برّأ خبير في الاستشارات البيئية، المملكة من قضايا الاحتباس الحراري وتغير المناخ، مؤكدا أن دور المملكة فاعل في تقليل الانبعاثات الغازية الدفيئة «الغازات المسببة للاحتباس الحراري»، كاشفا في الوقت نفسه أن تقريرا لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أكد أن المملكة من أقل الدول الصناعية للانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري بحسب دراسة للانبعاثات الغازية من 1970 - 2010م. وأكد الدكتور سعد الدهلوي، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، في قسم صحة البيئة، خلال لقاء ديوانية الأطباء بعنوان (مواجهة التغير المناخي بالمملكة ... الوضع الحالي والتغيرات المستقبلية) مساء أمس الأول بمدينة الخبر، أن تقرير الهيئة الحكومية الدولية للتغير المناخ يشير إلى وجود تغيرات كبيرة في نسب هطول الأمطار خلال العقدين الماضيين، لافتا في الوقت نفسه زيادة نسبة هطول الأمطار على المملكة أدى إلى زيادة الهجرة نحو المدن الكبيرة وبالتالي زيادة التعرض للمخاطر وإمكانية حدوث فيضانات، مستبعدا ما حصل من أمطار في مدينة جدة للاستمطار الذي لم يثبت حتى الآن وإنما يرجع للتغير المناخي. وأشار أن نسبة 65 % من غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو قادم من حرق الوقود الأحفوري و 11 % من أنشطة الزراعة والقضاء على الغابات و14 % من أنشطة النقل وعوادم السيارات، وتحتل الصين المرتبة الأولى عالمياً من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30 % والولايات المتحدة الأمريكية ثانيا بـ15 %. وأوضح أن اتفاقية باريس للمناخ تشير إلى أن هناك ارتفاعا في درجة حرارة الأرض بمعدل درجة مئوية مقارنة بالوضع بما قبل الثورة الصناعية، وتهدف الأمم المتحدة إلى أن تكون الزيادة بحد أقصى 1.5 درجة مئوية حتى 2100م، ولكن بسبب عدم التزام الدول بخفض الانبعاثات فإن الخوف بأن زيادة 1.5 درجة مئوية ستكون بحلول 2030، وبالتالي فإن التوقعات تشير بأن متوسط درجة حرارة الأرض ستزداد بمعدل أربع درجات مئوية بحلول 2100م، ما يؤدي إلى انقراض العديد من الأحياء وغرق عدد من المدن الشاطئية واختفاء دول مثل المالديف. وقال: إن رؤية المملكة 2030 تتوافق مع اتفاقية باريس 2015 فيما يخص التخفيف والتكيف المناخي، مستشهدا بمشروع التحول للاقتصاد الدائري بدلاً من الاعتماد على النفط، ومشروع الوصول للحياد الصفري وخفض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن مكافئ لغاز ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030. وتناول الدهلوي، المبادرات الجديدة بعد قمة المناخ 2022 في شرم الشيخ، حيث أعلن سمو ولي العهد - حفظه الله - عن إطلاق عدة مشاريع جديدة في منتدى مبادرة السعودية الخضراء على هامش قمة المناخ (كوب 27) وهي: إطلاق مركز معارف الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي لتسريع وتيرة خفض الانبعاثات، واستضافة أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023م. وقال: هناك جهود كبيرة للمملكة منها الخطط التنفيذية للوصول للحياد الصفري ضمن رؤية 2030 ومنها: مشاريع الطاقة المتجددة (تأسيس 12 محطة للطاقة الشمسية بطاقة 41 جيجا واط موزعة في ثماني مناطق بالمملكة، وتأسيس محطة لإنتاج الكهرباء بطاقة الرياح في حائل بطاقة 16 جيجا واط)، وكذلك من الخطط التنفيذية دعم الاقتصاد الدائري للكربون، حيث أعلنت المملكة أثناء ترؤسها لمجموعة دول العشرين عن تبنيها للاقتصاد الدائري للكربون واستخدام أفضل التقنيات من أجل خفض الانبعاثات الكربونية، أيضا من الخطط التنفيذية التوجه نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتم تأسيس مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الزرقاء في نيوم بطاقة إنتاجية عالية 650 طنا / يوم من الهيدروجين الأخضر و 1.2 مليون طن / يوم من الأمونيا الزرقاء، وتم تصدير أول شحنة من الأمونيا الزرقاء إلى اليابان من شركة أرامكو قبل ثلاثة أشهر، ومن الخطط التنفيذية أيضا دعم الأبحاث العالمية في مجال الطاقة (إنشاء مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية لدعم أبحاث الطاقة المتجددة و السياسات البيئية والاقتصاد الدائري والتقنية، وبناء قاعدة بيانات قوية لدعم الاقتصاد الدائري للكربون)، ومن الخطط التنفيذية تطبيق تقنية التقاط وتخزين الكربون (خطة لجعل الهيئة الملكية بالجبيل وينبع مركزا لتقنيات التقاط الكربون). ولفت إلى أن مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر بحلول 2030 ستسهم بخفض الانبعاثات بمقدار 287 مليون طن متري مكافئ لغاز ثاني أكسيد الكربون، التوقيع على التعهد العالمي للميثان لخفض انبعاثات الميثان بـ30 %، زراعة 450 مليون شجرة وإعادة تأهيل ثمانية ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتحويل مدينة الرياض إلى مدينة ذكية ومستدامة، وجعلها من ضمن أفضل 100 مدينة في العالم.
مشاركة :