أطلقت موسكو، أمس (الأربعاء)، مسار تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، بعد قطيعة دامت أكثر من عشر سنوات. وعقد وزراء الدفاع الروسي سيرغي شويغو والسوري علي محمود عباس والتركي خلوصي أكار لقاء في العاصمة الروسية، وصف بأنه كان «بناء وإيجابياً». ويعد هذا اللقاء العلني الأول على المستوى الوزاري، بعدما عقد الطرفان السوري والتركي سابقاً لقاء على المستوى الأمني برعاية روسية أيضاً. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المحادثات الثلاثية في موسكو تناولت بشكل تفصيلي «سبل حل الأزمة السورية، وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في سوريا». وأفاد بيان الوزارة بأن وزراء الدفاع في البلدان الثلاثة تناولوا ملفات تسوية الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا. وقال مصدر دبلوماسي روسي لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء «شكّل انعكاساً للواقع السليم»، مشيراً إلى أن موسكو أكدت منذ وقت طويل موقفها القائم على ضرورة فتح قنوات اتصال مباشرة وعلى أعلى مستوى بين الجانبين التركي والسوري. وأضاف المصدر أن الجهود الروسية سوف تبني على الخطوة الحالية في إطار تهيئة الظروف لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية «مطلع العام المقبل»، على أن تمهد هذه الخطوة لعقد قمة ثلاثية على المستوى الرئاسي قبل منتصف العام، أي قبل حلول موعد انتخابات الرئاسة في تركيا. وأضاف أنّ موسكو «مستعدة لعقد لقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد». وتابع الدبلوماسي الروسي أن «كل شيء يعتمد على رغبات الأطراف، لكننا لا نفرض شيئاً على أحد. إذا طلب البلَدان منا الوساطة، وكان لشركائنا في أنقرة ودمشق مثل هذه المصلحة، سنرد بالطبع بالإيجاب».
مشاركة :