طالبت كريستينا لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي الحكومة الصينية أمس، بتحسين طرقها في توضيح خطواتها الاقتصادية للعالم. وبحسب "الألمانية"، فقد ذكرت لاجارد خلال مناظرة في المنتدى الاقتصادي العالمي للحكومات ورجال الأعمال في دافوس أن الاضطرابات الأخيرة في السوق العالمية تعود بصورة جزئية للتواصل غير الواضح بشأن جهود بكين للعمل على استقرار النمو الاقتصادي. وأضافت لاجارد أن هذه قضية تواصل بالأساس، مشيرة إلى أن "الغموض" أمر لا تحبه الأسواق، ولابد من معرفة ما السياسية الاقتصادية بالضبط والعملة التي سيتم على أساسها تحديد قيمة اليوان. وفي الوقت نفسه، أعربت لاجارد عن تفاؤلها بشأن إمكانية أن ينتقل ثاني أكبر اقتصاد في العالم من الصناعة للخدمات والاستهلاك، وكانت الأسواق المالية قد شهدت اضطرابات بسبب البيانات الاقتصادية الجديدة في الصين، التي زادت من المخاوف بشأن تباطؤ نمو الصين بصورة أكبر. واعتبرت لاجارد أن مواصلة رفع أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي يجب أن يكون في مسار تدريجي، وإلا فإنها ستخاطر بإلحاق ضرر بالأسواق الناشئة الهشة بالفعل، حيث تقترض الكثير من الشركات بالدولار. وأضافت لاجارد أن تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة الذي بدأ الشهر الماضي بأول رفع لأسعار الفائدة في نحو عشر سنوات ينبغي أن يرتكز على "أدلة واضحة" على التضخم في البلاد. وذكرت لاجارد أن قيام البنك المركزي الأمريكي في كانون الأول (ديسمبر) برفع سعر الفائدة للمرة الأولى في عشر سنوات تم بسلاسة، مشيرة إلى أن القضية الرئيسة في المستقبل ستتمثل في وتيرة تطبيع السياسة، ونرى أن ذلك ينبغي أن يكون بشكل تدريجي على النحو الذي أعلنه، بل شدد عليه مجلس الاحتياطي، بناء على أدلة واضحة على زيادة الأجور أو ضغوط الأسعار. وأذكى انحسار الثقة في صنع السياسة في الصين تخارج مستثمرين من الاقتصاد الصيني المتباطئ وأسواق ناشئة أخرى، اجتذبت مئات المليارات من الدولارات في السنوات العشر الماضية بفضل عوائدها الأعلى مقارنة بالاقتصادات المتقدمة المتباطئة. وقالت لاجارد إن ارتفاع الفائدة الأمريكية مع التيسير النقدي في منطقة اليورو واليابان ربما يدفع الدولار للصعود، وهو ما يجعل الأمور أكثر صعوبة على شركات كثيرة في اقتصادات ناشئة تقترض بالدولار، وبالنسبة للأسواق الناشئة، فسيؤثر ذلك بشكل أكبر على قطاعات متعرضة للدولار وبصفة خاصة الشركات. وهبط اليوان الصيني بما يزيد عن 1 في المائة منذ بداية العام، وهو ما أدى إلى زيادة الغموض حول نوايا الصين فيما يتعلق بسعر الصرف وتنامي المخاوف من أن بكين ربما تفقد سيطرتها على السياسة الاقتصادية قبل وقت قليل من إعلان مرتقب عن أبطأ نمو تسجله الصين في 25 عاما. وحذرت لاجارد من مزيد من التقلبات الحادة في أسعار الصرف بسبب الغموض الذي يكتنف السياسة الاقتصادية ووتيرة أداء الاقتصاد، إلى جانب صعود الدولار هناك أيضا احتمال لزيادة تقلبات أسعار الصرف، معتبرة أن هذه التقلبات ربما لن تأتي بفعل اختلاف السياسة النقدية في اقتصادات متقدمة رئيسة فقط، بل أيضا بفعل الغموض الذي يكتنف مجمل الآفاق وإجراءات السياسة. من جهة أخرى، يعتزم جورج أوزبورن وزير المالية البريطاني ترشيح كريستين لاجارد لفترة ثانية في منصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، وقال أوزبورن في بيان إنه في الوقت الذي يواجه فيه العالم مزيجا خطيرا من المخاطر فإنني أعتقد أن كريستين لديها الرؤية والطاقة والذكاء للمساعدة في توجيه دفة الاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة. ولم يظهر منافس واضح للاجارد التي قالت إنها لا تمانع في البقاء في منصبها لفترة أخرى، لكن محكمة فرنسية أمرتها الشهر الماضي بمواجهة محاكمة بشأن دورها في دفع نحو 400 مليون يورو إلى رجل الأعمال برنار تابي. ومع اتهامها بالإهمال بشأن فضيحة تابي أثناء عملها وزيرة للمالية في فرنسا، قالت لاجارد إنها ستستأنف قرار المحكمة، وكان أوزبورن قد رشح لاجارد لفترة ولايتها الأولى في 2011.
مشاركة :