يشكل أبناء مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي في مخيمات الاعتقال داخل الأراضي السورية «قنبلة موقوتة» جاهزة للانفجار في وجه العالم وتهديد الأمن الدولي، خصوصاً مع محاولات التنظيم المتكررة لتهريبهم خارج المخيمات وضمهم إلى صفوف مقاتليه، فيما حذر خبراء ومحللون في تصريحات لـ«الاتحاد» من أن عواقب تأجيل حل هذا الملف خطيرة للغاية على دول المنطقة والعالم. واعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية صبرة القاسمي أن مخيم «الهول» في شمال شرق سوريا من أخطر بقاع الأرض، حيث تتواجد نساء وأطفال قيادات وعناصر «داعش»، مشيراً إلى أن العقيدة التي تربى عليها أبناء مقاتلي التنظيم تحولهم إلى قنابل موقوتة تهدد العالم بأسره. وأضاف القاسمي في تصريح لـ«الاتحاد» أن أبناء مقاتلي التنظيم الإرهابي يمثلون تهديداً في حال خروجهم من المخيمات، وهذا ما يسعى إليه التنظيم بكافة الطرق والوسائل. وقال إن «التنظيم يسعى بكل جهده لاستحضار ذخيرته من هؤلاء الصغار، استخدامها مؤجل إلى حين، وما تم من محاولات لإخراج هذه القنابل من مستودعها ما هو إلا محاولات فردية من بعض عناصر داعش». وينحدر معظم سكان «مخيم الهول» من العراق وسوريا، لكن هناك 11 ألف شخص من دول أجنبية، فيما يشكل الأطفال والنساء غالبية سكان المخيم. وحسب تقديرات منظمات إغاثة، أن 64 % من سكان المخيم من الأطفال ومعظمهم دون سن الـ12. بدوره، أوضح الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد سلطان، أن أبناء مقاتلي «داعش»، هم الجيل القادم من المقاتلين الذين عمل قادة التنظيم على إعدادهم كـ«نواة» لإعادة دولتهم المزعومة. وأضاف سلطان في تصريح لـ«الاتحاد» أن وجود أطفال «الدواعش» في المخيمات خطير للغاية، لاسيما أنه لم يتم التعامل مع الأمر بشكل منطقي، وكل ما تم فعله محلياً وإقليمياً مجرد «مسكنات لحل المشكلة وتأجيلها»، خاصة مع تملص الدول الغربية من استرجاع الأطفال الذين يحملون جنسياتها. ولا يزال هؤلاء الأطفال يحافظون على علاقتهم بالتنظيم بصورة قسرية وليست طوعية ومعظمهم مجندون داخله بأفكار عبر شبكات كبيرة لا تستطيع قوات سوريا الديمقراطية مواجهتها. ولفت سلطان إلى أن «شبكات من المهربين حاولت أكثر من مرة تهريب الأطفال وضمهم للتنظيم ووضعهم في ملاذات تدريبية»، معتبراً أنه كلما تأجل الملف ستكون له عواقب خطيرة للغاية على المنطقة والأمن الدولي.
مشاركة :