«حديث العرب» .. منظور مختلف لمعالجة قضايا المجتمع

  • 1/22/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: مها عادل حديث العرب برنامج حواري فكري يناقش قضايا المنطقة العربية على شاشة سكاي نيوز عربية بتحليل وبحث معمقين، من خلال الرجوع إلى الجذور التاريخية والفكرية والدينية والثقافية والاجتماعية لهذه القضايا. ويستضيف البرنامج أبرز الأصوات العربية المهتمة بالشأن العربي من مفكرين ومثقفين ضمن قالب عصري، يعمل على جذب اهتمام كافة شرائح المتابعين، وتحفيز مشاركتهم في الحوارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وللتعرف الى أهم ملامح حديث العرب، كان لنا هذه الجولة حيث التقينا فريق عمل البرنامج. البداية كانت مع الإعلامي الدكتور سليمان الهتلان، مضيف البرنامج وأحد أبرز الإعلاميين الخليجيين، الذي تحدث عن ماهية البرنامج وطريقة معالجته لقضايا المنطقة والتحديات التي تواجه البرامج الحوارية. وبدأ قائلاً: انطلقت فكرة البرنامج من قناعتي وقناعة سكاي نيوز عربية بأن الوقت قد حان لمعالجة مشاكل المنطقة من منطلق فكري، فثمة العديد من البرامج التي تتناول هذه القضايا ولكن من مبدأ تحليل إخباري وسياسي. وأما هدفنا من برنامج حديث العرب، فهو مناقشة هذه المسائل والتعمق في جذورها الفكرية والدينية والثقافية والاجتماعية، فنحن نفتقر لهذا المنظور لقضايا المنطقة في الإعلام ونحتاج للتوسع به. تابع الهتلان: من هذا المنطلق، نناقش هذه القضايا بعمق مع أبرز المثقفين والمفكرين، حيث نلقي الضوء معهم على الظواهر الإيجابية في عالمنا العربي، ففي منطقتنا الكثير من المفكرين الذين يهمنا جداً أن نتحاور معهم ونتابع انفتاحهم على العالم. ول حديث العرب أيضاً هدف تنويري، ففي حين ينتشر في مجتمعاتنا للأسف خطاب الطائفية والكره والعنف والإقصاء والتطرف، فإننا نرمي من خلال استضافة مفكرين من مختلف التوجهات والآراء والطروحات، إلى التأكيد على أن هذا التنوع والتباين في المجتمعات العربية هو أمر طبيعي وصحي. ما هي سمات الجمهور المستهدف لهذا البرنامج ولماذا؟ أجاب الهتلان: يطمح أي برنامج وكل مؤسسة إعلامية بالطبع إلى جذب كافة شرائح الجمهور، وبالنسبة لنا ثمة شريحة كبيرة من متابعينا من النخب المثقفة وصناع القرار الذي يهتمون ببعض الطروحات التي يقدمها المفكرون والمثقفون، ولكننا نسعى أن نخرج من دائرة النخبوية ونصل إلى قطاع واسع من الجمهور، ومن هذا المنطلق عملنا على خلق جسور للتفاعل والتواصل بين المثقفين وجمهور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصلنا الكثير من المشاركات والتساؤلات، ومنها ما يصلنا قبل الحلقة لتتم الإجابة عليه خلال الحوار مع الضيف، ومنها ما يأتينا بعد انتهاء البث حيث نعمل على مشاركتها أيضاً مع الضيف ليتواصل مع المتابعين ويجيب عن كافة الاستفسارات. عن أهم أدواته كمقدم للبرنامج لجذب أكبر شريحة من المشاهدين وكسر الشكل الروتيني لبرامج التوك شو، قال الهتلان: نحرص خلال إعداد أسئلة البرنامج على أن تغطي كافة المحاور الممكنة التي تواكب اهتمامات المشاهدين المتنوعة، فمن الممكن أن يتميز الضيف المفكر بجانب معين من القضايا، ولكننا نريد أيضاً معرفة رأيه ووجهة نظره في قضايا أخرى شائكة، يتداخل فيها السياسي والديني والاجتماعي والثقافي. وهنا يكمن التحدي بأن نغطي خلال 45 دقيقة، وهو وقت الحلقة، القضايا التي يتمرس فيها الضيف والقضايا الأخرى أيضاً التي تهم الجمهور. والنقطة الأخرى التي أعمل عليها بأن أختصر المقاطعة قدر المستطاع، فليست الفكرة أن أضع الضيف في زاوية وأوجه له الأسئلة والمداخلات وأقوم بنوع من استعراض العضلات كمقدم ومحاور، بل ما يهمنا في البرنامج هي الأفكار أولاً، ثم الضيف ثانياً، ولهذا أعمل على ألا أكون في دائرة الضوء أثناء الحوار. } وفق أي معايير يتم اختيار ضيوف البرنامج؟ - يعالج حديث العرب القضايا الفكرية الثقافية، لذلك فإننا نختار الضيوف المحتملين من دوائر الفكر والثقافة والقضايا التي تنطوي على جدل فكري وثقافي وديني. وانطلاقاً من عنوان البرنامج واختصاصه في القضايا العربية، نحاول أن يكون معظم الضيوف من المنطقة العربية، ولكننا نهتم أيضاً باستقبال مفكرين أجانب لهم اهتمام بقضايا منطقتنا. كما نعمل على تنويع قائمة الضيوف بحيث تشمل مختلف الأعمار وتشمل الجنسين. } مناقشة قضايا الناس وهمومهم بالمجتمعات العربية ليست مهمة سهلة وتتطلب الكثير من التفهم والتفاعل، كيف ترى هذه المسؤولية؟ - يؤسفني أن أقول إن مجتمعنا العربي مملوء بالتناقضات والقضايا الشائكة سواء سياسية أم فكرية، كما لا يزال هناك نقص كبير في معالجة هذه القضايا من جذورها التاريخية. لذلك نحاول قدر الإمكان أن نستقبل أصواتاً مفكرة تعمل على تحليل هذه القضايا من جذورها، فلا نسعى لمعالجة وتحليل قضايا المنطقة بالشكل السطحي المعتاد وهو التطرق للنتائج فقط، بل نريد أن نعالج جذورها الفكرية والتاريخية وأبعادها الدينية والاجتماعية. ولطالما كان هناك حساسية عند التطرق لهذه القضايا، لكنني أرى أنه بظهور الجماعات المتطرفة وما تقوم به من تفكيك للمجتمعات واستقطاب لفئة من الشباب اليائس من ماضيه وحاضره ومستقبله، أصبح علينا أن نكون حازمين في مناقشة ومعالجة هذه القضايا، فاليوم مواجهتنا هي مواجهة فكرية نتصدى من خلالها للتطرف والإرهاب. وانطلاقاً من هذه النقطة، علينا أن نعمل كإعلامين على تفنيد الكثير من المفاهيم الدينية التي تستغلها هذه الجماعات لتبرير القتل والإرهاب وتصعيد الطائفية، وأن نسلط الضوء على الكثير من الأصوات المفكرة كي تعي المجتمعات بأن التنوع الفكري والديني والاجتماعي أمر طبيعي وصحي. عن أهم التعليقات أو المشاركات التي تلقاها من المشاهدين قال الهتلان: ما زال البرنامج في بداياته، ولكننا تلقينا احتفاءً كبيراً بفكرة البرنامج من خلال إعطاء سكاي نيوز عربية المساحة للأصوات المفكرة في المنطقة والطرح الفكري المختلف والصريح والمباشر، فإذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي مقياساً فإننا نرى احتفاء كبيراً بالبرنامج وضيوفه. أما أنواع التحديات التي واجهتهم في البرنامج وكيف تغلبوا عليها، فعبر عنها الدكتور سليمان: أعتقد أن أهم تحد هو مدة البرنامج الذي يستمر 45 دقيقة، وهذه المدة في البث التلفزيوني بوجود هذه الثورة المهولة في وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر طويلة نوعاً ما، فكيف نقنع الجمهور بمتابعة مثل هذا البرنامج الحواري طوال هذه المدة؟ ولكنني على قناعة تامة بأن الشباب العربي يزداد وعياً وبحثاً عن حلول معمقة لقضايانا تجعلهم يتفاعلون مع المفكرين والمثقفين. ويكمن التحدي الآخر في كيفية إقناع الناس بحوار ضيف ومضيف، يطغى عليه شي من الحميمية والودية بين الطرفين، وكذلك في متابعة قضايا كانت إلى وقت قريب من المحرمات في الحوار الإعلامي وخطاباتنا العربية. وأنا من الأشخاص المصرين والمشجعين لهذا النوع من الحوارات، فوسائل التواصل على أهميتها لا تغنينا عن حوارات معمقة في ظل ما تواجهه المنطقة العربية. وللتعرف الى الجهود المبذولة خلف الكاميرات للعمل على إعداد البرنامج وإخراجه بصورته النهائية، تحدثنا إلى مدير العمليات في الاستوديو وسام أيوب عن أهم الإجراءات والتحضيرات التي تسبق تنفيذ كل حلقة، والذي أوضح أنه يتم التواصل مع الضيوف المحتملين من قبل فريق الإعداد، ثم يتم حجز الاستوديو في اليوم المحدد من أجل تجهيز فريق التنفيذ، ويتم في غضون ذلك الترويج للحلقة من قبل فريق social media حيث يتم التعريف بالضيف وإنجازاته، والطلب من الجمهور اقتراحاتهم للمشاركة في طرح الأسئلة. } ما عدد الكاميرات المستخدمة في تصوير البرنامج؟ - استوديوهات سكاي نيوز عربية آلية (automated-robotics) حيث يتم التحكم بالكاميرات عن بعد بدون مصورين، وهناك خمس كاميرات يمكن لمخرج البرنامج اللجوء إليها في التصوير. ولا بد أن هناك صعوبات وتحديات تواجه فريق العمل لتحضير وتنفيذ و إخراج العمل بصورته النهائية، وأبرزها وفق أيوب تحديد شخصية الضيف، واستعداده لإجراء الحوار، ومدى توفره في فترة معينة من الزمن، حيث إن معظم الشخصيات الكبيرة مرتبطة مسبقاً بجداول زمنية مسبقة. في حين لا توجد أي صعوبات فيما يتعلق بتحضير وتنفيذ وإخراج العمل بصورته المهنية، نظراً لتمتع فريق العمل في القناة بالخبرة الكبيرة في هذا المجال. وتابع وسام أيوب: تم تجهيز استوديو وغرفة تحكم خاصة لتصوير هذا البرنامج، بالإضافة لتجهيزات مميزة في الإضاءة. علماً أن طريقة تصوير البرنامج لها رؤية مختلفة تعكس هدف البرنامج وحرصه على الاقتراب من اهتمامات المشاهدين وأفكارهم، لهذا نحرص على استخدام لقطات قريبة من مقدم البرنامج ومن الضيوف، والتحرر من استخدام اللقطات التقليدية المستخدمة في معظم البرامج الحوارية. كما نحرص على أن يكون أسلوب توزيع الإضاءة يحقق نفس الهدف ويعتمد على إبراز الضيف والمذيع أكثر من إظهار الخلفية أو الديكور.

مشاركة :