تمكن مصارعون يابانيون من ذوي الاحتياجات الخاصة من تحدي إعاقتهم وكسر الصورة النمطية التي يواجهونها خلال حياتهم اليومية عبر مشاركتهم في فيلم وثائقي عن حياتهم وعملهم. ونشرت صحيفة «غارديان»البريطانية في تقرير لها عن فيلم وثائقي يحكي تجربة جماعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم تمنعهم إعاقتهم الجسدية ونظرة المجتمع لهم من تحقيق احلامهم في أن يكونوا مصارعين، ليأسسوا بعدها دوري مصارعة لذوي الإحتياجات الخاصة بإسم «دوغليغز». ويتناول الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه «دوغليغز»، قصة حياة هؤلاء المصارعين داخل وخارج الحلبة، ومعاركهم مع المرض، في إطار درامي لا يخلو من الفكاهة، إذ يقرر سامبو المريض بالشلل الدماغي والذي يبلغ من العمر 46 عاما منافسة أحد الأصحاء وهو كيتاغيما. وأشارت الصحيفة إلى أن الفيلم استغرق تصويره ثلاث سنوات، وهو من انتاج وإخراج النيوزيلندي هيث كوزينز، والذي استغرق عامان في إقناع أبطاله بجديه هذا العمل. وحصل الفيلم على إشادة النقاد في مهرجان «هوت دوكس» للأفلام الوثائقية في أميركا الشمالية العام الماضي، إضافة إلى فوزه بجائزة«أفضل مخرج» بمهرجان «فانتاستيك فيست» في الولايات المتحدة، ومن المقرر عرضه في دور السينما اليابانية خلال الأسابيع المقبلة. ويقول مخرج الفيلم الذي قضى في اليابان حوالى 18عاماً، أنه عندما شاهد للمرة الأولى مصارعة للمعوقين، أراد أن يترك فيلمه الوثائقي الأول لدى المشاهدين الانطباع نفسه الذي شعر به في المرة الأولى له عندما شاهد مباراة«دوغليغز»، موضحاً «أردت الضحك، ثم شعرت بالخجل من نفسي لذلك. وفي النهاية تملكني شعور بالاعجاب». وفي سؤال عما إذا كان يتم إستغلال مثل هؤلاء الأشخاص في هذا النوع من المصارعة لتحقيق ربح مادي، يجيب كوينز«هؤلاء المصارعين اختاروا أن يكونوا هناك بمحض إرادتهم، فلديهم أسباب تدفعهم لذلك، ولا أحد يجني من ورائهم أموالاً، إنهم يتمتعون بالاستقلالية ولا يتم استغلالهم». ويقول أحد أبطال الفيلم وهوكيتاغيما أن الحلبة بالنسبة إلى المعاقيين هي مظهر للمساواة، وهروب من الاعاقة التي يواجهونها في حياتهم، مؤكداً أنهم بذلك«لم يعودوا في حاجة إلى الشفقة من أحد». وانطلقت مصارعة«دوغليغز» في العام 1991 من مجموعة معوقين، وتضم الآن حوالى 40 عضو، غالبيتهم من ذوى الاعاقة، ولا تقتصر الجولات عليهم فقط، إذا تجرى جولات بينهم وبين مصارعين أصحاء، تكون أيديهم مقيدة إلى الخلف في اللقاء. وعن نتائج تلك المباريات، يقول كوينز«لا يفوزالمعوقين دائما في المباريات، لأن الهدف منها كيفية السيطرة على شخص آخر بدنياً. انها شكل من أشكال العلاج النفسي». وينهي كوينز حديثه «إذا كان هناك رسالة من الفيلم، فهي أنه يجب السماح للمعوقين بأن يعيشوا حياتهم وفق شروطهم، وإلا فالاعاقة في أعيننا نحن».
مشاركة :