«العويس الثقافية» ترصد سير أعلام الإبداع الإماراتي في إصداراتها

  • 1/23/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، مساء أمس الأول، حفل تواقيع لعدد من إصداراتها الجديدة ضمن سلسلة أعلام من الإمارات، بحضور الأديب عبد الغفار حسين والدكتور محمد عبد الله المطوع الأمين العام للمؤسسة، والدكتور عبد الإله عبد القادر، والمترجم والأديب محمد صالح القرق، إلى جانب مؤلفي المجموعة الجديدة من الإصدارات. اشتملت السلسلة الجديدة من الأعلام على مجموعة كتب هي: شعراء من الإمارات د.شهاب غانم، وظل النخلة- سلطان الشاعر ظافر جلود، وعلي المحمود- سيرة وطن، عبد الفتاح صبري،، وجابر جاسم.. الخروج عن المألوف لعبد الجليل السعد. وأوضح د.المطوع أن هذا المشروع يهدف إلى توثيق الذاكرة الأدبية والثقافية والفنية والحياة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وانتشال هذه الذاكرة من النسيان، ووضع أعمال وإبداعات أعلام الإمارات الذين أنجزوا في حياتهم ما أمكنهم إبداعاً أو فكراً أو شخصيات عامة، بين يدي الأجيال الشابة الذين لم تتح لهم فرصة التعرف إلى هذه القامات، حيث إن السلسلة ترصد سير مجموعة أعلام وكتب لشخصيات ثقافية وفكرية أثرت في الحياة الأدبية أو الفنية أو العامة وأصبحوا ذاكرة حية للتاريخ الثقافي في الإمارات. وتوجه المطوع بالشكر لمؤلفي مجموعة الإصدارات الجديدة الذين بذلوا قصارى جهودهم في مجال البحث لتوثيق حيوات هذه الشخصيات، التي كانت رموزاً للإبداع والمعرفة والفن. من جانبه قال عبد الفتاح صبري إن مؤلفه يلقي الضوء على حقبة مهمة من تاريخ الإمارات الحديث من خلال شخصية علي بن محمد المحمود (1852-1953م)، ويحكي سيرة هذا الرائد واندماجه بعمق في هموم وقضايا مجتمعه، بدءاً بمبادرته الأهم لتأسيس مدرسة حديثة في زمانها لتحدث نقلة نوعية في حراك التعليم وتنقله من مرحلة المطوع إلى مرحلة أخرى نظامية ومتطورة، وتهتم بعلوم الدين والدنيا، إضافة إلى تكلفه بالبناء وإمداد المدارس بالاحتياجات والمواد الأساسية، وجعل التعليم مجانياً، وتكفله بإقامة الطلبة وإعاشتهم وجميع مستلزماتهم. وأضاف صبري أن هذه المبادرة فتحت الباب للتأهيل والتعليم، وإنشاء الكوادر التي أصبحت ركيزة الوطن نحو التقدم الإداري والتعليمي والتثقيفي، وعند التأريخ الثقافي والاقتصادي للوطن لابد من ذكر الشيخ علي المحمود بوصفه رجل اقتصاد، ووطنياً خدم الشارقة والإمارات، وأسس لمنهج قائم على البر والفضل والوعي بأهمية الوطن والتكافل والتعاضد من أجله، كما سيذكر التاريخ دوره في مقاومة الاحتلال الإنجليزي، وإشاعة روح الدفاع عن الوطن والوطنية والعروبة والإسلام في مواجهته. من جانبه قال د. شهاب غانم: يضم هذا الكتاب فصولاً مختصرة عن اثني عشر شاعراً من شعراء الإمارات الراحلين ممن كتبوا القصيدة البيتية الفصيحة وخلقت قوافيهم عبقاً ما زال يتضوع في سماء الأدب، كما كتب بعضهم قصيدة التفعيلة مثل د. أحمد أمين المدني، ود. إبراهيم علان، ومحمد بن حاضر، وهناك من كتب قصيدة الشعر النبطي وأكد د. غانم أن كتابه اقتصر على الشعر الفصيح، وأنه قد ربطته بعدد من هؤلاء الشعراء صداقة حميمة، مثل الشاعر سلطان بن علي العويس ومحمد شريف الشيباني وحمد خليفة أبو شهاب. يذكر أن كتاب شعراء من الإمارات تضمن ملحقاً يحوي قصيدة بيتية الشكل لكل شاعر. أما ظافر جلود فأشار إلى مؤلفه الذي يتناول أعمال واجتهادات الشاعر والممثل والكاتب سلطان بن سليمان الشامسي المعروف ب سلطان الشاعر، مسجلاً مرحلة أو مقطعاً من سجل ذاكرة جمعية سعت إلى الابتكار والتنوع في التعبير عن الحاجات التي كان المواطن الإماراتي يسعى للوصول إليها، فكانت أعمال هذا المبدع لتي سلكت طريق الهواية نحو الاحتراف والمهنية، محافظة على تلك الشفاهة والشعبية التي تأخذ قصصها من الشارع والمقهى والبيت، وبقيت كشواهد حية ومؤثرة وناطقة، سواء في كتاباته الشعرية أو أعماله في المسرح والتلفزيون، ولكل ما قدمه من أعمال ثابتة لا تتزعزع، منحته اسماً لا ينسى، حفرت حروفه على ذاكرة الزمن. وتحدث جلود عن أولئك المبدعين الذين لم يكن لديهم إعلام ولا شركات إنتاج ولا علاقات عامة ولا كل وسائل الانتشار والاتصال التي سهلت مهمة صناعة النجومية، فهؤلاء اعتمدوا على مواهبهم فقط، منوها بأن أبناء الخليج قد تلقوا إنتاج سلطان الشاعر من خلال الدراما التلفزيونية، وعلى وجه التحديد مسلسله الشهير اشحفان القطو الذي أصبح رمزاً من رموز الدراما الخليجية، معتمداً على العفوية والتلقائية في الأداء والتمثيل وفي كل المعطيات الفنية. وقال عبد الجليل السعد: هذا الكتاب نافذة تطل على جابر، وما حاولت فعله هو إيصال هذا الفن الأصيل لعشاقه بشكل صحيح ومعبر، من خلال طرح الرموز والتواريخ، تذكيراً بالماضي والدخول في الحاضر بحصيلة متواضعة من بانوراما الأغنية الشعبية في الإمارات، والتي لم يتم تناولها والكتابة عنها بما تستحقه من الذكر والتحليل. وجابر جاسم بحسب ما أوضح عبدالجليل، هو صوت إماراتي أصيل لن يأتي بالنسبة للإمارات مثله أو شبيهه، بما يملك من أصالة وحس، ومن خلال مشواره الفني الذي امتد لأكثر من ثلاثين عاماً، حيث رأى أنه كان تميز بصوته الودود والمحبوب كمطرب وعازف وملحن في الإمارات كدولة خليجية كانت فيها الأغنية المحلية أكثر اقتراباً من الأغنية العربية الرصينة، ومجبولة على شعر مغنى تحترمه الذائقة العامة والخاصة حتى اليوم، بعيداً عن الاستهلاك والثراء التجاري، مؤكداً أن فلسفة الأغنية وجمال اللحن في تلك الفترة هما حصان التسابق في الساحة، فلا يتنازل المطرب عن كلمات جيدة ولحن جيد كونهما متلاحمين ومرتبطين بنجاح الدخول في ذاكرة الناس وحبهم.

مشاركة :