صدر للشاعر والناقد عبدالله السمطي أحدث كتاب نقدي بعنوان: "أيقونات التأويل الشعري: عبدالعزيز خوجة بين: شطآن الأمان، وأسفار الرؤيا" صدر الكتاب في طبعته الأولى 2022 ويقع في (186) صفحة. ويرى السمطي في الكتاب أن من قسمات الشعر لدى الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة الارتحال الدائم صوب الأمكنة والأزمنة، وإذا كان السفر في المكان سفرًا جغرافيًّا يصبو إلى مراودة جمالياته، والتنقل بين تفاصيله، فإن السفر في الزمان هو سفرٌ للتأمل والقراءة والتخييل والتأويل، والكشف عن مكامن اللحظة، وجوهر الحياة والحكمة، واستيعاب وتمثّل ما تجود به الرؤية، والوعي من مثلٍ وقيمٍ تغدو بمرور الوقت من جملة العناصر التي تشكل جوهر الرؤية الحضارية بوجه عام، ولكل مبدع دوره وإسهامه في إرساء قواعد هذه المثل والقيم وتحريكها عبر الزمان لتشكل الطاقة الروحية والثقافية في أدبيات البشر والإنسانية. ويضيف السمطي: "هكذا حين ندنو من الخطاب الشعري لدى الدكتور عبدالعزيز خوجة فإننا نتبصر بهذه الجدلية الدائمة الكامنة في شعره: السفر من أجل المعرفة، وقراءة أسئلة العالم". ويحدد السمطي من خلال قراءته النقدية لشعر الدكتور عبدالعزيز خوجة رؤيته للذات الشاعرة وعلاقتها بالسفر فيقول: إن ثمة ذاتاً شاعرة موجودة وهي تمثل الركن الأول في عملية السفر كدلالة لها محطاتها وتفاصيلها، ولها مجازاتها ورموزها. ولهذا فإن الذات ستكون منوط الاهتمام البحثي هنا بوصفها تشكل المنطلق الشعري والتخييلي لصناعة الأجواء المكانية والزمانية، ثم يشكل السفر المكاني الركن الثاني من أركان التبصر القرائي الواعي، فيما يمثل السفر في الزمان الركن الثالث الذي تتمثله القراءة النقدية وتراود عناصره وخواصه. ويتضمن الكتاب ثلاثة فصول الأول: الذات الشاعرة وأيقونات السؤال الشعري وفي الثاني: جدليات السفر في المكان، أما الفصل الثالث: تخييلات الزمان وتأويلاته. تركز هذه الفصول على قراءة مجموعة من قصائد: "رحلة البدء والمنتهى" تتمثل في عنوانين يتضمنها الديوان وهما: "شطآن الأمان" و"أسفار الرؤيا" وكلاهما يعبران عن صفحات قيمة من حياة الشاعر ورؤيته الشعرية، سواء بالانخراط في الواقع والتعبير عن قضاياه وأزماته، أو التعبير عن الحياة الأسرية والكتابة عن الأم والأبناء، كما الكتابة عن الوطن، وسجاياه، والتضامن مع القضايا العربية والإسلامية، أو الذهاب ذاتياً للتعبير عن أشواق الأنا وطابعها الروحاني الذي يكثف الرؤيا في قصيدة مطولة تعد من علامات الشاعر، ومن الأيقونات الشعرية في فضاءات شعرنا العربي المعاصر. إن رحلة القراءة هنا - على الرغم من قصرها وإيجازها - تلملم بعض الفيوض الشعرية في الديوانين، وتمضي إلى قراءة أكثر قرباً من الحواف الشعرية للدكتور عبدالعزيز خوجة متكئة بشكل أساسي على قراءة المعنى وتأويله، ورصد بعض الأساليب الفنية في: رحلة البدء والمنتهى. صدر للناقد من قبل عن شعر الدكتور عبدالعزيز خوجة كتابان هما: جماليات القصيدة القصيرة في شعر عبدالعزيز خوجة (2011) وأمكنة العاشق (2017).
مشاركة :