جدة -; البلاد يواصل أعضاء فرقة “كورالا” الغنائية الموسيقية جهودهم في الإبداع الغنائي، وانتهاج سيناريو الأغنية الطربية، واستعادة ذكريات الزمن الجميل، وهم مجموعة شباب لديهم شغف بالفن الجميل، وخطفت الفرقة الأنظار في أول حفل غنائي في جدة، حضره 350 شخصاً، على أحد المسارح في الواجهة البحرية بجدة. وعبر الحضور عن سعادتهم بوجود فرقة سعودية تعيد ليالي الطرب الجميل وهي فرقة واعدة، تتكون من 6 فتيات و4 شباب سعوديين يقودهم المايسترو كريم عبد العزيز، قدموا وصلات غنائية سعودية وعربية، مزجت بين الطرب والأصالة، كما قدمت التراث الفني في صورة مبهجة، وتركت انطباعاً رائعاً لدى الجمهور، بعدما تفاعلوا مع عمق الأصوات وتناسقها، والاختيارات الطربية التي جمعت بين القديم والحديث. يروي الدكتور بندر عرب، رئيس المجموعة، القصة من بدايتها، فيقول: “منذ صغري كنت أدندن بالأغاني الجميلة مع نفسي، وكانت الكثير من الآلات الموسيقية تستهويني، وتعلمت العزف والنوتة الموسيقية، ورغم انشغالي على مدار العقدين الماضيين بالعديد من المناصب القيادية في القطاع الخاص والحكومي، إلا أنني لم أنس، ولو لحظة هذا الشغف الكبير الذي كان يستهويني ويسيطر عليّ، ورغم أنني ساهمت في إطلاق عشرات المشاريع الصغيرة، إلا أنني كنت أؤجل إطلاق مشروعي الخاص، حتى بدأت الموسيقى تستهويني بشكل أكبر في السنوات الثلاث الماضية، فتعمقت في دراستها، وحصلت على دورات عديدة، ودرست الموضوع من كل جوانبه، وأسست فرقة “كورالا” الغنائية، متأملاً أن تترك بصمة، ويكون لها صدى واسع على صعيد الفن السعودي”. ويٌرجع بندر عرب -; الحاصل على الدكتوراه في الإدارة الاستراتيجية -; السبب وراء إطلاقه فرقة “كورالا” إلى أن الكورال من فنون الأداء الجماعي، والتي توظف فيها أصوات الفريق بمختلف درجاتها الصوتية لتكوين نسيج صوتي موحد، ومتكامل ذي أبعاد لا يستطيع الصوت المنفرد الوصول إليها، لذلك يشعر المستمع بمتعة أكبر عند سماع الأداء الكورالي لأغاني منتشرة ومعروفة. ويستطرد عرب: “جمعت الفرقة مجموعة من الهواة الشغوفين بالموسيقى والغناء، وهدفها تقديم الغناء الطربي بحفل جماهيري كل شهر، وتنتهج المنهج العلمي في تدريباتها، وتعد جمهورها من الحاضرين بأن يخرجوا من حفلهم سعداء، وقد اختارت الفرقة اسمها (كورال لا) من النغمة الموسيقية السادسة في السلم الموسيقي (La) والتي يطلق عليها في السلم الموسيقي الغربي (A)، وهي النغمة الوحيدة التي يستطيع أي مخلوق ناطق أن ينطق بترددها الصوتي، بينما بقية النغمات قد تكون موجودة عند بعض المخلوقات، ولا يستطيع البعض الآخر أن ينطقها، مؤكداً أن ذلك يعطي نوعين من التفرد للاسم المختار: الأول إن الفرقة تريد أن توجد التناغم بين الأرواح من خلال تقديم الغناء بطريقة تقع في قلوب وأذهان الكل دون استثناء، والثاني أننا اخترنا النغمة الأولى على السلم الموسيقي لتفردنا كأول مشروع تجاري خاص يقدم الغناء الجماعي فقط في حفلاتنا الرسمية الشهرية. ويقول المايسترو الدكتور كريم عبدالعزيز “أستاذ الموسيقى بجامعة الإسكندرية: لفت نظري كيف أن شباب السعودية وهم هواة لديهم روح تحدٍ كبيرة، وأبدعوا في تنفيذ أغنية من أصعب الأغاني العربية مثل: “أمتي الزمان” لمحمد عبدالوهاب التي تحتاج إلى مجهود كبير من التدريبات لتوحيد الصوت، كما لفت نظري أيضاً رغبة فرقة براوني الإيقاعية في التعلم وإتقان هذا النوع المتنوع من الإيقاعات الصعبة للأغنية نفسها، مما يكشف عن مدى الجهد المبذول في التدريبات والعمل الجاد الذي يجري خلف الكواليس”.
مشاركة :