مخاوف أميركية معلنة من احتلال صيني للقمر

  • 1/3/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – وسط حرب صينية أميركية غير معلنة على احتلال الفضاء، اعترف مدير وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، بيل نيلسون، إن بلاده وبيكين دخلتا فعليا في سباق فضائي، وإن الصراع بين القوتيين العظميين قد ينتقل إلى القمر معبرا عن مخاوفه من احتلال الاخير. وفيما يجري سباق محموم للعودة المأهولة على سطح القمر، اقر نيلسون، في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأميركية نشرتها الأحد، أن "السباق على القمر بين الولايات المتحدة والصين أصبح أكثر حدة، ويمكن أن يحدد العامان المقبلان من سيحظى بالسيطرة". لكن نيلسون، وهو رائد فضاء سابق، أعرب عن ثقته في أن الولايات المتحدة يمكن أن تفوز بالسباق على القمر.  وقال نيسلون، وهو عضو مجلس الشيوخ ورائد فضاء سابق: "إنها الحقيقة.. نحن في سباق فضاء، ويجب أن نكون حذرين من وصول الصين لمكان على سطح القمر تحت ستار البحث العلمي.. والخوف من احتمال أن يأتي وقت يقول الصينيون فيه لنا: ابتعدوا، هذه أراضينا على القمر". ولفت نيلسون، في هذا السياق، إلى بحر الصين الجنوبي، حيث أقام الجيش الصيني قواعد في جزر متنازع عليها، قائلا: "إذا كنت تشك في ذلك، فراجع ما فعلوه بجزر سبراتلي". وجاءت تصريحات نيلسون بعد نجاح الكبسولة أوريون غير المأهولة التابعة لناسا، في العودة إلى الأرض في 11 ديسمبر/كانون الاول، بعد إتمام رحلتها حول القمر، لتختتم المهمة الأولى لبرنامج أرتيميس الاستكشافي، بعد 50 عاما من آخر هبوط لمهمة أبولو على سطح القمر. وانطلقت أوريون في 16 نوفمبر/تشرين الثاني من مركز كينيدي للفضاء في كيب كنافيرال بولاية فلوريدا، على رأس صاروخ (نظام الإطلاق الفضائي)، وهو صاروخ من الجيل الثاني شاهق الارتفاع تابع لناسا. وهو الآن أقوى صاروخ في العالم والأكبر الذي تصنعه الوكالة منذ الصاروخ ساتورن 5 خلال حقبة مهمات أبولو. ومع انطلاق رحلة أوريون، بدأ برنامج أرتيميس الذي يخلف مهمات أبولو، ويهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر هذا العقد وإنشاء قاعدة مستدامة هناك كنقطة انطلاق لاستكشاف المريخ في المستقبل. لكن في المقابل، أعلنت الصين، خلال افتتاحها الأخير لمحطة فضائية جديدة، هدفا يتمثل في إنزال رواد فضاء على سطح القمر بحلول نهاية العقد الحالي.  ففي ديسمبر/كانون الاول وضعت الحكومة الصينية رؤيتها للمساعي الأكثر طموحا مثل بناء البنية التحتية في الفضاء وإنشاء نظام إدارة الفضاء. واعتبر نيلسون أن أي تأخيرات أو حوادث مؤسفة كبيرة في برنامج الولايات المتحدة، الذي يعتمد على سلسلة من الأنظمة والمعدات الجديدة التي لا تزال قيد التطوير، يمكن أن تخاطر بالتخلف عن الصينيين.  كما تأتي تصريحات نيلسون في أعقاب إقرار الكونغرس لميزانية عام كامل لناسا، لم تحصل فيها الوكالة على كل التمويل الذي طلبته.  ويوضح قادة استخباراتيون وعسكريون وسياسيون أميركيون أنهم يرون مجموعة من التحديات الاستراتيجية للولايات المتحدة في مواجهة برنامج الفضاء الصيني، وذلك في صدى التنافس السابق إلى القمر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال ستينيات القرن الماضي.  وتتبادل الولايات المتحدة والصين الاتهامات بالتسابق نحو "تسليح الفضاء" إذ يحذر كبار مسؤولي الدفاع الأميركيين من أن الصين وروسيا تبنيان قدرات منافسة لأنظمة الأقمار الاصطناعية التي تدعم المخابرات الأميركية والاتصالات العسكرية وشبكات الإنذار المبكر. لكن هناك أيضا جانب مدني لسباق الفضاء، وفق ذات التقرير، حيث تشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن تأخذ الصين زمام المبادرة في استكشاف الفضاء والاستغلال التجاري، وريادة التقدم التكنولوجي والعلمي الذي من شأنه أن يضع الصين في المقدمة. وفي الصدد، قال السناتور الجمهوري من ولاية أوكلاهوما، جيم إينهوف، هذا الأسبوع، خلال جلسة استماع للقوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "في عقد من الزمن، تحولت الولايات المتحدة من زعيمة لا جدال فيها في الفضاء إلى مجرد واحدة من اثنين من أقرانها في المنافسة" ثم تابع محذرا "كل شيء يقوم به جيشنا يعتمد على الفضاء". على مدار السنوات القليلة الماضية، أطلقت بكين سلسلة من مركبات الإنزال لجمع عينات من القمر، بما في ذلك لأول مرة على الإطلاق على الجانب البعيد من القمر، بالإضافة إلى مركبة مدارية ومركبة هبوط، ومركبة وصلت إلى المريخ. وتذهب الطموحات الصينية، بعيدا. فقبل نهاية هذا العام، سيبدأ تشغيل المحطة الفضائية "تيان كونغ" لتكون الجار الثقيل لمحطة الفضاء الدولية. وأعادت هذه التطورات أجواء سباق الستينيات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق في مجال غزو الفضاء، وما رافقها من خطب نارية، وحروب إعلامية طاحنة. وكان الجيش الأميركي، أعرب أيضا عن مخاوفه المتزايدة بشأن تطوير بكين لأنظمة الفضاء التي يمكن أن تهدد الأقمار الصناعية الأميركية.  وحذر خبراء من أن بكين قد تتمكن من اللحاق بركب الولايات المتحدة وتجاوزها، حتى أن تقرير البنتاغون الأخير الذي أرسله للكونغرس سلط الضوء على سلسلة من القفزات الأخيرة لبرنامج الفضاء الصيني. في سياق عوالم غزو الفضاء، ثمة حدث تاريخي أطلق ما سمّاه العلماء "عصر الدفاع الكوكبي". ففي بث حي على مسافة 11 مليون كيلومتر عن كوكب الأرض، شهد العالم لحظة اصطدام مركبة "دارت " الفضائية بأحد الكويكبات، في تجربة غير مسبوقة لتغيير مساره حماية لسكان الأرض. ومشروع "دارت" نتاج تعاون بين وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" وجامعة "جونز هوبكنز" وعدد من شركات التصنيع الفضائي والصاروخي، بتكلفة بلغت 350 مليون دولار.

مشاركة :