في خبر صحفي أوردته صحيفة مكة الإلكترونية، يقول عنوانه (أستاذة بجامعة الأزهر: زواج المرأة برجلين جنون وزنا صريح) والحقيقة عندما قرأت العنوان، اعتبرته عنوانًا طبيعيًا لمسألة شرعية محسومة بنصوص ثابتة من القرآن الكريم، ولكن حينما فتحت الرابط وظهر لي محتوى الخبر بالكامل، صُدمت نعم صُدمت، فالدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، تفتي بفتوى شاذة وغريبة وذات وجهين متضادين، حيث قالت في الوجه الأول: ((إن الشرع يرفض أن تجمع المرأة بين زوجين رفضًا قاطعًا، وأن هذا الزواج زواج باطل ويمكن أن نسميه زنا صريح))، وليتها اكتفت بهذا الوجه الصحيح المعلوم من الدين لدى جميع المسلمين بما فيهم الأميين الذين ليس لديهم أي قدر من العلم، فما بالك بأستاذة دكتورة متخصصة في العقيدة والفلسفة، وتنتسب إلى مرجعية إسلامية معتبرة ومقدرة وهي الأزهر الشريف، ما بالك بها عندما قالت في الوجه الثاني من فتواها الشاذة والغريبة والعجيبة: ((إنها تستثني زواج المرأة من رجل زواجًا صحيحًا دام لفترة ثم زواجها مرة أخرى سرًا من رجل آخر، وهي مازالت في عصمة الأوَّل، بشرط ألا يعلم هو بهذا الزواج الثاني))، والحقيقة حسب فهمي وفهم كل مسلم، فإن فضيلة الدكتورة تفتي بصحة زواج المرأة برجلين في آن واحد على شرط عدم معرفة الزوج الأوَّل بالزوج الثاني، وهذه الفتوى الشاذة والباطلة بكل بساطة، هي فتوى تحلل الزنا للمتزوجة إذا استطاعت إخفاء الزاني عن معرفة وعلم زوجها !!! ولا أدري عن الدكتورة هل هي في كامل قواها العقلية فضلًا عن العلمية الشرعية، عندما تقوَّلت بهذا القول الفاحش؟ أم هي في حالة غير طبيعية؟! والأغرب من كل هذا أن الأزهر الشريف لم ينكر عليها هذه الفتوى، وتلك ورب الكعبة كارثة ما بعدها كارثة، فالإنسان العالم مهما بلغ علمه قد يخطئ؛ فهو بشر يخطئ ويصيب، ولكن الاستغراب هو من موقف المرجعية الدينية التي يتبع لها ذلك الإنسان المفتي، مثل ما حدث من الدكتورة آمنة وهي تتبع للأزهر الشريف، وأتمنى من كل قلبي أن الأزهر الشريف قد رد عليها ودحر فتواها وأنكرها دون أن أتمكن من الاطلاع عليها، وعند ذلك سأقدم اعتذاري للأزهر الشريف على عدم مواكبتي لردهم إن كان حصل .. وإن كان الأزهر لم يرد على تلك الفتوى الباطلة، فهذا دليل قطعي على موافقتهم لها، وبالتالي يُفهم من هذا الموقف الأزهري بأنه أصبح نسخة موحدة من تلك المرجعية المحسوبة على الإسلام، والتي تحلل زواج المتعة على جميع النساء من القاصرات الأطفال وحتى النساء المتزوجات.
مشاركة :