بيّن استطلاع للرأي أجراه معهد «بيو» للبحوث، أنّ الأميركيين يرون أن موازنة الانتخابات عموماً في البلاد باتت تؤثّر في شكل أكبر في الحياة السياسيّة، وأنّ هذه الأموال قد تعوق مشاركة المرشحين الأفضل. والأميركيون قد يختلفون في الانتماءات السياسية، إلا أنهم يتفقون على شيء واحد هو أن لإنفاق الأموال في السباق الرئاسي آثاراً سلبية، منها انسحاب المرشحين لعدم القدرة أو المجاراة المالية، إضافة الى أن ارتفاع كلفة الحملات الانتخابية يثبط العديد من المرشحين الجدد من الترشح للرئاسة. وأوضح التقرير أن الانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ التي أجريت العام الماضي، كانت الأكثر إنفاقاً على الإطلاق، إذ أنفق المرشحون قرابة 1.1 بليون دولار أميركي، بزيادة 25 في المئة من العام 2010، وعلى رغم الإنفاق الكبير في الأموال إلا أن التصويت كان الأدنى منذ 1990. ووفق البيانات التي قدمها أستاذ العلوم السياسية في «جامعة فلوريدا»، مايكل ماكدونالد، صوّت حوالى 44 مليون نسمة لمجلس الشيوخ في العام 2014، إذ إن 38 في المئة من السكان كانوا مؤهلين للتصويت (جميع المواطنين البالغين سن التصويت). وأفاد التقرير بأن إجمالي المبالغ المالية التي أنفقت حتى الآن تجاوزت الـ278 مليون دولار، إذ أنفقت المرشحة هيلاري كلينتون 77.5 مليون دولار على حملتها الانتخابية، وأنفق بيرني ساندر 41.5 مليون دولار، أما مارتن أومالي فأنفق 3.3 مليون دولار، فيما أنفق بن كارسون 31.4 مليون دولار، وتيد كروز 26.6 مليون دولار، وجيب بوش 24.8 مليون دولار. وفي انتخابات العام 2012 الرئاسية، والتي اعتبرت من أنشط الدورات للجمهوريين على المستوى السياسي، بلغ إجمالي المبالغ المصروفة على الحملة 1.4 بلیون دولار. وأشار معهد «بيو» إلى أن كلفة الصوت الواحد للنائب بلغت 24 دولاراً العام 2014، بينما كانت 12.74 دولار في العام 2010. وذكر المعهد أن غالبية الأميركيين صوتوا بضرورة ترشيد الإنفاق على الحملات الانتخابية وفرض القيود عليها، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها منذ حملة الإصلاحات التي فرضت في العام 1970.
مشاركة :