أجريت اليوم الأحد مراسم تنصيب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في برازيليا بعد أدائه اليمين أمام مجلس الشيوخ متعهدا احترام الدستور ووسط غياب سلفه الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو الذي غادر البرازيل قبل انتهاء ولايته، وسط تعزيزات أمنية لمواجهة تهديدات محتملة من مناصريه الراديكاليين. وسيتولى لولا (77 عامًا) مرة جديدة رئاسة أبرز قوة في أميركا اللاتينية بعدما ترّأسها مرتين من 2003 حتى 2010، فاتحًا الطريق بذلك أمام عودة اليسار البرازيلي إلى قصر بلانالتو الرئاسي. ويُتوقّع مشاركة ما يصل إلى 300 ألف شخص في حفلات موسيقية ومراسم احتفالية خلال النهار في العاصمة البرازيلية الهادئة عادة. وبين المبعوثين الدبلوماسيين الأجانب والبالغ عددهم 50 تقريبًا 17 رئيس دولة منهم رؤساء ألمانيا والبرتغال وعدة دول في أميركا اللاتينية مثل الأرجنتين وملك إسبانيا. وأرسلت المملكة العربية السعودية وزير الخارجية صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان لحضور مراسم التنصيب وأرسلت الولايات المتحدة الأميركية وزيرة داخليتها ديب هالاند فيما أرسلت الصين نائب الرئيس وانغ كيشان. أمّا فرنسا، فيمثّلها أوليفييه بيشت وهو الوزير المفوض للتجارة الخارجية. وأوردت الجريدة الرسمية في نسختها الصادرة الجمعة أن الأمين العام للرئاسة أجاز خروج أعضاء من الطاقم الأمني المكلّف حماية "الرئيس السابق عمّا قريب" في رحلة إلى ميامي من "الأوّل إلى الثلاثين من كانون الثاني/يناير 2023". وكان جايير بولسونارو منذ إعلان فوز خصمه اللدود لولا بفارق بسيط في الانتخابات الرئاسية يعيش بعيدا عن الأضواء في برازيليا، مفضّلا التزام الصمت. وغادر البلاد الجمعة إلى ميامي. وستكون هذه المرّة الأولى منذ 1985 التي لن يقوم فيها رئيس برازيلي منتهية ولايته بإلباس خلفه الوشاح الرئاسي. "منع وصول الشيوعية" إلى البرازيل وبينما لا يريد أكثر مؤيدي بولسونارو المتطرفين وصول لولا إلى السلطة وما زالوا يقيمون أمام ثكنات في مدن مختلفة ويطالبون بتدخل عسكري، تمّ تعزيز الإجراءات الأمنية. وستتم تعبئة جميع عناصر الشرطة في منطقة برازيليا والبالغ عددهم نحو ثمانية آلاف، بالإضافة إلى ألف شرطي فدرالي يمكن أن يدعمهم عناصر من القوات الوطنية إذا لزم الأمر. وتمّ تحديد عدد الأشخاص الذين يمكنهم متابعة خطاب لولا أمام قصر بلانالتو إلى 30 ألفًا، وحظرت السلطات حمل الاسلحة لمعظم المدنيين. وتوجه بعد ذلك إلى قصر بلانالتو الرئاسي، الذي صمّمه المهندس المعماري أوسكار نيماير، لاستلام الوشاح الرئاسي المرصع بالذهب والماس. "حفل شعبي كبير" واجتمع الحشد للاستماع إلى خطاب الرئيس الجديد في حديقة الساحة الضخمة للوزارات بالقرب من ساحة القوى الثلاث حيث يلتقي قصر بلانالتو ومجلس الشيوخ والمحكمة العليا. وكانت السيدة الأولى المستقبلية روسانخيلا دا سيلفا المنظم الكبير للجانب الاحتفالي من الفعاليات بحيث نظّمت حفلات موسيقية قبل وبعد الاحتفالات الرسمية. ومنذ يوم السبت، يتوافد الآلاف من مؤيدي حزب العمال إلى برازيليا على متن رحلات جوية وبرية. أمّا بالنسبة للولا الذي استكمل في الأيام الأخيرة تشكيلة حكومته المؤلفة من 37 وزيرًا، فسيتعين عليه خوض "مهمة شاقة" اعتبارًا من الاثنين، حسبما قال نائبه.
مشاركة :