وأوضح مصدر في الفاتيكان أن صحّة البابا الفخري "تدهورت قبل نحو ثلاثة أيام. وظائفه الحيوية تتلاشى بما في ذلك قلبه"، مشيرا إلى أنه من غير المقرر نقله إلى المستشفى نظرا إلى أن مقرّ إقامة بنديكتوس السادس عشر مجهّز بما يلزم من المعدات الطبية. وقال البابا فرنسيس في نهاية جلسته الأسبوعية العامة "أود أن أطلب منكم جميعًا أن تصلوا صلاة خاصة من أجل البابا الفخري بنديكتوس... لأن المرض اشتد عليه، وأن تدعوا الرب لمواساته وشد عزيمته". عصرا أكد الفاتيكان في بيان أن "الساعات القليلة الماضية شهدت تدهورا (في صحة بنديكتوس) بسبب "تقدّمه في السن"، مشيرا إلى أنه تحت المراقبة الطبية بشكل متواصل. والأربعاء زار البابا فرنسيس بنديكتوس السادس عشر في دير في قلب حدائق الفاتيكان يقيم فيه البابا الفخري منذ أن تنحى في العام 2013 لدواع صحية. "لحظة تجربة" بعد ثماني سنوات من البابوية شهدت أزمات متعددة، طاردت هذا اللاهوتي الألماني واسمه الحقيقي يوزيف راتسينغر في بداية عام 2022 فضيحة تحرّش رجال دين جنسيا بالأطفال. واتهم في تقرير صحافي في ألمانيا بإساءة إدارة العنف الجنسي عندما كان رئيس أساقفة ميونيخ، فكسر صمته ليطلب "الصفح" لكنه أكد أنه لم يتستر مطلقًا على الإساءة للأطفال. وأكد في كتاب نُشر عام 2016 أن اعتزاله كان قرارًا شخصيًا نسبه إلى تراجع قدراته وليس بسبب الفضائح. ببادرته غير المسبوقة منذ 700 عام، مهد البابا المعتزل الطريق لخلفائه ليحذوا حذوه عندما تتراجع قواهم. البابا فرنسيس البالغ 86 عاما والذي يعاني من آلام في الركبة، ترك هذا الاحتمال "مفتوحا". وأشارت الحكومة الألمانية إلى أنها "تتابع" الأوضاع، كما أعلنت أن المستشار أولاف شولتس "يتمنى للبابا الفخري الشفاء العاجل". من جهته، دعا رئيس الاتحاد الأسقفي الألماني يورغ باتسينغ عبر تويتر إلى "الصلاة من أجل بنديكتوس السادس عشر"، وهو ما دعا إليه أيضا نظيره الإيطالي ماتيو زوبي. وجاء في بيان لزوبي "في لحظة المعاناة والتجربة هذه، نتكاتف حول البابا الفخري". "شجاعة" في الأشهر الأخيرة بدا بنديكتوس السادس عشر أكثر ضعفا من ذي قبل وتنقل مرارا بواسطة كرسي متحرك، لكنه لم يتوقف عن استقبال الزوار. وآخر صور موزعة له تعود لتلقيه زيارة في الأول من كانون الأول/ديسمبر وقد بدا نحيلا وضعيفا. ولد يوزيف راتسينغر في العام 1927 ودرّس اللاهوت مدى 25 عاما في ألمانيا قبل أن يعيّن رئيسا لأساقفة ميونيخ. من ثم أصبح رئيس مجمع العقيدة والإيمان في روما حتى انتخابه في العام 2005 خلفا للبابا يوحنا بولس الثاني. خلال حبريته اعتمد نهجا محافظا في مسائل عدة خصوصا الإجهاض والمثلية الجنسية والموت الرحيم. اثارت تصريحاته مرارا الجدل، لا سيما حول الإسلام واستخدام الواقي الذكري للحماية من فيروسات نقص المناعة البشرية، إضافة الى إلغائه في العام 2009 مرسوم حرمان أربعة أساقفة أصدره البابا يوحنا بولس الثاني. في العام 2012 سرّب مساعده الشخصي وثائق سرية للفاتيكان في ما أطلقت عليه تسمية "فاتيليكس"، وقد بيّنت الوثائق فسادا في إدارة الكرسي الرسولي وشؤونه المالية. في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، اعتبرت الإيطالية إليونورا ماتسيشبك البالغة 19 عاما والمتحدرة من مودينا أن بنديكتوس السادس عشر "كان بابا جيدا، أظهر شجاعة باستقالته". ويعود آخر تسجيل فيديو بثّه الفاتيكان لبنديكتوس السادس عشر إلى آب/أغسطس ويبدو فيه نحيلا ومزودا جهازا للسمع وغير قادر على الكلام. ايدي-كمك-كم/ص ك-ود/ب ق
مشاركة :