تدريب لاجئين سوريين في النرويج على رفض العنف الجنسي

  • 1/22/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نايربو رويترز قد تحظى ورشة عملٍ تستهدف توعية طالبي اللجوء في النرويج ضد العنف الجنسي بإعجاب دولٍ أوروبيةٍ مجاوِرةٍ تواجه صعوباتٍ في مجاراة تدفُّق الهجرة. لكن ليس كل من حضرَ الورشة أعجبَهُ الأمر. وتساءل عصام الحلبي، وهو يجلس في فصلٍ دراسيَّ يضم 21 سورياً غيره، عن السبب في إرغامه على حضور الدورة. وأوضح الحلبي (مُعلِّم يبلغ 52 عاماً) «أعرف كل ذلك سلفاً من بلادي.. مثلها مثل غيرها، ففي كل دولةٍ هناك أشخاصٌ متخلِّفون وغير متعلمين». والغاية من الدورة التدريبية بحث مسألة الاغتصاب؛ لمنع حدوثه في سياق المجتمع الإسكندنافي الأكثر تحرراً جنسياً من بلاد طالبي اللجوء. واعتبر معاذ، وهو طيار مدني يبلغ من العمر 26 عاماً، أن «من الأمور المسلِّية على غير المتوقع أن يتصور أغلب الناس أننا لم نتعرض لمثل ذلك لمجرد أننا أجانب من الخارج». وأكد رافضاً الكشف عن اسم عائلته «نحن نتعرض لذلك كل يومٍ في بلادنا، لي أختان يمكن أن تتعرضا للتحرش في أي مكان في العالم، ونحن نتعرض لمثل ذلك ولم نأتِ من مكانٍ مسالم». وأطلقت النرويج البرنامج بعد سلسلة هجماتٍ في عام 2009 استهدفت نساءً في شوارع ستافنجر ثالث أكبر مدنها. وأفادت شبكة «إن.آر.كيه» الإذاعية، التي اطَّلعت على وثائق قضائية، بأن 17 من 20 شخصاً أدينوا في هذه القضايا أجانب. وستلقى الدورة التدريبية صدى لدى بعض الدول الأوروبية التي تواجه أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية؛ خاصةً بعد اتهام مهاجرين في حوادث تحرش جماعي وقعت في كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وتحيط حقولٌ مغطاةٌ بالثلوج بمخيّم اللاجئين المقام في منطقةٍ ريفيةٍ على الساحل النرويجي الغربي. وأقرب منطقةٍ من المخيم سلسلةُ خنادق كان الألمان يستخدمونها في الحرب العالمية الثانية. وأكبر ضجةٍ يمكن أن تصل إلى الأسماع مصدرُها صوت ارتطام أمواج المحيط الأطلسي برمال الشاطئ القريب. وخلال ورشة العمل التي استمرت يوماً واحداً هذا الأسبوع؛ كانت المدربة ليندا هاجن تعرض صورةً لفتاةٍ بنيَّة الشعر ترتدي رداءً قصيراً وحذاءً ذا كعب عالٍ. وسألت المدرِّبة «ما هي الإشارات التي توجِّهها الفتاة؟». وقُسِّمَ الرجال الحاضرون إلى مجموعاتٍ لمناقشة الردِّ وعرضه على الفصل. وقال أحدهم «هذا قد يكون أمراً عادياً جداً»، وردَّ آخر «لا شيء غير معتاد»، وعقَّب ثالث «قد تكون في مقهى». ولم يقل أحدٌ إنها تبدو مثيرةً جنسياً أو إن لباسها مستفز. وبيَّنت هاجن أن الدورة تعالج مسألة صعبة بأكبر قدر ممكن من الحساسية. وشدَّدت بقولها «هذا موضوع صعب، نوايانا طيبة بشأن هذه الدورة التدريبية لكنه موضوع تصعُب مناقشته، نحن لا نعرف ما مرَّ به المشاركون من قبل». ولا تخاطب الدورة المشاركين فيها باعتبارهم ممن يُحتمَل ارتكابهم عنفاً جنسياً، بل باعتبارهم أعضاءً مستقبَليين في المجتمع يمكنهم تقديم مساهمة إيجابية عن طريق منع الاعتداءات الجنسية. وروت المدربة للحاضرين حكايةً أخرى عن شخصٍ يُدعى حسن يُقيم في النرويج منذ أكثر من عام و»يصادق آرني الذي يقول إنه يريد استمالة شتاين بتقديم مشروب كحولي لها لتقليل مقاومتها». وسألت المدربة «ما الذي يتعين على حسن القيام به؟». وأجمعت الآراء على وجوب محاولته منع آرني أو ضمان وصول شتاين إلى منزلها سالمة. وفي واحدةٍ من الحالات المعروضة؛ يشاهد المتدربون تسجيل فيديو لشابٍ وفتاة يتحدثان ويرقصان ويضحكان في حفل، ثم يصعدان إلى غرفة نوم في الطابق العلوي حيث يجبر الشاب الفتاة على ممارسة الجنس معه رغم رفضها. وتسأل هاجن «ما رأيكم في الشاب؟ ما رأيكم في الفتاة؟». وردَّ أحد المتدربين «لو كنت مكان الشاب لتصورت أنها راغبة، فقد صعدَت معه إلى الطابق العلوي». وذكر آخر «ألومه لأنه استخدم القوة». لكن عصام الحلبي كان حاسماً في موقفه «بالنسبة لي كان واضحاً من البداية أن هذه عملية اغتصاب» و»كان واضحاً أنها خائفة وهي تصعد معه، فالقُبَل والأحضان أمورٌ شائعة في أوروبا». وباستثناء استغراب الحلبي؛ تلاحظ هاجن أنها نادراً ما تلقَّت ردود فعل سلبية عن هذه الدورة التدريبية منذ بدأت تقديمها في عام 2011. وتقول «إذا تمكنَّا من تجنب سوء الفهم سيكون ذلك في غاية الأهمية». ويعتبر بعض المشاركين أن الدورة كانت مفيدة. ويعلِّق هاني سلوم، وهو طالب سوري يبلغ من العمر 25 عاماً ووصل منذ 4 أشهر، قائلاً «أعلم من قبل أن البنات هنا أكثر تحرراً، لكنني الآن أفهم ذلك بشكل أفضل».

مشاركة :