أوقفت الولايات المتحدة مؤقتًا استيراد الحوامض "الحمضيات" من المغرب، ابتداءً من الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2016 بسبب اكتشاف يرقات ذبابة فاكهة المتوسط في حمولة من البرتقال قادمة من المغرب، ويتعلّق الأمر بحشرة توجد في مجموعة من الدول وتهاجم أزيد من 300 نوع من النبات والمزروعات. وحسب ما أعلنه المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالمغرب، فإن سلطات صحة المواد الغذائية من أصل نباتي في الولايات المتحدة هي من أصدرت هذا القرار الذي يعد الأوّل من نوعه تجاه المنتجات المغربية، منذ بداية تصدير الفواكه المغربية نحو الولايات المتحدة، حيث لم يسبق أبدًا اكتشاف وجود هذه الذبابة، حسب تأكيدات المكتب. وقال المكتب المغربي إنه يقوم بالتحريات المطلوبة على الميدان لمعرفة أسباب وجود هذه الحشرات في شحنة البرتقال، وإن اجتماعًا خاصًا تم عقده مع مهنيي قطاع الحوامض للوصول إلى إجراءات تتيح رفع إيقاف تصدير الحوامض المغربية إلى الولايات المتحدة. وأشار المكتب إلى أن قرار إيقاف الولايات المتحدة استيراد الحوامض لا يمسّ الاتفاقيات الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة في هذا المجال، كما أن مسؤولين مغاربة وأمركيين تداولوا أمس الأربعاء حول هذا الموضوع، ووصلوا إلى خلاصات بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية إضافية تتيح عودة الأمور إلى سابق عهدها. ومن المنتظر أن يؤثرهذا الإيقاف على الصادرات المغربية، بما أن الحوامض تعد واحدة من أهم المنتجات الزراعية التي يصدّرها المغرب إلى الخارج، وبما أن الولايات المتحدة من الأسواق التي يطمح المغرب إلى تقويتها، وهو ما دفع بالسلطات المغربية إلى التجاوب السريع والبحث عن حل سريع للمشكل كي لا يتمدد قرار الإيقاف لمدة طويلة ويزيد من عبئ موسم فلاحي يعيش حالة صعبة بالمغرب بسبب قلة الأمطار. وتعاني مجموعة من الدول الزراعية من انتشار هذه الحشرات التي تسبّب ضررًا بالمحاصيل، كما ترفض الكثير من الدول عبر العالم استلام شحنات من الفواكه إن اكتشفت وجود هذه الحشرة فيها، ومنها كذلك روسيا التي أرجعت قبل أشهر شحنات من البرتقال المصري بسبب هذه الآفة التي ظهرت لأول مرة في النمسا عام 1954، وكلّفت المحاصيل الزراعية عبر العالم ملايين الدولارات.