ظروف العمل القاسية تحول دون وصول الإنتاجات اليابانية إلى العالمية

  • 1/1/2023
  • 23:48
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعد القطاع السينمائي الياباني "الموجه نحو السوق المحلية" الذي يواجه نقصا في التمويل، ينجح في استقطاب المواهب الشابة، على ما يلاحظ المخرج هيروكازو كورييدا الذي تعاون مع مخرجين شباب في مسلسل يطرح قريبا عبر منصة "نتفليكس". ويرى المخرج (60 عاما)، الذي نال السعفة الذهبية في دورة عام 2018 من مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "شوبلفترز"، أن التصرفات والمواقف التي تنطوي على تعجرف، وظروف العمل القاسية في المجال المرئي والمسموع المحلي، تحولان دون إنجاز إنتاجات يابانية تحظى بالنجاح العالمي نفسه الذي تحققه الأعمال الكورية الجنوبية، بحسب "الفرنسية". ويقول كورييدا في مقابلة مع وكالة "فرانس برس إن": "البيئة الابتكارية لدينا ينبغي أن تتغير"، لافتا إلى الرواتب المتدنية وساعات العمل الطويلة في المجال السينمائي، إضافة إلى أن المستقبل غير مضمون لمن يختار العمل في هذا المجال. ويضيف "ركزت خلال مسيرتي على كيفية إتقان عملي، لكن عندما أنظر من حولي، أرى أن الشباب لم يعودوا يختارون العمل في المجالين السينمائي والتلفزيوني". وبهدف المساعدة على حل الأزمة القائمة في القطاع، تعاون مخرج "ستيل ووكينج" و"نوبادي نووز" مع ثلاثة مخرجين شباب في مسلسل يعرض في كانون الثاني (يناير) الجاري عبر "نتفليكس". ويشيد بصفات زملائه الشباب وبمعلوماتهم الواسعة عن المعدات والتقنيات، التي تفوق معرفته في هذا الخصوص. ويتألف مسلسل "ذي مكاناي: الطبخ لمنزل آل مايكو" من تسع حلقات، وهو مقتبس من إحدى قصص المانجا المصورة وتدور أحداثه في كيوتو "غرب اليابان" داخل مجموعة من فتيات الجيشا المبتدئات. وبينما تحظى الرسوم المتحركة اليابانية بشهرة كبيرة في مختلف أنحاء العالم، لا تحقق الأفلام والمسلسلات المنتجة في الأرخبيل نجاحات في الخارج، مقارنة بالأعمال الكورية الجنوبية كمسلسل "سكويد جايم" أو فيلم "باراسايت" للمخرج بونج جون - هو الذي دخل عام 2020 تاريخ السينما كأول فيلم غير منجز باللغة الإنجليزية يفوز بجائزة الأوسكار العامة لأفضل فيلم. ولم تأبه حكومة كوريا الجنوبية بحجم النفقات الخاصة لدعم قطاعها السينمائي، ما أتاح تحقيق نجاحات عالمية كثيرة منذ 20 عاما، لكن "في الوقت نفسه، كانت اليابان تتوجه نحو الداخل"، لأن السوق المحلية كانت كافية لها، على ما يلاحظ كورييدا. ويرى المخرج، الذي اختار أخيرا العمل خارج اليابان، أن "ما حصل هو السبب الكامن وراء الفجوة" بين البلدين. وأوضح أن فيلم "ذي تروث" (2019) المنجز في فرنسا الذي تشارك فيه كاترين دونوف وجولييت بينوش، وفيلم "بروكر" (2022) الكوري الجنوبي الذي يتخذ من الاتجار بالأطفال موضوعا، أتاحا له تحديد الثغرات في السينما اليابانية بصورة أفضل. وسبق أن دعا كورييدا ومخرجون يابانيون آخرون هذا العام إلى إنشاء مركز مماثل للمركز الوطني السينمائي في فرنسا، بهدف تعزيز التمويل الخاص بالإنتاجات السينمائية والتلفزيونية وتحسين ظروف العمل في المجال. ويشير استطلاع أجرته الحكومة اليابانية عام 2019 إلى أن ثلثي العاملين في المجال السينمائي الياباني غير راضين عن رواتبهم وساعات العمل الطويلة، ويبدون قلقين بشأن مستقبل هذا المجال.

مشاركة :