الحمد لله على قضائه وقدره (لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى)، من هذا المنطلق يلزمنا أن نصبر على ما يصيبنا من أزمات ومصائب وأمراض، وأن كل إنسان له نهاية في هذه الحياة الدنيوية.. وعلينا الاستعداد للموت الذي هو باب كلنا عابروه قال تعالى في محكم كتابه:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.. ونحن إذ نودع هذه حياة الدنيا إلى الدار الآخرة بما يحمله من أعمال إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، نسأل تعالى أن يجعلنا ووالدينا والمسلمين أجمعين في جنات النعيم، ولاشك أن الموت سنة الحياة، وعلينا الإيمان بالقضاء والقدر... وفي الأيام الماضية فجعت عائلة الصائغ والحمود بوفاة أحد أبنائها المعروفين، ابن العم المربي والمعلم الفاضل (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصائغ) أبو أمين الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى إثر حادث سير مؤلم قرب محافظة الرس أصيب فيها بكسور بليغة أدخل على إثرها مستشفى الرس العام في العناية المركزة في غيبوبة شديدة لعدة أيام، ثم يأتي الخبر المحزن بوفاته- رحمه الله- والتي كانت صدمة لأسرته وأبنائه وبناته وكافة العائلة وخيم الحزن على الجميع لفراقه.. فقيدنا الغالي صاحب أخلاق حسنة وصفات حميدة خلال مسيرة حياته وتعامله ومحبته للجميع، لقد فقدنا رجلاً فاضلاً ورغم ظروفه الصحية في آخر حياته حيث أصيب بمرض في رجليه حتى أصبح مقعدا واضطر لاستعمال الكرسي المتحرك إلا أنه كان يتواصل مع الأقارب والزملاء، وأول من يحضر المناسبات العائلية.. نعود للحديث عن الفقيد الذي ولد في محافظة البدائع عام 1377هـ، وتربى في كنف والديه، بدأ دراسته في المرحلة الابتدائية ثم أكملها في كافة المراحل التعليمية وختمها بالشهادة الجامعة، ونظرا لرغبته في التدريس بعد التخرج عين مدرسا في عدد من المدارس الابتدائية، تخرجت على يديه أجيال متعددة والذين مازالوا يعملون في القطاع العام والخاص في خدمة هذا الوطن الغالي، ثم أحيل للتقاعد بعد مسيرة طيبة في مجال التربية والتعليم، ثم عمل في الجمعيات الخيرية، وواصل هوايته في القراءة والاطلاع، وكان لديه مكتبة في منزله ضمت مختلف العلوم. ونظرا لظروفه الصحية تبرع بها لإحدى دور العلم، ونسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته، كما جاء في معنى حديث نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم إن عمل ابن آدم ينقطع بعد وفاته إلا من ثلاث ومنها علم ينتفع به. رحم الله أبا أمين وختم الله له في جنات النعيم، وقد تمت الصلاة عليه في جامع الشايع وووري جثمانه الثرى في مقبرة الرس. دعواتنا له بالمغفرة والرحمة، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **
مشاركة :