انطلاقًا من ضرورة تأصيل مفاهيم التعايش والتسامح والتعاون والانتماء وتحمل المسؤولية في نفوس الطلبة، نظمت وزارة التربية والتعليم برنامجًا تدريبيًا ضمن مشروع المدارس المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان، والذي يشمل أربع مدارس إعدادية كمرحلة تجريبية، ولمعرفة تفاصيل المشروع أجرينا لقاءات عدة: قالت الأستاذة لطيفة البونوظة الوكيل المساعد للتعليم العام والفني والمهني رئيس الفريق التنفيذي إن هذا المشروع جاء بهدف تعزيز الانتماء الوطني، وترسيخ قيم التعايش والتسامح، وتعزيز قيم حقوق الإنسان، والتي تدعو إلى أهمية المشاركة واحترام الآخر وتحمل المسؤولية والتعاون، وذلك في إطار من الأنشطة والممارسات الرياضية والتربوية والفنية والثقافية لتطبيقها في الطابور الصباحي والفسح المدرسية، وتفعيل حصص الاحتياط وتخصيص مساحة لكل مادة دراسية لتطبيق قيمة من تلك القيم. فيما ذكرت الدكتورة شيخة الجيب مدير إدارة التربية الرياضية والكشفية والمرشدات أن الورش جاءت كفرصة لتهيئة منتسبي مدارس التجربة للفصل الدراسي الثاني، ليتم تطبيق مجريات الورش في جميع المواد الدراسية؛ لأنه وبلا شك كل المواد مرتبطة ببعضها ولها علاقة مباشرة مع التربية للمواطنة وحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الورش تعتمد على الأنشطة العملية وعلى الألعاب الحركية، حيث إن لكل لعبة من هذه الألعاب مدلولاً تربويًا أخلاقيًا، ومن أمثلتها: (لعبة حبل التواصل، لعبة يدًا بيد، لعبة خطوتي إلى العلم، لعبة نجم النجوم، ومسابقة العروض الرياضية تحت شعار التسامح والتعايش)، مضيفة ان هذه الممارسات يسهل فهمها وترسخ في أذهان الطلبة لما فيها من تجربة تعتمد على المشاركة. ومن بين المشاركات التقينا بالأستاذة جليلة السيد معلمة العلوم من مدرسة أم كلثوم الإعدادية للبنات، التي قالت بأنها تستطيع ربط النشاط الرياضي بمادة العلوم، وبذلك ستكون مادة ثرية بالنسبة للطالبات وسيسهل عليهن فهم الدرس، إضافة إلى أنها ستجمع بين العلوم وبين التربية من أجل المواطنة وحقوق الإنسان التي ستسهم في تقوية العلاقة بين الطالبات وستزيد من دافعيتهن نحو التعاون والتشاركية. وذكرت الأستاذة دلال عبدالعزيز معلمة المواد الاجتماعية من مدرسة يثرب الإعدادية للبنات أن هذه الأنشطة ستثري مادة الاجتماعيات بشكل كبير، خصوصًا لما تتصف به المادة من جمود، فهذه الأنشطة والألعاب ستحبب الطالبات بالمادة وستخلق علاقة تعاونية بينهن وستعزز من قيم حقوق الإنسان والمواطنة في نفوسهن بطريقة غير مباشرة. المصدر: مريم يوسف