الدعم العسكري لأوكرانيا أسرع طريق إلى السلام

  • 12/31/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع دخول الحرب الروسية – الأوكرانية شهرها العاشر، لا يزال التصعيد العسكري بين موسكو وكييف سيد الموقف، إلا أن ذلك لم يغلق باب الدبلوماسية لوقف الحرب على الرغم من أن شروط الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات لا تزال متناقضة بشكل كبير. بروكسل - يرى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن التعامل مع حرب روسيا ضد أوكرانيا هو أشبه بالسير على شفرة حلاقة كل يوم. فمن ناحية، يريد أقوى تحالف عسكري في العالم المساهمة بفعالية في إفشال غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، بينما يحرص من ناحية أخرى على تجنب مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا خوفا من اندلاع حرب عالمية جديدة. فهل سيتمكن الحلف من تحقيق كلا الهدفين؟ ويشرح الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ سبب اعتقاده بأن الدعم العسكري لأوكرانيا هو أسرع وسيلة لتحقيق السلام، ويتذكر كيف عاش اليوم الذي غير الكثير في أوروبا. وعن تلك الليلة التي اندلعت فيها الحرب في الرابع والعشرين فبراير 2022، قال ستولتنبرغ “لقد كانت ليلة قصيرة للغاية. عندما ذهبت إلى الفراش، علمت أنهم سيغزون البلاد، لذلك اعتقدت أنه سيكون من الجيد الحصول على بضع ساعات من النوم. لكن لم تمض ساعات طويلة قبل أن يتصل بي مدير مكتبي ليبلغني بأن الغزو قد بدأ”. وعن ردّ فعله الأوّلي إزاء اندلاع الحرب، قال ستولتنبرغ “لقد شجبت على الفور هذه الحرب العدوانية غير المسؤولة واستدعيت مجلس حلف شمال الأطلسي للانعقاد. هناك قمنا بتفعيل الخطط الدفاعية لحلف الناتو وبدأنا في إرسال قوات إضافية إلى الجزء الشرقي من الحلف لمنع تصعيد الحرب. كل شخص هنا في المقر الرئيسي يعرف بالضبط ما يجب القيام به لأننا كنا مستعدين جيدا، حيث كان الأمر يتعلق بغزو متوقع منذ فترة طويلة. لقد حذر الرئيس الأميركي جو بايدن منه وأنا وكثيرون آخرون منذ عدة أشهر”. ينس ستولتنبرغ: يتعين أن يكون هناك حل سلمي تفاوضي يضمن سيادة أوكرانيا ينس ستولتنبرغ: يتعين أن يكون هناك حل سلمي تفاوضي يضمن سيادة أوكرانيا وعن سبب عدم تمكن الحلف من الحيلولة دون وقوع الحرب رغم التنبؤ بها، قال ستولتنبرغ “حاولنا أن نثني روسيا عن تنفيذ الخطط. في يناير الماضي قمنا في مجلس الناتو – روسيا بمحاولة دبلوماسية لإقناع موسكو بتغيير الخطط. عقدنا الاجتماع عقب خطاب الرئيس بوتين إلى الناتو الذي تضمن مطالب محددة. لقد رددنا في الخطاب مقترحاتنا وحاولنا مواصلة العملية السياسية”. وأضاف ستولتنبرغ “أتذكر أن الروس أخبرونا في ذلك الوقت بأنه ليس لديهم خطط لغزو أوكرانيا. كنا نعلم أن العكس هو الصحيح، لكن بالطبع كنا نأمل تغيير الخطط قبل تنفيذها، قبل أن تدور الدبابات وتسير القوات وتسقط القنابل. كنا نؤمن بالدبلوماسية حتى النهاية، لكن الرئيس بوتين لم يكن مهتما بحل سلمي”. وعما إذا كان يتوقع أن يتمكن الأوكرانيون من الدفاع عن أنفسهم لفترة طويلة، قال الأمين العام للناتو “بالطبع لم نكن متأكدين، لكننا عرفنا أن الأوكرانيين أكثر قدرة على التصرف الآن مما كانوا عليه في عام 2014 عندما بدأت الحرب. منذ ذلك الحين قدم الناتو والدول الأعضاء فيه، لاسيما الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، دعما عسكريا كبيرا لأوكرانيا من خلال برامج تدريب ومعدات. وقد ساهم ذلك في جعل القوات المسلحة الأوكرانية أكبر بكثير وأفضل تجهيزا وتدريبا وقيادة بكثير في فبراير 2022 مما كانت عليه في عام 2014. وهذا يفسر أيضا سبب قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم بشكل أفضل مما كانوا عليه قبل ثماني سنوات”. وأكد ستولتنبرغ على ضرورة إرسال المزيد من الأسلحة لأوكرانيا لتحقيق السلام، وقال “قد يبدو الأمر وكأنه مفارقة، لكن الدعم العسكري لأوكرانيا هو أسرع طريق للسلام”، مضيفا أنه لا بد أن يقتنع بوتين بأنه لن يحقق هدفه في السيطرة على أوكرانيا. وقال ستولتنبرغ إنه يتعين لذلك أن يكون هناك “حل سلمي تفاوضي يضمن سيادة أوكرانيا كدولة ديمقراطية مستقلة”، موضحا أنه يعتبر الهجمات الأوكرانية الأخيرة على أهداف عسكرية في روسيا مشروعة تماما، وقال “لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، وكذلك أوكرانيا”، مطالبا بالنظر إلى الهجمات الأوكرانية في سياقها في ضوء الهجمات الروسية الضخمة على البنية التحتية المدنية، والتي تهدف إلى حرمان الأوكرانيين من الماء والتدفئة والكهرباء في الشتاء. وتابع ستولتنبرغ “يحاول الرئيس بوتين تحويل الشتاء إلى سلاح ضد المدنيين. هذا ليس هجوما على أهداف عسكرية مع سقوط ضحايا من المدنيين. هذا هجوم واسع النطاق على المدنيين لأن الملايين من الأوكرانيين محرومون من هذه الخدمات الأساسية”. Thumbnail وحول ما إذا كان يرى أنه من المناسب تزويد أوكرانيا بصواريخ متوسطة المدى، قال ستولتنبرغ “هناك حوار مستمر بين الحلفاء وأوكرانيا حول أنظمة محددة”، مشيرا إلى أن الحلفاء في الناتو قد زودوا أوكرانيا بالفعل بأنظمة أسلحة بعيدة المدى في الماضي، مثل راجمات الصواريخ من طراز “هيمارس” ومدفعية بعيدة المدى وطائرات بدون طيار، وأضاف “نحن ندعم حق أوكرانيا في الدفاع عن النفس (…) إنه حق منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة”. وعن الجدل حول تسليم دبابات قتالية ألمانية وأنظمة “باتريوت” إلى أوكرانيا، قال ستولتنبرغ إن هناك مشاورات جيدة حول هذه المسائل داخل الناتو وفي صيغة “رامشتاين” بقيادة الولايات المتحدة، وأضاف “بالطبع أدعو الحلفاء إلى فعل المزيد (…) من صميم مصلحتنا الأمنية ضمان أن تفرض أوكرانيا إرادتها وألا ينتصر بوتين”. وفي الوقت نفسه حذر الأمين العام للناتو من أن المناقشة لا ينبغي حصرها في تسليم أنظمة إضافية، وقال “الأمر لا يتعلق فقط بإضافة المزيد من أنظمة الأسلحة (…) ربما الأهم من ذلك هو أن يكون هناك ذخيرة كافية لجميع الأنظمة الموجودة بالفعل. هناك حاجة كبيرة إلى الذخيرة وقطع الغيار”. وعن تقييمه بأن روسيا تحاول تجميد الحرب حاليا من أجل الاستعداد لهجوم آخر في الربيع، قال ستولتنبرغ “ليس هناك ما يشير إلى أن الرئيس بوتين قد غير هدفه العام من هذه الحرب، ألا وهو السيطرة على أوكرانيا. لقد حشدوا العديد من القوات الجديدة. كثير منهم يتدربون الآن، وأظهروا استعدادا لتحمل خسائر مؤلمة، كما أنهم يلجأون إلى أنظمة استبدادية أخرى مثل إيران للحصول على المزيد من الذخيرة والأسلحة”، مضيفا أنه “لا يمكن التنبؤ بالحروب، ولكن علينا الاستعداد لطريق طويل ولهجمات روسية جديدة”، وتابع “لا ينبغي أن نقلل من شأن روسيا”. وعن تصوراته للعلاقات المستقبلية مع روسيا في ضوء ما قاله المستشار الألماني أولاف شولتس مؤخرا حول إمكانية عودة التعاون الاقتصادي بين ألمانيا وروسيا إذا أنهى الكرملين حربه في أوكرانيا، قال ستولتنبرغ “لا شيء سيكون كما كان من قبل. لا يمكن أن تعني نهاية الحرب العودة الكاملة إلى الحياة الطبيعية. طبيعة العلاقات مع روسيا في المستقبل ستتوقف على سلوك موسكو. وأعتقد أنه من الصعب تخيل أننا سننتهي مرة أخرى إلى الاعتماد على سلع مهمة إستراتيجيا مثل الطاقة، لأن الاعتماد على روسيا أوجد نقاط ضعف تحاول موسكو الآن استخدامها لمنعنا من دعم أوكرانيا. لقد جعلنا الاعتماد على الغاز عرضة للخطر”.

مشاركة :