المركز السعودي للموسيقى عزف على أوتار الفن والاستثمار

  • 12/30/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الموسيقى هي لغة عالمية، عبرت بها الشعوب عن مشاعرها وتاريخها، ووطنيتها وعراقة أراضيها، فتبوأت بألحانها مكانة عالمية رفيعة ساعدتها على بناء جسور تواصل مع ثقافات العالم المختلفة وإدراكا بأهميتها. تعكف هيئة الموسيقى في الوقت الحالي على إعداد مجموعة من البرامج والخطط لتنظيم وتطوير القطاع الموسيقي والنهوض به للوصول إلى مستويات عالمية، تعكس التنوع الثقافي للمملكة ولتستفيد من المواهب والخبرات الوطنية لتحقيق الاستدامة لهذا القطاع. ومن هذه الخطط إنشاء المركز السعودي للموسيقى، ليكون الاول من نوعه في المملكة، بمنهجيته وشموليته واتساع نطاقه التعليمي والتدريبي، وانتشاره الجغرافي، على أن هذا ضمن مبادرة «إنشاء أكاديميات الموسيقى الرئيسية» إحدى المبادرات الإستراتيجية لهيئة الموسيقى. وتهدف هيئة الموسيقى من إنشاء المركز السعودي للموسيقى إلى إثراء المشهد الموسيقي في المملكة، من خلال تأسيس منهجي وعلمي بالاعتماد الكوادر والمواهب السعودية المتخصصة في علوم الموسيقى وفنونها. كما تهدف الهيئة إلى توفير خيارات تعليمية متكاملة، تشمل المناهج العلمية المتقدمة، ومرافق التدريب، ومتاجر الموسيقى، إضافةً إلى استوديوهات التسجيل، وملتقيات للتواصل وتبادل الخبرات. ويأتي ذلك عبر إستراتيجيتها المتوائمة مع الإستراتيجية الوطنية للثقافة، ومع متطلعات رؤية المملكة 2030، لإرساء أسس البنية التحتية للقطاع الموسيقي، والحفاظ على التراث الموسيقي، وتعزيز الإنتاجات المحلية، وتحقيق نمو أكبر للقطاع الموسيقي محلياً ودولياً عبر تنمية المواهب الموسيقية، ورفع مستوى الوعي بالموسيقى وبأهميتها الفنية والاجتماعية، ودورها في التواصل الثقافي مع العالم. دورات موسيقية ويوفّر المركز السعودي للموسيقى دروساً في الآلات العربية، والآلات الغربية، وإنتاج موسيقى الكمبيوتر، ومهارات تنسيق الأغاني، والغناء، وتخصصات موسيقية أخرى. وتعمل منهجية المركز على إتاحة دروس الآلات الموسيقية بشكل فردي (طالب واحد ومعلم واحد)، وبشكل جماعي لدروس موسيقى الكمبيوتر وتنسيق الأغاني وبعض المواد الأخرى. ويُتيح المركز دورات تدريبية في كيفية العزف على آلة العود، وآلة القانون، وآلة التشيللو، وآلة الكمان. وصُممت هذه الدورات لتعليم المتدربين أساسيات العزف بشكل منفردٍ أو جماعي، والتدريب عليها وفق الأساليب المنهجية الصحيحة. كما يُتيح المركز برامجه للهواة، وكذلك للمحترفين من الموسيقيين الموهوبين الذين يرغبون في ممارستها كمهنة، ويقدم تشكيلة متنوعة من المرافق الموسيقية للاستخدام والتأجير من قبل الأفراد والمؤسسات، والتي تشمل غُرفاً للتمرين والمعالجة الصوتية بأحجام مختلفة، واستوديوهات موسيقية، وقاعات للحفلات الموسيقية، وقاعات بروفة، وغُرف تنسيق الأغاني، ومحطات عمل لموسيقى الكمبيوتر. أول أكاديمية افتراضية يساهم المركز في تأسيس أول أكاديمية افتراضية للتعليم الإلكتروني في العالم تستخدم تقنية الواقع المعزز (الافتراضي) لأكثر من 50 تخصصًا موسيقيًّا، حيث بدأ العمل على تأسيس “بيت العود” المتخصص في آلة العود وطرق ومناهج تدريسها، ومعرفة تاريخها، وطرق صنعها، وإتقان عزفها، وإنشاء أكاديمية الموسيقى العربية، ومركز الأبحاث الموسيقية بالدرعية. وتسعى الهيئة من خلال ركيزة الإنتاج الى إنشاء البنية التحتية الضرورية لقطاع الموسيقى، لتوفير الأماكن والخبرة والمعدات، بما يُساعد الموسيقيين على تطوير مواهبهم ومهاراتهم في شتى التخصصات الموسيقية ، ويندرج تحتها عدد من المبادرات التخصصية من بينها بناء أكبر استوديو تسجيل رائد في العالم بالرياض، وتشجيع القطاع الخاص على فتح أكثر من 50 استوديو تسجيل في جميع أنحاء المملكة، إضافة إلى توثيق الموسيقى التقليدية السعودية والمحافظة عليها في 13 منطقة في المملكة، انطلاقاً من منطقة عسير، وإنشاء مكتبة موسيقية شاملة للأغاني التراثية والوطنية وتمكين ودعم الفنانين الموهوبين المحليين من تأليف وتسجيل كإشارة للالتزام بتطوير الصناعة. الكورال الوطني السعودي وتأتي ركيزة تقديم العروض الموسيقية وتوزيعها، بهدف تهيئة منصات لعروض المواهب داخل المملكة، ودعم توفير المنافذ التي تسمح بالوصول إلى المنتج الموسيقي السعودي بسهولة، وتشتمل على مبادرات، الفرقة الوطنية السعودية للموسيقى والكورال الوطني السعودي التي بدأت مرحلتها الأولى، والعمل على تأسيس أوركسترا الأطفال التي تنطلق في عام 2022؛ كما ستقوم الهيئة بعمل العديد من المهرجانات الموسيقية والعروض التي تعتمد على الفنون والثقافة في جميع أنحاء المملكة. البرامج التدريبية وكشفت الهيئة عن باكورة البرامج التدريبية المتاحة للتسجيل في المركز السعودي للموسيقى، التي تتضمن دورات في تخصصاتٍ موسيقيةٍ متعددة، وتشمل الجانبين النظري والتطبيقي، منها برنامج «التدريب الصوتي» الذي يوفر تدريباً أكاديمياً على مهارات الغناء الجميل، وبرنامج «نظرية الموسيقى» الذي يهدف لتعليم أساسات الموسيقى وقراءة النوتة، إضافةً إلى الجوانب الأساسية للألحان والمقامات، والنغمات والإيقاع والقوالب. كما يقدم المركز من خلال برنامج «إنتاج الموسيقى» دورات تدريبية متعمقة في إنتاج الموسيقى، وقاعات للحفلات، واستوديوهات مجهزة بالكامل، إلى جانب طابق يضم أكثر من 15 معملاً مخصصاً للفيديو والصوت، مع الدعم المهني، ومساعدة المتدربين في التواصل وبناء العلاقات مع الفاعلين في المجال. كما تطمح الهيئة إلى تطوير منظومة القطاع الموسيقي المحلي، ودعم وتمكين الممارسين فيه، ليصبح القطاع منتجاً وفعّالاً، بما يرفع من مساهمة قطاع الموسيقى في الناتج المحلي الإجمالي بفعالية اقتصادية، إلى جانب اتاحة نحو 65 ألف فرصة عمل في المجالات الموسيقية بحلول عام 2030.

مشاركة :