الموسيقى السورية تخرج عن المألوف وتنفتح على الساحتين العربية والعالمية

  • 12/30/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد انغلاقها على نفسها طوال سنوات الحرب التي ألقت بثقلها على كل الفنون، حاولت الموسيقى السورية هذا العام الخروج عن المألوف والانفتاح على أعمال عربية وعالمية، سواء عبر مشاركات فنانين سوريين في فعاليات دولية مهمة أو عبر تنظيم المؤسسات الثقافية السورية فعاليات موسيقية تدعم القطاع وتعرّف بالمواهب. دمشق - خرجت الموسيقى السورية هذا العام من بوتقة النوتة والفعاليات الثقافية، لتلون حياة السوريين، وتشكل فسحة أمل جديدة، وتكون الصوت الأقوى الذي كسر الانغلاق الثقافي الذي فرضته الحرب وتداعياتها، ووجهت رسالة محبة وسلام لشعوب العالم. وبين التشكيل اللوني في كل صوره والإيقاع الموسيقي بكل صنوفه الإبداعية احتفت وزارة الثقافة بذكرى تأسيسها الرابعة والستين باحتفالية أيام الثقافة السورية بعنوان “تراث وإبداع”، واحتفالية أيام الفن التشكيلي السوري، وأيام سينما المقاومة على وقع أنغام وإيقاع الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية. كما احتفت “أوبرا دمشق” دار الأسد للثقافة والفنون بذكرى تأسيسها الثامنة عشرة على أنغام صوت مغنية الأوبرا السورية سوزان حداد، مؤكدة بذلك العلاقة الوثيقة التي تربط الفن البصري والموسيقي، باعتبارهما وجهين ثقافيين تشترك فيهما الحضارات الإنسانية منذ فجر التاريخ. وهذا العام أطلقت وزارة الثقافة المسابقة الوطنية الأولى للجوقات السورية التي توجت في ختامها كورال الراعي الصالح الفائز الأول بالمسابقة.أما الموشحات والقدود فحظيت بحصة وافرة من الفعاليات على امتداد سوريا، كدلالة واضحة على تنوع وغنى التراث الموسيقي السوري، لما له من أهميّة في الحفاظ عليها ونقلها بطريقة تسمح للأجيال القادمة بالتعرّف عليه وممارستها لتحافظ عليه بأسلوبها في ما بعد. وشهدت العاصمة دمشق انطلاق عدد من المهرجانات كمهرجان البزق بنسخته الحادية عشرة، والذي أقيم على خشبة القباني، مستحضرة تراث منطقة الجزيرة السورية، ومهرجان الأغنية السورية التراثية الأول بقيادة المايسترو نزيه أسعد في قصر العظم. أما المحافظات السورية فعرضت بمناسبة اليوم العالمي للتراث أهم الأغاني التراثية التي كانت تقدم في احتفالات الربيع في الساحل السوري. مشروع موسيقي سوري ضخم شارك في إكسبو دبي مشروع موسيقي سوري ضخم شارك في إكسبو دبي وخلال 2022 أصر الموسيقيون السوريون على أن يتركوا بصماتهم حاضرة في ذاكرة الموسيقى العربية والعالمية، ولم يكتفوا باحتضان الفرق الموسيقية من معظم أصقاع العالم، بل كانت لهم مشاركات مضيئة في العديد من المهرجانات العربية والعالمية سطروا بها رسالة سلام. وافتتح العام موسيقيا بالعمل الموسيقي الملحمي “الرابسودي السوري” الذي قدمه 100 موسيقي ومغن سوري بتوقيع الموسيقي إياد الريماوي وقيادة المايسترو ميساك باغبودريان على مسرح منصة “إكسبو 2020 دبي” كجزء من البرنامج الثقافي، الذي ينظمه الجناح السوري بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية. ومن مدينة البيروبيلو الواقعة في الجنوب الإيطالي جالت عازفة آلة الهارب في المعهد العالي للموسيقى بدمشق رهف شيخاني، عبر أمسيات موسيقية وورشات عمل تخصصية في عدة مدن إيطالية كعزف منفرد، بدعوة من مهرجان كسبيرمينتا الإيطالي، والذي يهدف إلى التواصل وتبادل الثقافات بين شعوب العالم قدمت خلالها مقطوعات موسيقية تتحدث عن سوريا بألحان تقليدية ومعاصرة. العام افتتح بالعمل الموسيقي الملحمي "الرابسودي السوري" الذي قدمه مئة موسيقي ومغن سوري بتوقيع إياد الريماوي وفي وقت لاحق احتضنت أوبرا الجزائر حفلا موسيقيا ضم عددا من أعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وطلاب المعهد العالي للموسيقى، بقيادة باغبودريان ضمن المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بنسخته الثانية عشرة والمقام بالعاصمة الجزائرية، وعلى هامشها قدم الموسيقي السوري عازف الأوكرديون وسام الشاعر خبرته الأكاديمية خلال ورشة عمل تخصصية، وقدمت لهم إدارة المهرجان دروعا تكريمية. وعبر بحث “المسرح الغنائي في بلاد الشام ومصر.. القباني والرحابنة” الذي قدمته المسؤولة الإدارية في معهد صلحي الوادي للموسيقى عبير الجابي، شاركت سوريا في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بدورته الواحدة والثلاثين. وأطلت المغنية الأكاديمية ليندا بيطار على الجمهور التونسي بأمسية غنائية سورية، نظمها ملتقى عليسة للمبدعات في تونس بدورته الخامسة بباقة من الأغاني التراثية السورية. كما حصدت سوريا عدة جوائز عالمية، حيث حازت السوبرانو السورية المغتربة أسيل مسعود جائزة أفضل صوت أوبرالي في برنامج تدريبي متخصص في مدينة برشلونة بإسبانيا، من بين ثمانية مغنين تم اختيارهم وفق معايير أكاديمية عالية. العديد من الفرق الموسيقية استقبلت الموسيقيين السوريين، ما مكنهم من الاطلاع الدائم على تجارب الثقافات والحضارات العديد من الفرق الموسيقية استقبلت الموسيقيين السوريين، ما مكنهم من الاطلاع الدائم على تجارب الثقافات والحضارات وحققت الفنانة الموسيقية السورية جمان عمران المركز الأول بمسابقة موسيقية بالعزف على آلة البيانو في سويسرا، وشارك بها العديد من الموسيقيين من مختلف الأعمار صنفوا ضمن فئات وبرامج مختلفة تتناسب مع أعمارهم. ومع اقتراب نهاية العام توجت أوركسترا “الهاند بان” بقيادة الشاب السوري أنس الحلبي بجائزة أفضل فرقة موسيقية متكاملة ضمن مهرجان “دبي لموسيقى الشباب” بمدينة دبي، بمشاركة كوكبة من الفنانين الشباب والموسيقيين. وبالمقابل استقطبت العديد من الفرق الموسيقية المتنوعة من بلدان عربية وعالمية مختلفة الموسيقيين السوريين، ومنحتهم فرصة المشاركة فيها كعازفين، ما مكنهم من الاطلاع الدائم على تجارب الثقافات والحضارات الموسيقية المختلفة بكثافة وتنوع يغنيان ذائقتهم وتجربتهم وخيالهم الإبداعي. وعاش عشاق الطرب الأصيل ذكريات الزمن الجميل مع الفنان العربي هاني شاكر الذي قدم أمسيتين غنائيتين بعد غياب أكثر من عشر سنوات عن سوريا، أما الموسيقار العالمي غي مانوكيان فقد حول مسرح الأوبرا إلى طاقة فرح متأججة أنعشت قلوب الجمهور الذي تفاعل مع موسيقاه بالكثير من التصفيق، وعاش على وقع أنامل العازف الشاب أجمل الأوقات. واستضافت دار الأسد للثقافة والفنون العازف كوزيمو برونتيرا بمشاركة فرقة فيولا دي آمور القادمة من إيطاليا بحفل لروائع رواد عصر الباروك، واحتفت بأعمال المؤلف الأرجنتيني آستور بياتزولا من خلال أمسية موسيقية غنائية بأداء موسيقيين من سوريا والمغنية الأرجنتينيّة مارييل دوبوتيت وعازف آلة الباندونيون ولتر ريوس وفرقة كادانس الأرمينية بقيادة عازف البيانو أرمان بابكهنيان.

مشاركة :