تساءلت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية عما إذا كانت الصين تقود نهاية العولمة. وبحسب مقال لـ "سكوت فريدمان"، ربما يدرك قادة الصين أن الاقتصاد العالمي قد يكون غير متوافق مع أهدافهم. ومضى المقال يقول: مع ارتفاع معدلات التضخم على مستوى العالم، واستمرار ترنح الاقتصادات غير المستقرة من فيروس كورونا، يبدو من المعقول أن تتخذ الحكومة الصينية خطوات لدعم اقتصادها المحلي من خلال إقامة جدران حوله. وأشار إلى أن السياسات التي تستهدف تسريع الاستقلال المحلي واشتراط الاكتفاء الذاتي قبل التصدير توفر نافذة على الشكل الذي قد تبدو عليه النهاية التدريجية للتجارة العالمية كما نعرفها. وتابع: على الرغم من أنه من غير المحتمل أن تسقط الحمائية الشاملة بين عشية وضحاها، يمكننا أن ننظر إلى متطلبات الصين الجديدة في الصناعة الطبية لتوقع كيف يمكن أن يحدث هذا الفصل البطيء. الكاتب أردف بالقول: على مدى العام الماضي، طلبت السلطات الإقليمية من الشركات الطبية الصينية الشراء من الموردين المحليين والحد من توفير المكونات في المعدات الطبية للاستخدام النهائي للشركات الصينية المحلية. وأشار إلى أن هذا يعد تغييرًا حاسمًا لسوق تهيمن عليه شركات التكنولوجيا الغربية، ويُعتقد أنه أحد أكثر القطاعات ربحية في الاقتصاد العالمي مع تقدم السكان في السن. وتابع إذا طبقت هذه اللوائح، فسيجرى استبعاد الشركات الأجنبية من المشاركة الفعالة في السوق الصينية. أضاف فريدمان: في حين أنه من غير المرجح أن تبني هذه الخطوات سورًا عظيمًا حول ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلا أنها قد تنذر بتحول أكبر في النظام الاقتصادي العالمي، والذي يعطي الأولوية للوظائف المحلية والاكتفاء الذاتي على السلع الاستهلاكية الأرخص ثمنًا. «ناشيونال انترست» تحدد نقاط الضعف الأمريكية أمام #الصين https://t.co/PscXvSYt1L— صحيفة اليوم (@alyaum) December 21, 2022 وأشار إلى أنه ربما كان أولئك الذين تنبأوا بتراجع العولمة على حق، لقد أخطؤوا في تقدير المكان الذي سيبدأ فيه، يجب على الولايات المتحدة والدول ذات التفكير المماثل في جميع أنحاء العالم أن تأخذ في الاعتبار حقيقة زوال العولمة. وختم فريدمان قائلًا: ومع ذلك، يجب أن تتصالح مع وجهة النظر القائلة إن الصين قد تكون في الواقع المحفز الرئيسي لنهايتها.
مشاركة :