الزواج مقبرة الحب، جملة تتكرر كثيراً بين صفوف المتزوجين، فهل هي صحيحة في المطلق أم أن صحتها تقترن بحدوث بعض الأمور التي تعصف بالحب، لتنزله مقبرته للأبد؟ الحقيقة أن هذا السؤال يعد من الأسئلة المهمة التي تحتاج إلى إجابة، لأنه يتعلق بالحياة الزوجية وبصميم العلاقة بين الزوجين، ولذلك سنحاول في السطور التالية، الإجابة على هذا السؤال حتى يكون فيه إفادة عميقة لكل المقبلين على الزواج. متى يكون الزواج مقبرة الحب؟ منطقياً، لا يمكن أن يكون الزواج مقبرة للحب في كل الزيجات، لأنه توجد زيجات تعيش هانئة بالحب منذ أول يوم وللأبد، ولا يحيا الحب فيها فقط بل أنه يتزايد يوم بعد يوم، والسبب في ذلك توافر أمور عدة أهمها، المودة والرحمة، والمشاركة، والإخلاص، والتضحية، والإحترام والتقدير، وتجنب كل ما يسيء لشريك الحياة، والحفاظ على كرامته، وأمور عديدة تحفظ العهد بين الزوجين، وتُبقي الحب في عالمهما للأبد. ومن ذلك يتضح أن الزواج ليس مقبرةً للحب فقد يكون هو أساس الحب، لأنه جمع بين قلبين متاحابين في علاقة شرعية مريحة ومناسبة للحياة الكريمة الهانئة السعيدة التي يتمنى أن يعيشها كل رجل وإمرأة على وجه الأرض. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن .. ما هي الأمور التي يمكن أن تجعل الزواج مقبرة الحب؟ ثمة أمور عديدة تجعل الزواج مقبرة الحب نذكرها الآن وهي : الخيانة الزوجية تعد الخيانة الزوجية أول مسمار في نعش الحب، لأنها تكون بمثابة سهماً مسموماً يصيب نبض العلاقة بين الزوجين ليقطع آخر نفس فيها، ولأنها تعصف بمشاعر طالما باتت آمنة في القلوب، وتزعز استقرار العلاقة، وتتسبب في الشعور بالقهر والحسرة والندامة، وتجعل القلب حزيناً للأبد، ومن الطبيعي أن يمرض القلب ويموت، ويموت معه الحب، ولذلك تعد الخيانة الزوجية سبباً مهماً لجعل الزواج مقبرة للحب. الخلافات الزوجية المتكررة صحيح أن الخلافات الزوجية الخفيفة التي تحدث على فترات متباعدة بين الزوجين، تعد بمثابة البهار اللذيذ الذي يعطي لها مذاقاً رائعا، ولكن مثلها مثل أي شيء زاد عن الحد وانقلب للضد، وعليه فإن الخلافات الزوجية المتكررة التي يعجز كل من الزوجين عن حلها وتجاوز آثارها، من الطبيعي أن تجعل الزواج مقبرة الحب. عدم احترام الخصوصية احترام الزوج والزوجة لخصوصية كل منهما في بعض الأمور التي تتعلق بهما وبأهليهما من الأمور المهمة التي لها أن تزيد الحب بعد الزواج، وتُبقيه آمناً للأبد، لأن عدم احترام الخصوصية يؤدي إلى خلق حالة من الاختناق عند كل من الزوجين، ويُشعر كل منهما بأن الزواج الذي جمع بينهما قد حرمهمها أمور مهمة عاشا عليها فترات طويلة، وهنا يموت الحب ويصبح الزواج مقبرة الحب. التخلي وانعدام الدعم المشاعر الحلوة النبيلة أساس العلاقات الزوجية الدافئة المليئة بالحب والوفاء، والدعم والمساندة من الأمور التي يحيا بها الحب، فكيف يمكن أن يحيا الحب بين زوجين تعرض أحدهما إلى الشعور بالتخلي، والوحدة، بسبب عدم شعوره بدعم شريك حياته له، قطعاً سيموت الحب مع تكرار شعوره بذلك، ويصبح الزواج مقبرة الحب. الأنانية يقوم الزواج على المشاركة بين الزوجين، وتزيد المحبة بها وتنتعش العلاقة الزوجية، ولذلك ليس من الممكن أن يحيا الحب مع أنانية الشريك، ومع تفكيره في نفسه فقط لأن الحب عطاء، والأنانية تتعارض مع العطاء، ولذلك يموت الحب ويصبح الزواج مقبرة الحب. الغيرة العمياء الزواج مقبرة الحب، الغيرة اللطيفة تحفز مشاعر الحب عند الزوجين، لأنها تعد بمثابة رسالة حب لكل منهما، تخبرهما بأن الحب هو السبب الأساسي وراء الشعور بالغيرة، وفي المقابل قد تتسبب الغيرة الشديدة العمياء في قتل الحب، لأنها تتسبب في خلق مشاعر سلبية وتضيق الخناق على الزوجين. عدم الرضا وانعدام القناعة الرضا والقناعة من الأساسيات المهمة التي تُحي الحب في القلوب للأبد، ولذلك يتزايد الحب مع تزايد الشعور بالرضا، وقناعة كل طرف بشريكه الذي اختاره بنفسه ولم يُرغم عليه، ويموت بانعدام الشعور بالرضا والسخط الدائم. ويصبح الزواج مقبرة الحب أيضاً في الظروف التالية: ضيق الحال وانعدام الصبر والاستسلام للظروف القاسية التي قد يمر بها الزوجين خلال مسيرة الحياة الزوجية. غياب الثقة والشعور بعدم الأمان في الزواج. إنعدم التضحية والتردد في تقديم التنازلات. الخيبات والصدمات التي من الممكن أن يتعرض لها الشريك من قبل شريكه خلال مسيرة الحياة الزوجية. المواقف التي يبقى فيها الشريك وحيداً في مواجهتها. والآن.. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي بالإجابة على سؤال "متى يصبح الزواج حقاً مقبرة الحب؟
مشاركة :