خليفة بن عبيد المشايخي halifaalmashayiki@gmail.com تتعاقب الأيام ويستمر العمل في إعلاء شأن البلاد والعباد أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، وتتجدد الهمة من أجل الوصول إلى القمة بكل عزيمة واقتدار، وقد أطلق السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- المسيرة المظفرة بصعوبة بالغة، فلم يتحقق ما تحقق اليوم على أرضنا بسهولة ويسر؛ بل رافق ذلك صعوبات جمَّة وعراقيل كثيرة، ولكن بفضل الإصرار والتحدي، وقبلا التوكل والاعتماد على الله جلَّ جلاله والأخذ بالأسباب، قطعنا شوطا كبيرا في تطوير البلد وتقدمها ورفعتها واستقرارها. وحينما يراد لأمة ما التميُّز، فإنَّ القائمين على إدارة شؤونها ينبغي أن لا يفوتهم الوقوف على التفاصيل الدقيقة، وأن لا يتجاهلوا كل ما من شأنه أن يحسن الأداء ويجود العمل. وكانت الجولات السامية التي كان يقوم بها السلطان الخالد فينا السلطان قابوس- طيب الله ثراه- مكَّنته من الوقوف على مُسميات مدن وقرى وأحياء السلطنة، وإذا كانت المدينة النظيفة دليلا على نظافة سكانها ورقيهم، فكذلك جمال أسماء مدن السلطنة يعكس الشيء الكثير الذي فيه من الجمال والهيبة ما فيه. وفي هذا الإطار ولهذا المقصد الذي تمت الإشارة إليه أعلاه في الفقرة التي تقدمت، فإننا نستذكر أن السلطان قابوس تفضل وأمر بتغيير مسمى عدد من المدن والقرى والأحياء السكنية في بلادنا عمان، كحلة جبروه مثلاً التي بمسقط والتي سميت لاحقًا بالزاهية، وهي فعلا زاهية بأهلها؛ إذ إنَّ جهود الدعاة فيها ومن أبنائها، حققت مطالبهم ومطالبنا جميعًا، في أن تكون وتبقى هذه الحلة، تزهو بما عهد على أهلها من أخلاق وأدب واحترام وتقدير وتعلم. كذلك تغيرت مُسميات كثيرة في عدد من محافظات السلطنة، مثلا كقرية المتهدمات إلى العامرات، والفاسقة إلى العفيفة، وعقرب إلى أرحب وحلة الجوع إلى حلة الجود، وقرية الحمة إلى إلى مسمى العافية، ومسمى قرية أم العنى إلى النعمة، والملعب إلى الملتقى والميسر إلى المُيسر بضم الميم، وسيح القاع إلى حي السعد، والمحترق إلى المعتمر، وقرية حيضاء إلى فيحاء، وقرية فق إلى عبق، ومنطقة الخايسة إلى النقية، ووبال إلى منال، والمسخوطة إلى المعمورة، وقرية مخروان في ولاية صور إلى نسمة، والخيسة في نفس الولاية إلى طيبة، وسيح الكدس بنزوى إلى حي التراث، وقرية قميلة في جعلان بني بوعلي غيرت إلى أصيلة، ومنطقة حصيبة في الكامل والوافي تغيرت إلى حصينة، وقرية الفشغة في وادي بني خالد تغيرت إلى الوشاح، وحلة العريانة بمطرح إلى العرين. وهناك مسميات تحتاج إلى تغيير، مثل حلة كلبوه، لأن اسمها يشير وكأنه مشتق من شيء يتعلق بالكلاب، ولو كان الأمر غير ذلك، لكن الزائر والمواطن من محافظات أخرى، سيفهم منذ الوهلة الأولى ذلك، وسيهديه فكره إلى كذا حالات، وسيوحي له بأن تلك الحلة كانت مرتعا وملاذا وسكنا للكلاب! فلماذا ندخل الناس في متاهات واستنباطات واستنتاجات وسين وجيم وأسئلة كثيرة إلى غير ذلك من الأمور الأخرى. كل المسميات تلك كانت لأحياء وقرى ومدن عمانية غيرت إلى أسماء جميلة كما تابعت عزيزي القارئ، إلا أنه بعد هذا التغيير الذي طال الكثير ممن ذكرناه آنفا من المدن والأحياء والقرى، لا زالت هناك مسميات قرى ليست جيدة، وأذكر منها مسمى قرية أم الجعاريف بصحم وأم الضروس بنفس الولاية وغيرها. والحقيقة أن المحافظين اليوم تقع عليهم مسؤولية كبيرة في تقصي أسماء المدن والأحياء والقرى في محافظاتهم، ورفع تقرير للمسؤولين في وزارة الداخلية عن ذلك، يتضمن ضرورة تغيير مسماها إلى مسميات أفضل وأجمل. إن الانفتاح الذي يحدث في عالمنا المعاصر، يلقي بظلاله على كل شيء بشكل متسارع، والتقدم في أن تكون أسماء مدننا وقرانا وأحيائنا جميلة، أمر لا بد منه ولا يجب أن يغفل عنه المسؤولون؛ إذ إنَّ الاسم غير الجيد يعكس صورة سيئة عن المكان وأهله، ولو كان به من التطور والعمران والأماكن السياحية الكثير. إنني من خلال هذا المنبر أناشد المعنيين بالمحافظات، ضرورة الإسراع في تفعيل هذا العمل الذي بات مهمًا الشروع فيه.
مشاركة :