مبادرات جديدة لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة بمجمعات «الدار»

  • 12/26/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت مجموعة الدار خلال العام الحالي عن عدة مبادرات استراتيجية لتبني ممارسات بيئية أكثر استدامة وتعزيز كفاءة إدارة استهلاك الطاقة بمجمعاتها السكنية والتجارية والترفيهية، ما يعزز من دور القطاع العقاري في خفض الانبعاثات الكربونية، وتشجيع الأفراد على تبني ممارسات أكثر استدامة. وقال عادل عبدالله البريكي، الرئيس التنفيذي لشركة «الدار للمشاريع» لـ «الاتحاد»، إن الشركة تسعى إلى ترسيخ ودمج ممارسات الاستدامة في جميع مراحل المشاريع، بدءاً من مراحل التصميم إلى عملية الشراء ودورة حياة وتشغيل المباني. وأكد البريكي حرص المجموعة على إرساء أسس ومعايير كفاءة استهلاك الطاقة بالقطاع العقاري، ما يعزز الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم الجهود العالمية لمعالجة تحديات التغير المناخي، مؤكداً مواصلة الشركة لتنفيذ استراتيجية الاستدامة لتقليل البصمة الكربونية، بما يتماشى مع مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050. وأوضح أن القطاع العقاري يمكن أن يسهم بدور بارز في دعم جهود حماية المناخ، عبر خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال البناء والعمليات التشغيلية. وذكر أن الشركة أقرت معايير محددة لخفض استهلاك الكهرباء والمياه في المشاريع وبما في ذلك مواقع العمل، حيث يتم توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى معايير تدوير النفايات واستخدام المواد ذات الانبعاثات المنخفضة، موضحاً أنه قد بلغ استخدام الركام المعاد تدويره 100% في أحد مشاريع البنية التحتية التي نفذتها الشركة. وأطلقت الدار العقارية، يناير الماضي، مشروعاً مستداماً لتعزيز كفاءة إدارة استهلاك الطاقة، كما أعلنت في ذات الشهر استراتيجية لاستثمار 25 مليون درهم في حزمة من مشاريع تعزيز كفاءة الطاقة، فضلاً عن عقد اتفاقية مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، لتزويد الأصول التشغيلية للشركة بالكهرباء النظيفة، فيما أعلنت الشهر الماضي عن انضمامها لمجلس صناعات الطاقة النظيفة، حيث ستتعاون مع المجلس في تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة على مستوى المنطقة. تكنولوجيا البناء وقال البريكي: بدأنا الاستثمار في أعمال تكنولوجيا البناء بهدف أتمتة عمليات التصنيع وتمكين ممارسات بناء أكثر استدامة وكفاءة وفعالية من حيث التكلفة، لاسيما أن 39% من الانبعاثات الكربونية المرتبطة بالطاقة على المستوى العالمي تأتي من المباني، ومن ضمنها 11% تنتج من مواد البناء وأعمال تشييد المباني. وأشار البريكي إلى إطلاق أول نظام لإنتاج الطاقة الشمسية ضمن أحد المواقع الإنشائية، حيث يوفر طاقة هجينة تجمع بين الطاقة الشمسية ومولدات الديزل لمكاتب موقع المشروع، موضحاً أن الطاقة الهجينة تعد بديلاً أكثر استدامة ومراعاةً للبيئة، كما أنها تقلل اعتماد مواقع الإنشاء على مولدات الديزل والتي تولّد انبعاثات كربونية كثيفة. وأضاف البريكي: إلى جانب التحسينات التي نجريها على أنشطتنا الإنشائية، ندير في الدار للمشاريع مبادرات عدة لتحسين كفاءة الطاقة وكفاءة استهلاك المياه والإدارة البيئية للعمليات، إلى جانب تقليل استهلاك المواد المُستخدمة لمرة واحدة وتقليل إنتاج المخلفات. وأكد أن تثقيف وتوعية العملاء والمستأجرين في محفظة الشركة جزء لا يتجزأ من هذه الجهود، حيث تُحدث سلوكياتهم فرقاً جوهرياً من حيث التأثير البيئي العام. وذكر البريكي أن الشركة تستخدم تكنولوجيا وتقنيات وبرمجيات متقدمة لمتابعة أعمال البناء، وهو ما ساعد في استمرار أعمال الشركة دون تأخير خلال فترة جائحة كورونا. وأوضح أن اشتراطات الاستدامة بالشركة تبدأ من مرحلة التصميم، ثم اعتماد واختيار المواد المستدامة، وكذلك تبني طرق البناء المستدامة بالتعاون مع الموردين والمقاولين، وصولاً للمنتج النهائي، مشيراً إلى أنه بعد إنجاز البناء تستمر الشركة في تطبيق اشتراطات الاستدامة خلال تشغيل المباني. وتوقع البريكي أن تسهم الإجراءات والمبادرات التي أطلقتها الشركة لنشر حلول الاستدامة في البناء، في خفض الانبعاثات بنسب كبيرة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يتم رصده حالياً، لافتاً إلى تعاون الشركة مع الجامعات ومراكز البحث العلمي والمنظمات المحلية والدولية ذات الصلة، الذي يسهم في دفع عجلة الابتكار في الاستدامة البيئية. وأكد أن السنوات الأخيرة شهدت تطورات ملحوظة في الكفاءة والتكلفة فيما يتعلق بمعايير الاستدامة، لاسيما في ظل المنافسة القوية بين الشركات العاملة في هذا المجال، وهو ما يجعل تطبيق اشتراطات الاستدامة متاحاً للعديد من الموردين والمقاولين. تطوير المشاريع وقال البريكي: تتضمن أيضاً جهود الاستدامة التي نقودها، آليات للحد من استهلاك المياه في عمليات تصميم المساحات الخضراء، وكذلك تصميم وبناء المباني الحالية التي توفّر للمستخدمين مياهاً للاستخدامات اليومية وصيانة وريّ المساحات الخضراء. وأضاف: نعمل على تقليل كمية المخلّفات المُرسلة إلى مكب النفايات، وقد وضعنا أهدافاً لتحويل 80% وسطياً من المخلفات الناتجة عن أعمال تطوير المشاريع لتتم إعادة تدويرها بعيداً عن مكبات النفايات. أخبار ذات صلة الإسبان يواجهون أزمة الطاقة بالألواح الشمسية أوروبا تقلص الطلب على الغاز %25 بدعم «المصادر البديلة» الاستدامة والابتكار وعن دور الابتكار في تسريع ممارسات الإنشاءات المستدامة، قال البريكي: تعد الاستدامة والابتكار محورين أساسيين مترابطين، حيث نسعى بالاعتماد على التقنيات المبتكرة إلى تقليل التأثير البيئي لأنشطة البناء، وقد بدأنا بالفعل خفض اعتمادنا على تقنيات التصميم التقليدية واستخدام تقنيات ذكية في المشاريع التطويرية، مثل نموذج التوسّع في البناء بحسب الحاجة، والتصميمات المرنة، لأعمال بناء أكثر كفاءة مع المحافظة على الجودة. وتابع: هدفنا أيضاً هو تسريع البناء وتحسين الجودة والكفاءة مع الاستفادة من تحليلات البيانات من خلال تطبيق أساليب البناء الذكية مثل وحدات الإنشاء الجاهزة والطباعة ثلاثية الأبعاد، ويمكن البناء باستخدام الإنشاءات الجاهزة أو ما يُعرف باسم «التصميم بغرض التصنيع والتجميع DFMA» من خفض انبعاثات الكربون بنسبة 19.4%. وأضاف: أمامنا فرص واعدة لتعزيز تبني المبادرات المبتكرة في كافة الجوانب التي تخدم حماية البيئة، على سبيل المثال مشروع خفض استهلاك المياه بوساطة استخدام نظام «معالجة المياه الرمادية» والذي يعتمد تقنية جديدة منخفضة التكلفة، حيث تم بدء العمل عليه في عام 2021. خفض الاستهلاك وذكر البريكي أن «الدار» أطلقت مطلع العام الحالي مشروع إدارة الطاقة على مستوى المحفظة لتقليل استهلاك الطاقة بنسبة 20% تقريباً عبر 80 أصلاً من أصول «الدار»، بما في ذلك الفنادق والمدارس والمباني التجارية والترفيهية ومحالّ التجزئة والمباني السكنية. وتهدف الدار من خلال هذا المشروع إلى تقليل انبعاثاتها من الكربون عبر محفظة أصولها بواقع 80 ألف طن، وخفض استهلاك الكهرباء بما يصل إلى 110 جيجاوات/ ساعة، واستهلاك المياه بمقدار 886 ألف متر مكعب، بالإضافة إلى ترشيد استهلاك المياه المبرّدة بمقدار 23 مليون طن تبريدي بالساعة، وخفض استهلاك الغاز الطبيعي بواقع 726 ألف متر مكعب سنوياً. وأوضح البريكي أنه تم أيضاً توقيع عقود أداء الطاقة لمدة 5 سنوات مع 4 شركات لخدمات الطاقة (ESCOs)، والذي من شأنه أن يقلل من الانبعاثات ويساعد على توفير قرابة 20 مليون درهم سنوياً من تكاليف استهلاك الطاقة. كادر حزمة مشاريع كشفت «الدار»، أكتوبر الماضي، عن عزمها استثمار مبلغ 25 مليون درهم في حزمة من مشاريع تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة ضمن 13 مجمعاً سكنياً تابعاً للمجموعة، والتي ستسهم في تحقيق وفورات كبيرة للملاك والمستأجرين في خدمات المرافق، وذلك في إطار جهودها المبذولة لترسيخ مبادئ الاستدامة ورفع كفاءة استهلاك الطاقة في مجمعاتها السكنية، وبما يتماشى مع مساعيها المبذولة في اتباع ممارسات صديقة للبيئة. وسيعمل المشروع الجديد للدار على خفض انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بواقع 19 ألف طن سنوياً، وتحقيق وفورات في استهلاك الطاقة وخدمات المرافق بقيمة 12 مليون درهم سنوياً عبر 13 مجمّعاً سكنياً.

مشاركة :