مقتل متظاهر إيراني برصاص الأمن خلال إحياء ذكرى ضحايا الاحتجاجات

  • 1/1/2023
  • 00:26
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت قوات الأمن الإيرانية أمس، النار على حشد من الناس في غرب البلاد، ما أدى إلى مقتل شخص، حسبما أعلنت مجموعة حقوقية، بعد أكثر من 100 يوم على اندلاع تظاهرات في أنحاء البلاد، أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني. وتشهد إيران منذ 16 أيلول (سبتمبر) احتجاجات إثر وفاة أميني 22 عاما، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية. وأفادت منظمة هنكاو الحقوقية ومقرها النرويج، عن وقوع مواجهات أمس، في مدينة جوانرود في غرب إيران، حيث أحيا الأهالي الذكرى الـ 40 لمقتل متظاهرين. وأطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى مقتل الشاب برهان إلياسي 22 عاما، وإصابة ثمانية أشخاص آخرين بجروح، في مقبرة محلية، حسبما قالت هنكاو. ويعتقد أن اثنين من الجرحى في حالة حرجة. وكان نشطاء قد دعوا على منصات التواصل الاجتماعي إلى تجمعات في طهران ومدن أخرى في أنحاء إيران احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي. وأفادت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا" ومقرها في الولايات المتحدة عن تجمعات صغيرة في العاصمة ومدينتي أصفهان ونجف أباد، ونشرت تسجيلات مصورة تسمع فيها هتافات منددة بالنظام. ونزل مئات أمس الأول إلى شوارع زاهدان التي تشهد احتجاجات أسبوعية منذ مقتل أكثر من 90 شخصا على أيدي قوات الأمن في 30 أيلول (سبتمبر)، في يوم أطلق عليه "الجمعة الأسود". وأظهرت تسجيلات نشرها مرصد "1500 تصوير" وتأكدت وكالة فرانس برس من صحتها، حشودا في مركز محافظة سيستان بلوشستان تهتف "الموت للديكتاتور" في إشارة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وتقع محافظة سيستان بلوشستان الفقيرة على الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع أفغانستان وباكستان، وشهدت أعمال عنف دامية متكررة حتى قبل اندلاع الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني. وتم توقيف 14 ألف شخص على الأقل منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء البلاد، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي، بينما ذكرت وكالة هرانا أن عددهم لا يقل عن 19 ألفا. وأكدت السلطات الإيرانية مقتل أكثر من 200 شخص بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، وتوقيف الآلاف على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. من جانبها قالت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" ومقرها أوسلو في حصيلة جديدة الثلاثاء، إن 476 متظاهرا قتلوا. وفي وقت سابق هذا الشهر، أعدمت السلطات الإيرانية شخصين على خلفية الاحتجاجات. وتفيد منظمات حقوقية خارج إيران أن زهاء 100 شخص يواجهون تهما قد تصل عقوبتها إلى الإعدام على خلفية الاحتجاجات. وأكد القضاء الإيراني حتى الآن إصدار أحكام بالإعدام بحق 11 شخصا على خلفية التظاهرات، تم تنفيذ اثنين منها في كانون الأول (ديسمبر) بحق كل من مجيد رضا رهناورد ومحسن شكاري، وكلاهما كانا في الـ23. ودين رهناورد باستخدام السلاح الأبيض وقتل عنصرين من قوات الأمن في مدينة مشهد في شمال شرق البلاد، فيما دين شكاري باستخدام سلاح أبيض وجرح عنصر من الأمن وقطع طريق في طهران. وردد المحتجون في جنوب شرق إيران المضطرب، شعارات تندد بالزعيم الأعلى، بينما قالت منظمة حقوقية، إن ما لا يقل عن 100 من المحتجين المعتقلين يواجهون عقوبات محتملة بالإعدام. واندلعت الاحتجاجات ضد القيادة في إيران بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني 22 عاما في 16 أيلول (سبتمبر)، بعد احتجاز الشرطة لها. وتسكن الإقليم الفقير أقلية البلوخ، التي يصل عددها مليوني نسمة، وتقول جماعات حقوق الإنسان، إنهم يواجهون التمييز والقمع منذ عقود. ووقع بعض أعنف الاضطرابات في الأشهر الأخيرة في مناطق أقليات عرقية ومجموعات دينية لديها مظالم طويلة الأمد مع الدولة، منها إقليم سستان وبلوخستان والمناطق الكردية. والاحتجاجات التي دعا فيها محتجون من جميع أطياف المجتمع إلى سقوط النظام الحاكم، أحد أجرأ التحديات التي تواجهها السلطات الإيرانية منذ ثورة 1979.

مشاركة :