بلغت الاعتداءات بالألعاب النارية على الشرطة والإطفاء والإنقاذ في رأس السنة بعدا جديدا في برلين، حيث أصيب العشرات. وتطالب نقابة الشرطة بحظر استخدام الألعاب النارية ويطالب رجال الإطفاء بكاميرات مراقبة تثبت على السيارات. تعرض أفراد شرطة وعناصر الإطفاء والإنقاذ لهجمات واعتداءات أثناء أداء عملهم في ليلة رأس السنة "من أنتم أيها الفوضيون؟" تتساءل صحيفة "بيلد" الألمانية، بعدما وقع في عموم ألمانيا من هجمات واعتداءات على عناصر الشرطة والإطفاء والإنقاذ خلال الاحتفال بمقدم العام الجديد 2023، وخصوصا في العاصمة الألمانية برلين. وأعربت إيريس شبرانغر، وزيرة داخلية ولاية برلين، عن غضبها لما وقع في ليلة رأس السنة وقالت إن خدمات الإنقاذ والطوارئ قد تم تعطيلها وتعرضت لهجمات نجم عنها إصابات، بعضها خطيرة. وصرحت السياسية الاشتراكية الديمقراطية: "آمل في محاكمة جنائية ناجحة ومتسقة"، للمعتدين. بينما قال كاي فيغنر، رئيس فرع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بولاية برلين، إنه "حتى خدمات الطوارئ ذات الخبرة صدمت من مستوى الوحشية" لتلك الهجمات. وبحسب ما نقل موقع "tag24" فإن فيغنر قال إنه "يجب ألا تقف الدولة متفرجة على الأشخاص الفوضويين وهم يهاجمون عناصر الشرطة ورجال الإطفاء مرارًا وتكرارًا. هذه ليست خروقات تافهة، إنها جرائم يجب ملاحقتها ومعاقبة مرتكبيها". وشهدت العاصمة الألمانية برلين عدة حوادث بالألعاب النارية خلال احتفالات ليلة رأس السنة. وذكرت شرطة العاصمة برلين ليلة السبت/الأحد على تويتر أن أفراد شرطة ورجال إطفاء تعرضوا "لهجوم مكثف بمفرقعات" خلال إطفاء سيارة محترقة، موضحة أنه تم إلقاء ألعاب نارية وطفاية حريق على حافلة نقل بأحد أحياء برلين، ما أسفر عن تدمير الزجاج الأمامي للحافلة. وأضافت الشرطة أن 60 حتى 80 شخصًا حاولوا إشعال النيران في سيارة بالألعاب النارية في حي ببرلين. زيادة كبيرة مقارنة بالعام الماضي وفي إحصائية مؤقتة أعدتها قوات الإطفاء عن "عمليات ليلة رأس السنة" وصل عدد عمليات التأمين التي قامت بها قوات الإطفاء في برلين خلال احتفالات رأس السنة مساء أول من أمس السبت إلى أكثر من 1700 عملية، بزيادة بمقدار نحو 700 عملية مقارنة بعددها في احتفالات رأس السنة الماضية خلال قيود كورونا. وحسب هذه الإحصائية تعرض 22 شخصا لإصابات بسبب الألعاب النارية من صواريخ ومفرقعات. وتعرضت قوات الإطفاء لـ 38 هجمة أُصِيْب خلالها 15 فردا من أفرادها أحدهم استلزمت إصابته نقله إلى المستشفى. ومن جانبه، قال مدير الإطفاء في ولاية برلين كارستن هومريغهاوزن:"ليس هناك ما يبرر هذا السلوك ولا يسعني إلا أن أدينه بأشد العبارات". وكما جرت العادة، كانت قوات الإطفاء أعلنت " حالة طوارئ ليلة رأس السنة" كإجراء احترازي لتتمكن من زيادة أطقم أفرادها وقيادتها لـ "أكثر الليالي عملا في العام". وبلغ إجمالي عدد الأفراد الذين وفرتهم القوات لهذه الليلة 1471 فردا مزودين بـ395 سيارة. وتم استدعاء قوات الإطفاء في الفترة بين الساعة السابعة مساء السبت حتى الساعة السادسة من صباح الأحد 1717 مرة، منها 749 مرة بسبب حرائق و825 مرة بسبب مهام أخرى. وكان عدد العمليات التي قامت بها قوات الإطفاء في نفس الفترة الزمنية من احتفالات رأس السنة 2022/2021 حيث كان هناك حظر رسمي لبيع الألعاب النارية، وصل إلى 1026 عملية. دعوات لاستخدام كاميرات وحظر الألعاب النارية وخلصت قوات الإطفاء في الإحصائية إلى أنها كانت مستعدة بشكل جيد لكنها فوجئت "بكثافة وشدة الهجمات على قواتنا" مشيرة إلى أن سياراتها تعرضت للرشق بصناديق جعة وطفايات حريق، وقالت إن أفرادها تعرضوا للرشق بالألعاب النارية أثناء قيامهم بإطفاء حرائق كما تعرضت سياراتها للنهب، وذكرت قوات الإطفاء أنها حررت محاضر بخصوص كل هذه الحالات. ودعت نقابة رجال الإطفاء في برلين-براندنبورغ، اليوم الإثنين (الثاني من يناير/ كانون الثاني 2023)، إلى تجهيز المركبات بكاميرات للمراقبة، وقالت إن هذه الكاميرات الصغيرة، التي تثبت عادة خلف الزجاج الأمامي للمركبات، ستجعل من السهل توثيق أي هجمات من هذا النوع. وأشار مسؤولو النقابة أيضا إلى الكاميرات المثبتة بالملابس، التي تجري تجربتها حاليا لاستخدامها في تصوير المواقف المتوترة. وكانت نقابة الشرطة الألمانية ببرلين قد دعت أمس الأحد إلى حظر واسع النطاق لاستخدام الألعاب النارية، وقال رئيس النقابة بولاية برلين، شتفان فيى: "رأينا على مستوى ألمانيا أنه تم استخدام ألعاب نارية على نحو مقصود تماما كأسلحة ضد أشخاص"، وشدد على ضرورة وضع نهاية لذلك. وأكد أن هناك حاجة لحظر شراء لجميع من لا يتعاملون بشكل احترافي ومن ثمّ غير مسؤول مع الألعاب النارية. ص.ش/ (د ب أ)
مشاركة :