أصبحت حدائق الحيوان في غزة أشبه بالمعتقل، حيت تتضور الحيوانات جوعا، في ظل الأوضاع التي يعانيها القطاع منذ حرب الـ50 يوما بين إسرائيل وحماس عام 2014. فقد أصاب الهزال النمر الإفريقي في حديقة الحيوانات في جنوب قطاع غزة، ضمرت بطنه وبات جلده المخطط كثوب فضفاض يتعثر فيه. ويسير بعصبية ذهابا وإيابا في قفصه. يقول صاحب حديقة حيوان غابة الجنوب، محمد عويضة، لأسوشيتدبرس: أقسم بالله أن هذا النمر لم يأكل منذ 4 أو 5 أيام. إنه يحتاج إلى طعام يومي بقيمة 100 شيكل (حوالي 20 دولارأ). وأشار عويضة إلى أن نصف الحيوانات والطيور المتبقية في الحديقة تعاني المرض، لأنه لا يستطيع أيضا توفير طبيب بيطري. وقال: الناس هنا يعيشون أوقاتا عصيبة من أجل الحصول على الطعام، والحيوانات لا تختلف عن ذلك الكثير. ويزور الأطباء البيطريون الحديقة كل شهرين لفحص الحيوانات. ومنذ افتتاح حديقة الحيوان عام 2007، استثمر عويضة وإخوته مئات الآلاف من الدولارات. وكان يعمل بالحديقة في السابق 30 عاملا، وكانوا يديرون كافتيريا تخدم الأسر والرحلات المدرسية. لكن تردي الأوضاع دفع عويضة إلى العمل في أحد المحاجر وشقيقاه يقودان سيارة أجرة، فيما لا يزال اثنان منهم يعملان في حديقة حيوان غابة الجنوب. الحديقة التي كانت تعج بالحركة في السابق، حيث ترتادها الأسر التي تصطحب الأطفال لرؤية الأسود والقرود والتماسيح والنعام، باتت تشكو قلة مرتاديها، وتحولت الآن إلى مكان شبه خاو، لا يجني منه عويضة ما يكفي من المال لإطعام حيواناته. ولم يتبق على قيد الحياة سوى نعامة واحدة من بين 6 نعام. ونفقت الأسود واللاما الوحيد بالحديقة في ديسمبر، ولم يعد هناك أي تماسيح.
مشاركة :