوهابي مقاله قائلا: في منتصف التسعينات ظهر خالد عبدالرحمن في قناة تلفزيونية لبنانية لا اتذكرها، ما اتذكره أن ذلك الأسمر الواثق بسنه العلوي المتمرد وطبعه الرزين سحر بنات الحضر. الأمهات ـ ومن كل فئات المجتمع ـ الذين يبلغن 40 سنة الآن يتذكرنه جيداً، الاسم الذي كان يُكتب برغبة ولهفة في كل أروقة أقسام البنات في الجامعات السعودية، لتعرف حجم تأثير خالد عبدالرحمن، عُد إلى الصور الشخصية للشباب في فترة التسعينات، أغلبهم كانوا يقلدون طريقة حلاقة خالد عبدالرحمن لشاربه، وحين ابتكر الصفر الدولي تحت شفته السفلى قلدوه، وحين ازاله ازالوه، حتى طريقة التشخيصة والمرزام وحركات الأيادي والجلسة، كلهم كانوا يقلدون خالد.
مشاركة :