كيال: ما يقدمه اتحاد الكرة لا يهمنا

  • 1/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يدافع الرياضي المخضرم طارق كيال عن اتحاد القدم الحالي رغم كل الجدل الذي أثير حوله والأخطاء التي وقع فيها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، من منطلق أنه أنجز خطوات مهمة لم يفطن لها العامة من خارج محيطه الذي يعمل فيه. إذ يرى أن حدة النقد والقسوة فيه حملت كثيرا من الإجحاف لهذه الإدارة المنتخبة التي تخوض تجربة غير مسبوقة وسط بيئة وصفها بـ«المتربصة». وفيما يرى ذلك، لا يبرر الكيال الأخطاء التي وقعت فيها اللجان في الفترة الماضية، واصفا إياها بالفوضى التي أثارت الشكوك إزاء نوايا القائمين عليه وفتحت باب الجدل على مصراعيه. وتفاءل العضو السابق للجمعية العمومية في حواره مع «عكاظ» بتحقيق الأهلي للقب الدوري هذا العام، وبقدرة لاعبيه على التحرر من الضغوط النفسية التي تسببت في فقدانهم لقب الموسم الماضي، محذرا الجماهير من مغبة زيادة الضغط عليهم في المباريات الحساسة بالانتقاد السلبي، متطرقا لعدد من التفاصيل تطالعونها فيما يلي: • اتحاد القدم يطاله الكثير من النقد، بصفتك عضوا سابقا في الجمعية العمومية، كيف تقيم عمله من الداخل؟ •• اتحاد القدم شأنه شأن أي كيان آخر لديه سلبيات وإيجابيات، وحتى لا نبخصه حقه لابد أن نشير إلى أنه اضطلع بتأسيس العديد من الأعمال التأسيسية الجيدة. ربما الكثير منا لا يشعر بها كونها لا تظهر لنا أو ليس لها تأثير مباشر على الأندية، إلا أنها تسهم في بناء قاعدة صلبة من الأنظمة للاتحاد المقبل الذي سيجد أرضية خصبة من أجل مرحلة النمو التي سيعمل بها، فالأعمال الظاهرة للمجتمع الرياضي وبكل أسف هي أعمال محل جدل، وما لمسناه من عمل حتى الآن لا يعدو مجموعة من اللوائح المقررة ناقصة التطبيق، فيما أن بعض اللجان تفتقد للخبرة الكافية للإدارة، ما يبرهنه أن صدور أي قرار لأي لجنة يصاحبه جدل كبير من كافة شرائح الشارع الرياضي. • هذا يعني أنك تقر بأن هناك خللا واضحا في عمل الاتحاد؟ •• نعم كلامك صحيح ولن أبرر ذلك، ولكن أعتقد بأن الاتحاد السعودي والأمانة العامة لديهما كفاءات عالية لا سيما الشخصيات الخبيرة من أعضاء المجلس، ولكن المشكلة تكمن في أنهم غير محترفين ولديهم أعمالهم الخاصة وهم غير متفرغين لعمل الاتحاد المتراكم، مما جعل هناك نوعا من التسرع، فأنت إذا أردت أن تدير محترفين يجب أن تكون محترفا وفريق عملك أيضا محترفا، حتى يتمكن من أداء عمله بصورة جيدة. جهود غائبة • ما هي الجوانب التي أشرت في بداية حديثك، إلى أنها تحركات جيدة للاتحاد؟ •• هناك العديد من الأعمال، ولكن دعني أتناول الجانب المالي والذي لابد أن نفرق فيه بين عمل الاستثمار بالاتحاد، ومعالجة الإشكالات المالية، وإن كان هناك رابط بينهما، فمثلا نحن لم نلمس الاستثمار المالي للاتحاد، ولكن أيضا لم يكن القصور من الاتحاد وذلك لأن عمل الاتحاد المالي بالدرجة الأولى ينصب على سداد الديون المتراكمة على الاتحاد، بالتالي من الطبيعي لن يكون هناك إنجازات ملموسة على صعيد استثمارات الاتحاد، ولكن نتائج ذلك تظهر على المدى البعيد وقد يكون ذلك خلال فترة الاتحاد المقبل. والأمر الآخر، أن هناك نقطة مهمة تكمن في تراخيص الأندية من قبل الاتحاد الآسيوي والتي تعتمد في استخراجها على سداد الديون مما يدفع الاتحاد بالخصم على الأندية من النقل التلفزيوني من أجل الحصول على التراخيص. وأعتقد أن هذا الموضوع كشف الحقيقة التي تجبر الأندية على السداد، وهذا أيضا عامل آخر على عدم الاستفادة من الأموال التي من الممكن أن تجعل الاتحاد يدعم الأندية. • طالت الأمين العام أحمد الخميس الكثير من الانتقادات، وبحكم خبرتك الإدارية الطويلة، كيف وجدت عمله أمينا عاما للاتحاد؟ - أنا لست قريبا من الأمانة ولا أعرف ما المطلوب منه حتى أستطيع أن أحكم عليه، ولكن لابد أن يعرف الجميع بأن الأمين العام ما هو إلا حلقة وصل بين قرارات مجلس الإدارة واللجان المنفذة لتلك القرارات. وأنا أصحح بعض المفاهيم الخاطئة التي يتداولها بعض مسؤولي الأندية ويحملونه الأخطاء، فالذي يتضايق من عمل الأمين العام يفترض أن يكون من أعضاء مجلس الإدارة فقط، وليس مسؤولي الأندية، ولكن ربما المشكلة تكمن في أنه مركزي لعدم وجود ثقة بينه وبين الفريق الذي يعمل معه، وكذلك لعدم وجود نائب له أو مساعد يقوم بمهامه في حالة غيابه، فللأسف طبيعة عمل رئيس الاتحاد والأمين العام دائما في كل الاتحادات الأهلية والدولية وكذلك في بعض الأندية، ذات مهمات خارجية وبالتالي فإن 90 % من أوقاتهما تعطل العمل الإداري داخل الاتحاد. وبالنسبة لكفاءة الصديق العزيز أحمد الخميس، فهو رجل عملي بالدرجة الأولى ومشهود له بالأخلاق والمهنية، وليس طارق كيال من يشهد له. اتحاد مظلوم • هذا يعني أنك ترى اتحاد الكرة تعرض «للظلم» في كثير من الأمور، كونه اتحادا تأسيسيا؟ •• حقيقة هذا قدره، ومجلس الإدارة يعرف ذلك، وأي اتحاد منتخب يخوض أول تجربة له أعتقد بأنه معرض لما تعرض له الاتحاد الحالي مع بعض الفروقات التي كان بالإمكان تجاوزها، وأعتقد بأن الإدارة الجديدة ربما تكون أكثر المستفيدين لأنها ستجد الأساسات التنظيمية مؤهل العمل بها بعد أن استوعبت كل الأخطاء وعليها العمل، وأعتقد بأن من يعمل الأساس سيحدث أخطاء لأن غالبية وقته ستذهب في وقوع الأخطاء وتصحيحها بينما من يأتي بعده سيبدأ من حيث انتهى الآخرون وهي مرحلة قليلة الأخطاء، فنحن لسنا متذمرين من عمل الاتحاد الحالي بهذا الشكل لأننا كنا متوقعين ذلك، ولكن البعض تمادوا بالدخول إلى النوايا السيئة وللأسف هذا أمر خطير، ويجب إعادة الثقة للمجتمع الرياضي، ونحن نعرف أنها مرحلة صعبة بينما المرحلة الثانية للاتحاد القادم ستكون أقل صعوبة من الاتحاد الحالي على اعتبار أنها مرحلة استقرار. • ما سبب ذلك برأيك؟ •• عندما تتراكم الأخطاء وسط بيئة محفوفة بالمتربصين حتما سيكون هناك ارتباك، وهذا الذي وقع فيه اتحاد القدم، حتى أنه لم يعالج الأخطاء بالشكل الصحيح، فكلما انتهى من مشكلة يفاجأ بأخرى، حتى وجد نفسه داخل دائرة من الفوضى، وللأسف فإن الوسط الرياضي بدأ التشكيك به وبنواياه وساق القصص لدوافع الأخطاء وهذا غير مقبول. • ماذا عن قناعتك الشخصية؟ •• قدم اتحاد الكرة الشيء الكثير، ولكن للأسف ما قدمه قد لا يهم الوسط الرياضي الذي تعنيه الديون والالتزامات، والمهم ما قدمته للنادي هذا أو ذاك خلال 3 سنوات. قد يكون الوقت المتبقي لاتحاد الكرة لا يساعده على تحسين الصورة الذهنية عنه، لا سيما في ظل الإشكالات التي ظهرت أخيرا وضربت اتحاد الكرة في مقتل، وأقصد ما يحدث بين اتحاد الكرة ولجنة الانضباط، وإن كنت أتمنى أن يقدم خلال الفترة المقبلة كل ما لديه وأن يكون الأعضاء أكثر تعاونا من أجل إنهاء فترتهم بشكل أفضل مما هو عليه الآن. تعثر وترقب • بماذا تعلق على خروج منتخبنا الأولمبي خالي الوفاض من الدوحة؟ •• كان بالإمكان أفضل مما كان، عناصر المنتخب جيدة ولكن يبدو أن الإعداد أقل مما ينبغي، فقد لاحظنا أن هناك عدم انسجام لا سيما في خط الدفاع، مما ساعد في ولوج العديد من الأهداف وحرم المنتخب من تحقيق الفوز. • ما رأيك في الدوري، ومن تتوقع أن يفوز به؟ •• الدوري صعب والمرحلة المقبلة قوية لا تحتمل التفريط، والمنافسة لا تزال شرسة وإن كان الهلال والأهلي الأكثر رغبة وتركيزا في تحقيق الدوري، فالأهلي هذا الموسم قدم في المباريات الماضية أداء أكثر من رائع برغم الظروف التي واكبته في بعض المباريات مثل الإصابات التي غيبت عناصر مهمة في مباريات صعبة، وأتمنى أن يستمر في تقديم العروض القوية وأن يستفيد من فترة التوقف بمعالجة بعض الأخطاء لا سيما في صناعة اللعب. الأهلي برأيي مؤهل للقب وكل ما يحتاجه هو التوفيق من الله والتركيز، وعلى الجمهور مساعدة اللاعبين بالصمت والابتعاد عن الضغوطات، فاللاعب قادر على تحقيق الفوز متى ما تخلص من الضغوطات النفسية. لاعبو الأهلي الأفضل في الدوري، ولكن كما أن الأهلي يعمل هناك من يعمل، فالهلال فريق كبير ومرشح ويمتلك نفس الحظوظ، وكذلك الاتحاد بعد التعديلات الأخيرة ربما يكون أفضل في الدور الثاني، وأيضا التعاون، لذا على الأهلاويين أن لا يفكروا في الدوري وإنما يجب أن يركزوا في كل مباراة يخوضونها، ولو لعب الفريق بكل طبيعته لحقق اللقب بسهولة. • هناك من يطالب بوجود طارق كيال في هذه المرحلة، ما رأيك؟ •• الموجودون فيهم الخير والبركة، وهناك من يؤدي مثل دوري وربما أفضل.

مشاركة :