وقال رئيس الوزراء الكمبودي هون سن الجمعة من كامبوت في جنوب كمبوديا "إنها مأساة في موسم احتفالات نهاية العام". وأضاف "نواصل هذا الصباح البحث عن ضحايا. قد يكون هناك المزيد من الجثث"، موضحاً أنّ "أكثر من ألف زبون وحوالى 500 موظف" كانوا في "غراند دايموند سيتي" عند اندلاع الحريق. واندلع الحريق ليل الأربعاء الخميس في هذا المجمّع الترفيهي الذي يقع في بويبت، وهي مدينة كمبودية على الحدود مع تايلاند. وتتواصل حصيلة القتلى في الارتفاع منذ الخميس، بينما تمّ العثور على 25 جثّة وفقاً لآخر حصيلة تلقّتها وكالة فرانس برس من سيك سوخوم ممثل مقاطعة بانتي مين شاي. ويمكن أن يرتفع عدد الضحايا مع استمرار عمليات البحث. وينشغل مئات عمّال الإنقاذ الكمبوديين والتايلانديين منذ الفجر حول المجمّع الكبير الذي لم يبقَ منه سوى أجزاء من الواجهات التي باتت سوداء بسبب النيران. "غير مؤمّن بشكل جيد" يمتدّ البحث الآن إلى مناطق معيّنة لم يكن من الممكن الوصول إليها في اليوم السابق بسبب الدخان، حسبما قال جاكابونج روينغديتش أحد قادة فريق الإنقاذ التايلاندي، لوكالة فرانس برس. وأظهرت صور التُقطت خلال اندلاع الحريق أشخاصاً محاصرين على شرفات أو عند النوافذ هرباً من ألسنة اللهب التي بلغ ارتفاعها عدّة أمتار. وقال عامل إنقاذ تايلاندي لوكالة فرانس برس إنّ الحريق انتشر بسرعة في الفندق والكازينو بسبب وجود السجاد. وقال نوينغ، وهو موظف تايلاندي يعمل في الفندق والكازينو، وكان ينتظر أخباراً بشأن والده الذي جاء للعب وحوصر في الداخل، "كان لديّ شعور منذ البداية أنّ هذا المكان لم يكن مؤمّناً بشكل جيد. كل شيء في الداخل كان قديماً". وأضاف لوكالة فرانس برس "اتصلت به عبر الهاتف وعندما لم يُجب فقد الأمل. الآن، أريد فقط الحصول على جثّته". على الجانب التايلاندي، توجّهت العائلات الثكلى للحصول على معلومات في مركز استقبال مؤقت في موقف للسيارات. تقول كيراتي كيوات التي فقدت ابنها البالغ من العمر 23 عاماً، "لقد كان عالقاً في الداخل"، مضيفة "لا يمكنني تناول الطعام، ولم أنم سوى ساعة واحدة. أنا مستاءة". من جهتها، لم تذكر السلطات الكمبودية بعد أسباب الحريق. قريب جدّاً من تايلاند يقع "غراند دايموند سيتي" على بعد حوالى 200 متر من المركز الحدودي على الطريق المزدحم الذي يربط بانكوك بسييم ريب، وهي مدينة سياحية كمبودية تشتهر بمعابد أنغكور القريبة. يحظر القانون على مواطني كمبوديا، وهي واحدة من أفقر البلدان في آسيا، المقامرة في الكازينوهات. ولكن العديد من الكازينوهات المخصّصة للأجانب انتشرت في المدن الحدودية، مثل بويبت، التي يتدفّق إليها زبائن معظمهم من التايلانديين، ذلك أنّ الكازينوهات محظورة رسمياً في تايلاند. يقول الناشط الكمبودي فيراك أوو إنّ "المال والسلاح يسيطران على النقاشات" في هذه الأماكن، على حساب حماية والموظفين وأنظمة السلامة. في الأشهر الأخيرة، اندلعت عدة حرائق مميتة في الملاهي الليلية في جنوب شرق آسيا، حيث يشتبه في عدم احترام قواعد السلامة الأساسية. في آب/أغسطس، أدّى حريق في ملهى ليلي بالقرب من باتايا في تايلاند إلى مقتل 26 شخصاً. بعد شهر، قُتل 32 شخصاً في حريق في حانة كاريوكي في ضواحي مدينة هوشي منه في فيتنام.
مشاركة :