باحثون: تطوير مهارات الصناع التقليديين في التسويق الرقمي ضرورة والسائح المحلي يحتاج للاهتمام

  • 12/27/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شكل موضوع التسويق الإلكتروني لمنتجات الصناعة التقليدية محور ندوة نظمتها غرفة الصناعة التقليدية بجهة الدار البيضاء – سطات يومه الثلاثاء على هامش فعاليات المعرض الجهوي للصناعة التقليدية. وأكد المتدخلون على ضرورة الاشتغال على تكوين الصانع التقليدي في مجال التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية باعتباره أساس تطوير القطاع. وأوضحت عبيابة ابتهال، أستاذة بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، أن الصناعة التقليدية المغربية أصبحت اليوم "في منافسة دولية، وهو ما يفرض على الصانع أن يكون واعيا بحجم هذه المنافسة"، مشيرة إلى ضرورة التركيز في التسويق على "الخطاب الذي يمزج بين الصوت والصورة". وأشارت عبيابة في مداخلتها إلى أن "90 في المائة من عمليات التسويق والإشهار تتم اليوم عن طريق الأنترنت، وجمهور الصناعة التقليدية لم يعد يقتصر فقط على المستوى الوطني أو الإقليمي بل بجميع مناطق العالم،" داعية إلى "التركيز على النقط التي تجعل من المنتوج ناجحا وقادرا على المنافسة". وشددت عبيابة في مدخلاتها على أهمية "دراسة حاجيات السوق وخلق الحاجة للمنتوج خارج المواسم التي تعرف إقبالا كبيرا عليه، من خلال اختيار منصات رقمية مناسبة لعرض هذا الأخير، إلى جانب بناء قصة تجعل منه مميزا، كتأكيد الصانع على أن الحرفة توارثها عن أجداده، أو أن المنتوج يخص فقط منطقة دون غيرها..". من جانبها أكدت الباحثة في التسويق الإقليمي العلوي ياسمين أن "الصانع التقليدي لا يجب أن يضع نفسه في منافسة مع صانع آخر، بل يجب أن يشتغل على جعل الزبون مميزا، من خلال صناعة منتوجات مميزة"، مشيرة إلى أهمية حب الحرفة باعتبارها عنصرا مشكلا للهوية الوطنية. وأشارت العلوي إلى أن "السائح الأجنبي لا يجب أن يكون وحده محور العملية التسويقية"، داعية بالمقابل إلى الاهتمام بالمحيط القريب للحرفي وبالسائح المحلي "لأن هذا الأخير هو من سيضمن حركية اقتصادية طوال السنة". وأبرزت العلوي أهمية التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية في تنمية قطاع الصناعة التقليدية، حيث أكدت أن "الرقمنة لم تعد خيارا بل ضرورة من أجل مخاطبة الأجيال الصاعدة وضمان استمرار الصناعة التقليدية، كما أن الانترنت يسمح للصانع بدراسة حاجيات السوق وبالتالي الاستجابة بشكل أفضل لطلبات الزبناء". هذا ودعت العلوي إلى ضرورة إعادة الثقة للسائح في الصناعة التقليدية من خلال "تجنب البحث عن الربح السريع، وهو الأمر الذي يجعل السائح خائفا من التعرض للنصب"، مقترحة "تحديد هامش للربح، أو عرض الأثمنة في المحلات، إلى جانب الإيمان بأن الزبون الذي يدخل للمحل ولا يشتري، يمكن أن نخلق لديه حافزا للشراء لاحقا، بالتالي يجب الحرص على التعامل معه بشكل جيد". وفي نفس السياق، أكد كريم ضربان أستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، أن "الشركات العملاقة هي أكبر منافس للصناع التقليدين"، موضحا : "هذه الشركات لديها الإمكانيات لشراء المواد الأولية بأثمنة منخفضة، والآلات لصناعة منتجات متنوعة خلال فترة وجيزة، وأحيانا تكون على حساب الجودة، إلى جانب الاشتغال على التسويق". وأضاف ضربان : " عكس الصانع التقليدي الذي يجد نفسه مطالبا بالعمل والتسويق وبدل مجهود مضاعف"، داعيا إلى ضرورة دعم تكوين الحرفيين في التسويق الرقمي ومساعدتهم على فهم حاجيات الناس خاصة أن الجائحة أثرت بشكل كبير على طرق البيع.

مشاركة :